نكمل اليوم حديثنا حول النزف الهضمي عند الأطفال حيث تطرقنا إلى هذا الموضوع الأسبوع الماضي وبدأنا الحديث حول طرق التشخيص ونستكمل هذه الطرق في هذا الصدد. ثالثاً: لا ننسى عن سؤال الأهل عند تناول الأطفال أدوية قد تسبب النزيف مثل الاسبرين، أو مضادات الالتهابات الاستيروئيدية، أو المميعات والستيروئيدات. رابعاً: من خلال الفحص الحكمي يمكن معرفة بعض الأسباب، ففي حالة وجود طفح جلدي فلربما يكون هناك اعتلال في تخثر الدم أو أوعية الدم. كما أن فحص الأنف والبلعوم بدقة قد يوضح مصدر النزف. خامساً: عندما يتعرض الوليد إلى حادث مؤلم كالولادة العسرة أو الالتهابات الشديدة، يؤدي ذلك إلى التهاب المعدة النزفي أو قرحات الشدة المعدية. كذلك قد يصاب الوليد بانسداد مخرج المعدة أو تضيق بوابها (المعدة). أو قد يصاب أو يترافق ذلك بانفتال المعدة مع وجود آلام وتطبّل البطن والتهوع. سادساً: متى نقول إن الطفل ابتلع جسماً أجنبياً ضمن المريء؟ عندما يكون هناك نزف، ووجود قصة حدوث اختناق أو وجود سيلان لعاب أو رفض الطفل للبلع، وهذه اعراض تدل على ذلك. سابعاً: قد يصاب الطفل بدوالي المريء نتيجة لاستخدام القسطرة الوريد السري أو التهاب السرة أو وجود تشوه خلقي. وقد تنجم هذه الدوالي عن التشمع الكبدي. ثامناً: أما بالنسبة للقرحة المعدية والاثني عشر فمن الصعب تشخيصها في الأطفال الصغار وذلك لغياب الألم القرحي الوصفي وعدم وجود قصة زوال هذا الألم بتناول الطعام. وغالباً يكون الألم في البطن عاماً البطن كله. وإذا كان الألم ليلياً أو عند الصباح الباكر يخف أو يزداد بتناول الطعام فهذا دليل على وجود قرحة، والتي تكون واضحة في الأطفال الكبار والمراهقين. تاسعاً: من خلال القصة المرضية وخاصة حينما يكون القيء الدموي يتبع التهوع بقوة أو إقياء متكرر أو قسري، فهذا يؤدي إلى تمزق في المريء وهذه الحالة تدعي مالوري - واسي. العلاج يعتمد علاج النزف الهضمي العلوي على السبب، ومعظم الاجراءات العلاجية تتم في المستشفى. ان ما يجب على الأهل هو عدم التهاون والتكاسل في احضار الطفل إلى المستشفى. سنتحدث عن ما يجب فعله الطبيب. إن الاولوية الأهم والتي يجب الاهتمام بها خاصة عند وصول الطفل إلى الاسعاف هي تشخيص الحالة والصدمة ان وجدت من قبل الطبيب وعلاجها. ٭ عادة إذا كانت علامة الصدمة (التي على المريض وتتمثل اما بشحوب لون المريض أو تغير في وعيه.. الخ من علامات الصدمة) واضحة فيرفع قدمي المريض ثم تزويده بالاكسجين، ثم فتح الوريد ويستحسن عمل فتحتين في وريدين واسعين، ثم البدء باعطاء المريض من السوائل مثل محلول الملح الفيزيولي أو محلول ريخبر لاكتيت بمعدل 20ملم/ كجم. ٭ ثم يسحب عينة من الدم للحصول على معلومات على الدم وخضابه وصفائحه وكذلك عن الكيمياء الحيوية للجسم من وظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى تخثر الدم. ٭ على ضوء النتائج يمكن تعويض الجسم عن ما يكتشف من نقص فمثلاً إذا كان هناك نقص في عوامل التخثر يعطي البلازما المجمدة الطازجة أو فيتامين ك أو الصفيحات حسب النتائج. وإذا لم يقف النزف أو وجد نقصاً شديداً في خضاب الدم فيمكن تعويض ذلك باعطاء المريض الدم الطازج المناسب. ٭ بعد استقرار حالة المريض، يمكن الاستعانة باخصائي المناظير لعمل المناظر وتشخيص الحالة، وأحياناً يستخدم لايقاف النزيف. ٭ هناك أدوية يمكن استخدامها في ترافق النزف مع أعراض قرحية حيث تستخدم مضادات المستقبلات الهيستامينية يعرفها الأطباء وأنواعها.