كانت المشكلة الإيرانية في محور مباحثات وزيري الخارجيتين الروسي سيرغي لافروف والفرنسي فيليب دوست بلازي في العاصمة الروسية موسكو حيث أعرب الجانبان عن تقارب في المواقف بخصوص هذه المسألة وخاصة حول ضرورة توحيد الجهود الدولية لحل هذه المعضلة. وكان بلازي قد أكد إثر وصوله إلى موسكو على أهمية المواضيع التي سيناقشها مع نظيره الروسي الأمر الذي يدل على مدى اهتمام باريس بالموقف الروسي لا سيما أن الوزيرين ناقشا كذلك مواضيع التعاون المشترك بما في ذلك في إطار مجلس روسيا الناتو وروسيا الاتحاد الأوروبي ناهيك عن موضوع إصلاح هيئة الأممالمتحدة ومسائل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. يأتي ذلك في الوقت الذي رأت فيه العديد من التعليقات أن موسكو بدأت تبتعد عن موقف المدافع عن طهران مع التركيز على أن بكين بدأت تحتل هذا المركز.. وتنطلق هذه التعليقات من نتائج الاجتماع الدبلوماسي الذي جرى في لندن بين روسيا والصين والدول الأوروبية، حيث عارضت الصين فرض أي عقوبات على إيران بشدة ولكن الوضع كما يبدو قد يحال إلى مجلس الأمن نتيجة مواقف العديد من الدول الأوروبية وعدم معارضة موسكو لهذا الأمر حتى أن لافروف كان قد أشار في تصريحاته إلى انه لا يستبعد إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن. ولكن من المستبعد أن يتمكن مجلس الأمن من فرض عقوبات حتى لو امتنعت روسيا عن التصويت حيث لم يستبعد بعض المراقبين أن تستخدم بكين حق الفيتو على أمر كهذا. وذلك انطلاقاً من المصالح الاقتصادية المرجوة على المدى المنظور خاصة أن هناك تعاوناً إيرانياً صينياً في مجال الطاقة وحتى في المجال الذري قد يصل حسب بعض التقديرات إلى عشرات مليارات الدولارات، ولكن هذا لا يعني أن موسكو لا تهمها مصالحها مع طهران ولكن كفة العلاقات مع الغرب والولايات المتحدةالأمريكية رجحت بعد إعلان طهران أنها لن توقف العمل في برامجها النووية السلمية.