اتجهت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية الى الصعود مجددا بفعل ردود الفعل العصبية التي أبداها المتعاملون الذين تملكتهم المخاوف بعدما أعلنت ايران ازالة الأختام عن مؤسسات نووية من أجل استئناف بحوثها لتخصيب اليورانيوم كما تفاعلت الأسواق بتعليقات صينية قالت ان حكومة بكين ربما تلجأ الى شراء المزيد من النفط من أجل بناء احتياطي نفطي استراتيجي. وارتفعت أسعار الخام في التعاملات المبكرة في سوق نيويورك لتجارة السلع المعروف باسم (نايمكس) بنحو 60 بنسا ليصل سعر البرميل في العقود الآجلة (تسليم فبراير) الى 64,10 دولاراً. وكانت عقود الشهر ذاته تراجعت بأكثر من واحد في المائة أمس الاول اثر استبعاد مسؤول في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) احتمالات تخفيض المنظمة لانتاجها من النفط في اجتماع مزمع عقده نهاية الشهر الجاري. وشرعت أسعار الزيت في الارتفاع في أعقاب اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الثلاثاء أن ايران سوف تستأنف بحوث تخصيب اليورانيوم في منشآت نووية في غضون الساعات القليلة المقبلة ما قاد الى تسخين التعاملات واشاعة القلق بين المتداولين. وتزامن ذلك مع تصريحات أدلى بها مسؤول في البنك المركزي الصيني لم يستبعد فيها شراء الصين للمزيد من النفط من أجل بناء احتياطي استراتيجي للبلاد. ويرى خبراء نفطيون أن خطوة الصين ربما كانت مؤثرة على وتيرة التداول اليوم (امس) ولاسيما أن بكين عبرت في وقت سابق عن رغبتها في اتخاذ تلك الخطوة والأبعد من ذلك أنها قامت فعليا ببناء مخزونات ربما تماثل أو تزيد على ال 900 مليون برميل الذي تحتفظ به الولاياتالمتحدة كاحتياطي استراتيجي لها. تأتي تصريحات الصين بشأن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بعد أسبوع واحد من اعلان الهند عن اتخاذ خطوة مماثلة لبناء احتياطيات نفطية لتأمين احتياجاتها من الخام الذي تعاني من شح شديد في مصادره. وامتد أصداء التحرك الايراني والاعلان الصيني الى بقية منتجات الطاقة في العقود الآجلة التي جرت في نيويورك اذ زاد نسبيا سعر البنزين الخالي من الرصاص بواقع 0,68 سنت ليسجل 1,7745 دولار للجالون تسليم فبراير كما صعدت أسعار العقود الآجلة لوقود التدفئة بواقع 0,63 سنت مسجلا 1,774 دولار للجالون تسليم الشهر ذاته. أما الغاز الطبيعي فقد مني بخسائر في نيويورك فاقدا 2,8 سنت مسجلا 9,332 دولارات لكل مليون وحدة قياس حرارية بريطانية. إلى ذلك قالت ادارة معلومات الطاقة الأمريكية امس ان اجمالي انتاج دول اوبك بما فيها العراق من النفط الخام في ديسمبر كانون الاول الماضي بلغ في المتوسط 30,160 مليون برميل يومياً بزيادة مقدارها 150 الف برميل عما كان عليه في نوفمبر تشرين الثاني. وكانت اوبك قررت في ديسمبر الالتزام بحصص الانتاج دون زيادة ومن المقرر ان تعقد اجتماعها القادم في فيينا يوم 31 يناير كانون الثاني الجاري لبحث ما اذا كانت ستقلص الانتاج في الربع الثاني من العام وهو الموسم الذي يقل فيه الطلب العالمي الى أدنى مستوياته. وتوقعت ادارة معلومات الطاقة في تقريرها الشهري عن موقف العرض والطلب العالمي على النفط ان يقل انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك في يناير الى 50,7 مليون برميل يومياً بانخفاض 200 الف برميل عن ديسمبر.