نظرت إلى المرآة فقلت: جاءتك مصيبة يا حميدان إنها مليون ريال، من تثمين أرض سدّت مسار الطريق البري المزمع إنشاؤه جاءتني بالأمس. خرجت أبحث عن الفقراء والمساكين، فبدأت بأقاربي، فاشتد سرورهم وقال أحدهم: لقد أنقذتني من دخول السجن، وآخر: سأشتري سيارة بدل هذه التي قطع غيارها استنزف أموالي القليلة. وفي صباح اليوم التالي نظرت في المرآة وقلت: لقد ابتسموا يا حميدان وزالت مشاكلهم المالية، ولكن أشعر أني أختنق كعصفور في قفص، فلازال معي الكثير. خرجت إلى الجمعيات الخيرية وجمعيات الأطفال المعاقين وجمعيات رعاية الأيتام ووزعت عليهم الأموال. وفي صباح اليوم الثالث نظرت إلى وجهي في المرآة وقلت: يا حميدان، نجحت في التحرر من أسر الأموال وحبها وفككت القيد امتثالاً لقوله عز وجل {ومما رزقناهم ينفقون} وهذا صوت المذياع يدفعني للمزيد من الإنفاق (أطفال إفريقيا يتضورون جوعاً، من لهم بعد الله سواك، مدوا يد المساعدة لإخوانكم المنكوبين على حساب رقم ...) فاتجهت فوراً ودفعت الأموال ونظرت إلى المرآة وقلت: بقي معي خمسة آلاف ريال ولله الحمد والفضل، فلتذهب المليون مقابل بسمة على شفاه الفقراء والمساكين.