أخطاء النطق تُعتبر من المشاكل الشائعة حيث قد يُخطئ معظم الأطفال عند تعلم كلمات جديدة، ولكن عندما يستمر الخطأ لما بعد عمر معين هنا يُعد من اضطرابات النطق، فلكل صوت عمر معين لنطقه بطريقة سليمة، وتؤثر اضطرابات النطق على إصدار الأصوات (مخارج الأحرف) فقط أو استخدام الأصوات في اللغة (نظام الأصوات في اللغة) أو كلتا المشكلتين معاً. تحدث معظم اضطرابات النطق بدون سبب معين، إلا أن بعض الأسباب المعروفة هي مثل الاضطرابات العضلية (مثل التصلب اللويحي)، الاضطرابات الحركية (مثل الديسارثريا)، الاضطرابات العضوية (مثل الحنك المشقوق)، المتلازمات الجينية (مثل متلازمة داون)، أو الاضطرابات العصبية (مثل الشلل الدماغي)، ومن الأسباب المعروفة أيضاً ضعف السمع، فالأطفال الذين يعانون من التهابات الأذن باستمرار هم في خطر التعرض لمشاكل النطق. يُمكن للشخص البالغ أيضاً أن يُصاب باضطرابات النطق حيث قد تستمر مشاكل النطق الموجودة منذ الصغر عند بعض البالغين، وقد تحدث للبعض الآخر بعد السكتة الدماغية أو إصابة في الرأس. وتتضح مظاهر اضطرابات النطق من خلال أمور معينة يمكن ملاحظتها مثل حذف بعض الأصوات مثل نطق (يارة) بدلاً من (سيارة) حاذفاً الصوت أو المقطع الأول، ومن مظاهر اضطرابات النطق الاستبدال، فيستبدل صوت بآخر مثل كلمة (شجرة) يستبدل الصوت الأول فينطقها سجرة، ومن المظاهر كذلك التشويه ويعني إصدار أصوات مشابهة للصوت الصحيح ولكنه ليس دقيقاً، وأخيراً من مظاهر اضطرابات النطق الإضافة، أي إضافة صوت لكلمة ما مثل كلمة (أسود) قد ينطقها (أوسود)، لا يُعتبر أي استبدال أو تشويه في الأصوات أخطاء في النطق، بل من الممكن أن تكون اختلاف في اللغة أو اللهجة. بالنسبة لاضطرابات النطق المتعلقة باستخدام الأصوات في اللغة فهي تتضمن أخطاء في أنماط معينة للأصوات، على سبيل المثال استبدال الأصوات الخلفية (مثل ك، ق) بأصوات أمامية (مثل ت، د). أخصائي التخاطب والبلع هو الشخص المسؤول عن تقييم وتشخيص الأطفال والكبار الذين يعانون من مشاكل في النطق من خلال إجراء اختبارات للنطق وفحص لأعضاء الكلام، وقد يُوصي بالبدء بالتدريبات إذا كان الخطأ لا يتناسب مع عمر الشخص أو ليس بسبب اختلاف في اللهجة. وتزداد أهمية علاج اضطرابات النطق خاصة عندما تؤثر هذه الاضطرابات على التطور الاجتماعي، الأكاديمي أوالحالة الوظيفية، وتعتمد طرق العلاج على تصحيح مخارج الأصوات واستخدام الأصوات في اللغة من خلال تدريبات مختلفة، تدريبات النطق قد تحتوي على تمييز الصوت الصحيح من الصوت الخاطيء، وكيفية إصدار الصوت منفرداً وفي مقاطع، ومن ثم في كلمات وجمل، ومن أهم ركائز نجاح الخطة العلاجية هو الإلتزام بحضور جلسات التخاطب وتعاون الأهل من حيث تطبيق التدريبات باستمرار مع الطفل، التدخل المبكر من العوامل المهمة أيضاً خاصةً مع الأطفال المعرضين لخطر تأخر النطق واللغة، ونعني بذلك السنوات الأولى من العمر، بحيث يتم تحفيز النطق الصحيح للأصوات وتدريب الأهل على طرق التواصل وتنمية مهارات النطق لدى الطفل. يُمكن المساعدة في تعليم الطفل النطق بشكل صحيح وذلك بتقديم مثال جيد بلفظ الكلمة بطريقة صحيحة وعدم مقاطعة أو تصحيح الطفل بشكل دائم، وعدم مضايقة الطفل والاستهزاء به، على الجانب الآخر، يُخطيء كثير من الآباء في تحفيز خطأ النطق عند الطفل من خلال تقليده مثلاً، وهذا قد يؤدي إلى استمرار الخطأ عند الطفل بسبب تأثير المحيطين به. * عيادة التخاطب والبلع