لماذا يتفنون في قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال بشكل جماعي وفردي في كل الدول ومن مختلف الأديان والمذاهب والجنسيات والأعمار وبأبشع الصور وبمختلف الأساليب والطرق؟! لكن السؤال الأهم كيف تمكنت داعش من السيطرة على عقول الكثيرين من الأشخاص ووجهتهم بكل سهولة إلى تنفيذ عمليات القتل والذبح والتفجير والدهس والحرق بكل طواعية تامة، ومن دون تفكير او تردد او خوف ومن غير أي وازع ديني أو رادع من ضمير!؟ وكيف أصبح هذا اللغز محيراً إلى درجة أن كثيرين من البسطاء من عامة الناس تأثروا واستغربوا هذه الشجاعة الإجرامية (المصطنعة) من منفذي هذه الجرائم؟! الإجابة عن هذه التساؤلات سهلة وحاضرة فمن المؤكد ان هناك خللا عقليا أصاب عقول الأشخاص المنفذين لكل هذه الأفعال الإجرامية في كل الدول، ومن قدر له على سبيل المثال متابعة مسلسل (سمرقند) التاريخي الناجح الذي عرض في بعض القنوات الفضائية خلال شهر رمضان المبارك سيدرك من خلال أحداث هذا المسلسل حقيقة داعش وكيف نجحت في السيطرة على عقول بعض الأشخاص التابعين لها دون إرادتهم! اليوم نهج داعش وأسلوبها هو تكرار لفرقة "الباطنية" تلك الفرقة التي برزت في القرن (5-7) خرجت من الرحم الفارسي فعاثت في المسلمين فساداً وذبحاً وقتلاً ونحراً، وكيف كان ابرز زعمائها حسن الصباح يمارس القتل بأبشع الصور تحت غطاء الإسلام والتدين وكيف كان يستخدم السحر والشعوذة والحشيش وكل أنواع المخدرات بحق أتباعه دون علمهم وتطويعهم والسيطرة عليهم بكل يسر وسهولة تحت وهم الوعد بالجنة وحور العين، ومن ثم توجيههم لتنفيذ عمليات القتل والاغتيالات، وتوارث هذا الفعل أتباعه من بعده حتى أصبح لقب "الحشاشين" يطلق على هذه الفرقة الوحشية وملازما لها حتى يومنا هذا وهي تسمية تعكس طبيعة وسلوك هذه الفرقة. إن سيطرة سيرة وأفعال حسن الصباح على كثير من أحداث هذا المسلسل أكدت بقناعة أنه كان من المناسب أن يكون اسم هذا المسلسل "الباطنية" وليس "سمرقند" فهذا العمل الفني التاريخي الناجح بكل المقاييس كشف للمشاهدين وللمسلمين في ساعات قليلة عن حقيقة تاريخية مؤلمة ظل جيل العالم الإسلامي الحالي يجهلها عن أهم الطوائف الإجرامية التي ألحقت اكبر الأذى بالمسلمين في حقبة زمنية ماضية. إن المتمعن جداً في سيرة وأفعال داعش اليوم سيدرك أنها باطنية جديدة وصناعة فارسية صفوية مجوسية تحمل عداء واضحا للإسلام والمسلمين من خلال هذه الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام كما كانت عليه فرقة الباطنية.. اليوم يجب على الأجيال الحاضرة ان تدرك ان منفذي هذه الأفعال أنهم خارج إرادتهم الفكرية والعقلية وأنهم ضحية لأعمال غير طبيعية كما كان عليه أتباع فرقة الباطنية.. ولابد ان يدرك العالم حقيقة داعش وأنها صورة معاصره لفرقة الباطنية بل واشد واعظم خطرا على كل الشعوب. [email protected]