مضت قوات الاحتلال في اجرامها وتصعيدها الدموي مع اقتراب موعد الانتخابات الفلسطينية، واغتالت فجر أمس قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في طولكرم، فيما هدمت ثلاثة منازل وعدداً من البركسات في قريتي الفريديس وقريوت وشنت حملات دهم واسعة اسفرت عن اعتقال 25 على الاقل في الضفة الغربية. ففي عملية عسكرية واسعة النطاق قتلت قوات الاحتلال الشاب ثابت محمود صلاح الدين عيادة (23 عاما)، واصله من بلدة حزما شمال شرقي القدس، وهو مسؤول الجناح المسلح لحركة (حماس) في منطقة طولكرم، بعد محاصرة البيت الذي كان يحتمي داخله في الحي الغربي من المدينة. ووفقا لروايات سلطات الاحتلال وشهود عيان في طولكرم، فإن الشهيد رفض تسليم نفسه واشتبك مع جنود الاحتلال الذين امطروا البيت بالرصاص والقذائف، ما ادى الى استشهاده على الفور. وقد اعترفت قوات الاحتلال باصابة احد جنودها بشكل طفيف خلال الاشتباك. وفي تفاصيل الجريمة الاسرائيلية الجديدة حاصرت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزل المواطن حسام صويص، واجبرت قاطنيه على اخلائه واصطحبت رب الاسرة الى الطابق الاسفل حيث يقيم عيادة وهو احد طلبة جامعة النجاح، ليطلب منه الخروج الا ان أحداً لم يجب. واثر ذلك قامت قوات الاحتلال بتفجير الباب فرد الشاب باطلاق الرصاص من سلاح رشاش تجاه المحتلين الذين فتحوا النار بكثافة تجاهه ما ادى الى استشهاده. واثر ذلك اقتحم جنود الاحتلال البيت وعاثوا فيه خرابا قبل ان يقوموا بتفجيره من الداخل بزعم العثور فيه على معمل لتصنيع المتفجرات وعلى احزمة ناسفة جاهزة للاستخدام. كما قالت قوات الاحتلال انها عثرت بحوزته على بندقيتين آليتين من نوع «كلاشنكوف» و«عوزي». واحضرت قوات الاحتلال والد الشهيد وأحد الشبان في طولكرم للتعرف إلى هويته، قبل ان يسلموه للارتباط الفلسطيني. والشهيد عيادة كان يدرس الهندسة في جامعة النجاح وكان مطلوبا لقوات الاحتلال منذ نحو اربع سنوات بتهمة قيادة كتائب القسام في محافظة طولكرم. وقد استشهد شقيقه (مؤيد) وهو من مقاتلي كتائب القسام ايضا في عملية استشهادية وسط مجموعة من الجنود في طولكرم عام 2002، فيما اعتقلت قوات الاحتلال قبل اسبوع شقيقه (مهند) خلال حملة اعتقالات طالت 14 كادرا من حركة (حماس). وقد شيع جثمان الشهيد في المدينة قبل ان ينقل الى مسقط رأسه حزما لموارته الثرى. من جانبها، توعدت كتائب القسام في بيان لها بالانتقام في الوقت المناسب لقائدها الشهيد المهندس ثابت محمود صلاح الدين. وقالت ان هذه الجريمة تؤكد على ان الاحتلال الاسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة والمقاومة، مؤكدا ان الشهيد مطلوب لقوات الاحتلال منذ أربع سنوات وبدأ جهاده في نابلس ومن ثم انتقل إلى طولكرم وشارك في تجهيز العديد من العمليات الاستشهادية وهو شقيق الاستشهادي القسامي مؤيد عيادة. وفي ساعات فجر أمس شنت قوات الاحتلال حملة دهم في طولكرم اعتقلت خلالها ثلاثة شبان قالت انهم من حركة (حماس)، وهم: شذاي حسين سلمان، احمد صباريني، وعامر شديد. وفي اطار سياستها الاقتلاعية، دمرت قوات الاحتلال صباح أمس ثلاثة منازل وعدداً من البركسات الزراعية في قريتي الفريديس شرق بيت لحم وقريوت جنوب نابلس، بزعم البناء دون ترخيص. وفي سياق حملات الاعتقال اليومية، دهمت قوات الاحتلال بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس وشنت فيها حملة دهم واسعة النطاق لمنازل المواطنين اعتقلت خلالها ثمانية مواطنين زعمت سلطات الاحتلال ان ستة منهم ينتمون لحركة (فتح) والآخران ينتميان لحركة (حماس). والمعتقلون هم: أحمد نظام حمادنة، وسامي محمد بيراوي، وضرار نظام شولي، والشقيقان أسامة وسامح كساب جيتاوي، ونضال عواد شولي، ومحمد مرشد عثامنة، وبكر عبد القادر جوابرة. وفي محافظة الخليل، دهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال فجر أمس مخيم الفوار جنوبا، وفرضت عليه حظر التجول وباشرت بشن حملات دهم وتفتيش واسعة طالت العديد من المنازل فيه بحثا عن مطلوبين. وقامت قوات الاحتلال باعتقال عدد غير محدد من المواطنين في المخيم. واقتحمت هذه القوات مقر الحملة الدعائية للمرشح اسامة النجار وعبثت بمحتوياته، فيما سلمت العديد من المواطنين بلاغات لمراجعة مخابرات الاحتلال. كما حولت عددا كبيرا من المنازل الى ثكنات عسكرية. وإثر ذلك اندلعت مواجهات رشق خلالها ابناء المخيم بالحجارة جنود الاحتلال الذين ردوا باطلاق الرصاص وقنابل الغاز تجاههم. وفي محافظة قلقيلية شنت قوات الاحتلال فجر أمس ولليوم الثاني على التوالي حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق في المنازل والاراضي والدفيئات الزراعية، اعتقلت خلالها اربعة مواطنين يقيمون في منطقة المرج شمال شرق المدينة. والمعتقلون هم: محمد صلاح أبو طبيخ، وسيف الدين جعيدي، ومحمد عادل شحادة، ومجدي رفيق ياسين. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أول من أمس 14 من كوادر (حماس) بالمدينة. من جانبها، اعلنت سلطات الاحتلال اعتقال عشرة مواطنين محسوبين على حركتي (حماس) و(فتح) و(الجبهة الشعبية) خلال حملات دهم في منطقتي رام الله والخليل.