أكد البروفيسور الأفريقي علي المزروعي؛ أحد أشهر أساتذة الدراسات الأفريقية والإسلامية والاجتماعية والسياسية؛ أن مظاهر الثقافة الأفريقية تأثرت - وتتأثر - كثيراً بالطابع العربي والإسلامي. وقال د.المزروعي في محاضرة له بعنوان «هل أفريقيا في طريقها للاندماج مع الوطن العربي» في مكتبة الإسكندرية: يزيد يوماً بعد يوم عدد المتحدثين بالعربية في أفريقيا، ويزداد انتشار الإسلام واللغة العربية داخل الدول الأفريقية المختلفة، كما تنتشر الأفكار والمفاهيم الإسلامية. وأشهر لغتين في أفريقيا هما السواحيلي والهوسا، وهما تحملان بين طياتهما قدراً كبيراً من التشابه مع اللغة العربية. وأكد د.المزروعي أن هناك اتجاهاً رئيسياً تسير فيه العلاقات العربية الأفريقية، وهذا الاتجاه يأخذ في اعتباره بالضرورة تكوين اتحاد ضد الإرهاب العالمي الذي دمر العديد من شعوب العالم. ومن أهم العوامل لدمج أفريقيا بالشرق الأوسط عامل الاقتصاد السياسي، حيث يسهم البترول في النصيب الأكبر في امتداد العلاقات الاقتصادية بين الجهتين. وتطرق الدكتور المزروعي إلى تصنيف أنواع الأفرابيين في أفريقيا، مثل الأفرابيين الثقافيين الذين تغير نمط حياتهم وتأثر بالطابع العربي دون أن تتغير لغتهم كالصوماليين والسواحيليين؛ حيث لم تتغير لغتهم حتى الآن، لكن كل مظاهر ثقافتهم الحالية تأخذ الطابع العربي والإسلامي، ومثل الأفرابيين الجغرافيين الذين يتمثلون في العرب والبربر الذي يظهرون كأعضاء بارزين في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي كما في موريتانيا وجزر القمر. وذكر الدكتور المزروعي نوعاً ثالثاً من الأفرابيين الممتدين عبر الأجيال، حيث يطلق هذا المصطلح على الأشخاص المنحدرين من أصل عربي وأفريقي (الزنوج). وأشار الدكتور المزروعي إلى أن العرب يستطيعون تحقيق التآخي والتوافق بين الدول العربية والأفريقية، مثلما استطاع الغرب أن يؤاخي بين أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في النموذج (الأنجلو- أمريكي). وأكد الدكتور علي المزروعي أن مصطلح «أفرابيا» لا يمثل نشر اللغة والتضامن في الدين فقط، لكن يشير إلى اتحاد العديد من المجتمعات والأعراق والأجناس التي تقوم على حرية الفرد. ويشار إلى أن الدكتور علي المزروعي ولد في مدينة مومباسا بكينيا في عام 1933، وهو يعمل حالياً أستاذاً في علم الإنسانيات بجامعة ألبرت شويتزر، كما يعمل مديراً لمعهد دراسات الثقافات العالمية بجامعة بينجهامتون وجامعة نيويورك. حصل د.المزروعي على الماجستير من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، وعلى الدكتوراه من جامعة أكسفورد بإنجلترا، وشغل منصب مدير مركز الدراسات الأفريقية والأفرو-أمريكية في الفترة من 1978 إلى 1981 في جامعة ميتشجن الأمريكية. وقد ألف الدكتور المزروعي حتى الآن أكثر من 20 كتاباً، من بينها: «السياسة الاجتماعية للغة الإنجليزية»، «القوى الثقافية في السياسة الدولية»، «نحو وحدة كلية أفريقية»، وغيرها.