أُريدك الآن أن تقرأ كلماتي والتي لن تتجاوز منك دقائق وأنا أعلم تمام العلم بأنك لن تتأثر بها لكنِ كتبت ولن تُبصرها لكنِ فعلت، لأن كلمات الله لم تتجل في صدرك حين بحثت عن الإستقامة التي كنت تعتقدها بك ولا الصواب فيما تظن لما قدمته لنفسك. أن تتلبس لباس الدين لأفعالك المُشينة لتخرج عن وطنك ومجتمعك وأهلك لتخدم عدوك ضدهم جميعاً لن يسعني إلا أن قول لم تكن سوى ثغرةً سوداء أحاطت كل بياض قد تراه بعينك الآن. قد تبدو في غمامة الآن عفواً بل أنت حقاً كذلك، ولن تُبصر سذاجة مافعلت إلا بعد حين لحظتها لن ينفعك أدنى ندم! قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2، الآية هنا تدل على أمر الله لعبادة المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم، قال ابن جرير: الإثم ترك ما أمر الله بفعله، والعدوان مجاوزة ما حد الله في دينكم، ومجاوزة ما فرض الله عليكم في أنفسكم وفي غيركم. وقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) وقال جل من قائل:(من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً) ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: "مَثلُ المؤمنين فيما بينهم كَمَثل البُنيان يُمسك بَعضُه بعضاً، أو يشُدُّ بعضُه بعضاً". كُل هذه الدلالات جاءت قطعية وهناك الكثير منها كانت على وضوحاً تام ومن يتجاوزها فقد أختل الدين بداخلة ووقع في الضلال الْمُبِين. قد تظن أنك شخص سويّ، وقد تظن بأن هذا الإسلام الذي تُمارسه هو الصحيح لكنه عكس ماتظن تماماً، أنك تُفسد لاتصلح ،تُجرَّم لاتتوب، تخاف لا تأمن! ما زال البعض يمارس الدين بحسب أهوائه وأفكاره ليفرضها على الآخرين وما إن يتم رفض تلك الأفكار إلا أن يصفهم بالكفر والإلحاد وغير ذلك ونسيّ بأنهُ الخطأ الأكبر ومازال يُكابر بعقليته السطحية وهذه الفئة حقيقةً تعيش بيننا ولاشك أن العقل الذي لا يتغير ولا يتفكر ولا يتأمل يُصبح فارغاً تماماً بلا فائدة مثلهُ كما التبعيّ الذي يتبّع الأوامر دون تدارك وأنسانية وعواقب للأمور. أن تكون تبعيّ يعني أنك سلمتٓ عقلك وجسدك وَكُل مابك لغيرك ليتصرفوا بك كما يريدون لا كما تريدهُ أنت! تؤمر بإحراق بيوت الله المُقدّسة ثم تبث الفوضى للمسلمين وتقتل والديك بلحظة من الجنون ثم تقتل نفسك بتعذيب تام بعد كل هذا، ثُم تموت ميتة السوء وتبتغي الجنّة؟