يدعي المسؤولون الباكستانيون أن القصف الأمريكي الأسبوع الماضي لقرية غربي البلاد لم يسفر عن قتل الهدف المطلوب أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بل عن سقوط 17 آخرين على الأقل من بينهم نساء وأطفال. إذا كان الحال كذلك، فان أقارب الضحايا يستحقون اعتذاراً وتعويضات كما أن واشنطن بحاجة للتعبير عن أسفها لحكومة الرئيس برويز مشرف . ويمكن تسليم هذه الرسالة هذا الأسبوع عندما يزور رئيس الوزراء الباكستانيالولاياتالمتحدة. ولكن في نفس الوقت يجب تذكير رئيس الوزراء انه بالإمكان تحاشي تكرار هذه الاعتداءات لو ان إسلام آباد حاولت بجدية العثور على الظواهري ورئيسه أسامة بن لادن بدلاً عن تظاهرها القيام بذلك. وبعد مرور اكثر من أربعة أعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر ما تزال باكستان تمارس لعبة خطرة. فالحكومة الباكستانية لم تقم بما هو مطلوب للقبض على ناشطي القاعدة لكي لا تثير حنق مؤيديهم من الباكستانيين عليها. ولكن إسلام آباد ما تزال تواصل تطميناتها لواشنطن بأنها نشطة في تعقبهم حتى تضمن تدفق العون الأجنبي. قبل ربع قرن مولت الولاياتالمتحدة المسلحين الإسلاميين المتطرفين في باكستان وحثتهم على عبور الحدود لقتال الغزاة السوفييت في أفغانستان وحينما غادر السوفييت فقدت الولاياتالمتحدة اهتمامها بالمنطقة. وساندت باكستان طالبان التي وفرت الملاذ لتنظيم القاعدة. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ادعى مشرف بأنه عكس الوضع ووقف إلى جانب الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب. وكافأت واشنطنباكستان بدفع 3 مليارات دولار عوناً لها سنوياً ولمدة خمس سنوات. وتعهد مشرف بإغلاق المدارس الدينية التي تروج العداء للولايات المتحدة ولكن التقدم كان بطيئاً. ولم تكن المشكلة قاصرة على المدارس الدينية الخاصة فالمدارس العامة تستخدم مناهج تحض على قتال المشركين. الإقليم الذي جرت فيه محاولة قتل الظواهري يوم الجمعة الماضي به حكومة موالية لطالبان مما صعب مهمة إسلام آباد في البحث عن القاعدة. ولكن الصعوبة لا تعني الاستحالة. وتدعي باكستان بأنها ألقت القبض على 700 مشتبه بهم من ناشطي القاعدة في السنوات الأخيرة. واحد من السجناء البارزين خالد شيخ محمد مخطط هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ولكن من الواضح ان البحث عن الإرهابيين يمثل أولوية دنيا للحكومة الباكستانية. وساهمت الجهود الأمريكية في عمليات الإغاثة لضحايا الزلزال في شمال باكستان العام الماضي والتي شملت إرسال قوات وأموال ووكالات غوث مدنية في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في باكستان. وإذا اتضح أن قصف الأسبوع الماضي كان أساسه معلومات خاطئة فإن الوفيات سوف تلهب المشاعر المعادية للولايات المتحدة. الأهم من كل ذلك، أن خسارة أرواح بريئة أمر مؤسف للغاية.صحيح ان مثل ذلك يحدث في الحرب غير ان هذا لا يخفف من وقع المأساة حينما يقتل أطفال ونساء عن طريق الخطأ. (لوس انجلوس تايمز)