فاصلة : «أنا لا أفكر في المستقبل أبداً.. فهو يأتي باكراً جداً» - حكمة ألمانية - أظهرت نتائج واحد من أحدث الاستطلاعات التي نشرتها جريدة الوطن في عددها الصادر في 10 يناير 2006م (أن السعوديين واللبنانيين أكثر تفاؤلاً بمستقبلهم وأكثر قناعة بظروفهم الحالية)، وجاء في نتائج الاستطلاع الذي قامت به «مؤسسة زغبي انترناشيونال» برعاية منظمة القادة العرب الشباب والمعهد العربي الأمريكي في واشنطن. (إن الأشخاص الذين أُخذت آراؤهم من الجنسيتين أكثر تركيزا على مشكلات محددة يجب حلها وأكثر التصاقا بهويتهم الوطنية مما كانوا عليه في استطلاع مماثل جرى قبل أربع سنوات) وكانت الإجابات تشير إلى ازدياد ملحوظ في مستوى الرضى والتفاؤل عن عام 2002م حسب الدراسة لدى السعوديين . وفي العام الماضي وضع السعوديون أولوية «هزيمة التطرف والإرهاب» في المرتبة السابعة حيث الأهمية أما الآن فيضعها السعوديون في المرتبة الثانية. وربما هذه نتيجة طبيعية لإحساس السعوديين بالأمان بعد أن سيطر الخوف في فترة سابقة على المجتمع نتيجة تتابع العمليات الإرهابية. وحدد السعوديون عبر هذه الدراسة القضايا المهمة لعام 2005م ب(البطالة، الصحة، التعليم) وهي لم تتغير بشكل كبير عما كانت عليه عام 2004م. وهذه نتيجة طبيعية إذ لا يفترض أن عاماً واحداً يمكن أن يحل مشاكل البطالة وهموم التعليم ومشكلات قطاع الصحة في أي مجتمع إلا أن الدراسة كشفت عن أن تبني الديموقراطية والإصلاح كان في المرتبة الرابعة عام 2004م لكنه الآن نزل إلى المرتبة الثامنة عام 2005م. وهذه نتيجة تحتاج إلى تفسير إذ لم تنشر الجريدة أسباب هذا التراجع في الاهتمام بتبني الديموقراطية والإصلاح واللتين اعتقد أنهما أسباب مهمة تكشف عن التفاؤل بالمستقبل والرضى عن الواقع الذي تكشف عنه الدراسة !! أما كيف يعرف السعوديون عن أنفسهم وهويتهم فقد أوضحت الدراسة انه في عام 2002م ابدى السعوديون تفضيلهم لتعريف أنفسهم على أنهم عرب أما الآن فيفضلون وصف أنفسهم بأنهم سعوديون. فهل تعني هذه النتيجة أننا كنا قوميين ثم أصبحنا أكثر إحساسا بمحليتنا ؟ هذا جزء من دراسة احسبها مهمة إلا أن الجريدة لم تنشر عدد العينة وبالتالي فإن صدق نتائج الدراسة معلق حتى إشعار آخر !! nahed@ alriyadh.com