المملكة تتصدر العالم بأكبر تجمع غذائي من نوعه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية    الإحصاء تنشر إحصاءات استهلاك الطاقة الكهربائية للقطاع السكني لعام 2023م    السعودية الأولى عالميًا في رأس المال البشري الرقمي    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    فصل التوائم.. أطفال سفراء    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    كلنا يا سيادة الرئيس!    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    القتال على عدة جبهات    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علماء ورؤساء هيئات ومراكز إسلامية في عدد من الدول العربية والعالمية يثنون على الخدمات الجليلة الموفرة من قيادة المملكة للحجاج
تحدثوا عن الأعمال الخالدة والمشاريع الضخمة
نشر في الرياض يوم 09 - 01 - 2006

أبدى عدد من المفتين، ورؤساء الهيئات والمراكز الإسلامية في عدد من الدول العربية، ودول العالم المختلفة، تقديرهم الكبير، وثناءهم العظيم على الخدمات الجليلة، والتيسيرات، والتسهيلات المختلفة التي وفرتها قيادة المملكة لقاصدي بيت الله الحرام، وتهيئة الاجواء المناسبة لحجاج بيت الله الحرام، حتى يتمكنوا من أداء المناسك في أجواء روحانية ومطمئنة.
ورأوا في المشروعات الجبارة التي نفذت، وتنفذ في مكة المكرمة، ومنطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وصرف الأموال الطائلة على مختلف المشروعات، وتوفير كافة الطاقات البشرية في سبيل خدمات الحجاج والسهر على راحتهم وأمنهم، من الأعمال الخالدة التي تسجل للمملكة، وقادتها مدى الدهر لخدمة ضيوف الرحمن، وفي مقدمة ذلك توسعة الحرم المكي، والحرم المدني التي لا مثيل لها في تاريخ الحرمين الشريفين.
وأجمعوا في تصريحاتهم لمجلة «لبيك» الصادرة عن الإدارة العامة للعلاقات العامة والاعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمناسبة حج هذا العام 1426ه على أن خدمة ضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين، الذين يفدون إلى البقاع المقدسة من كل حدب وصوب، إلى البقاع المقدسة، شرف تضطلع به حكومة المملكة وشعبها، وتحشد كافة الامكانات المادية والبشرية للسهر على خدمة حجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين، وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ وصولهم إلى المنافذ السعودية، حتى مغادرتهم - سالمين غانمين - إلى ديارهم.
خدمات عملاقة
ففي البداية أثنى فضيلة المفتي العام لموريتانيا، وامام الجامع الكبير الشيخ أحمد المرابط بن الشيخ أحمد الشنقيطي على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من تحكيم لكتاب الله تعالى، وصحيح سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ومن خدمات للإسلام والمسلمين في سائر أنحاء العالم، تتجلى في مختلف مجالات العمل الإسلامي كبناء المساجد والمدارس وفتح المعاهد العلمية والمراكز الدعوية وطباعة المصحف الشريف وسائر الكتب الشرعية وتوزيع الجميع في سائر أنحاء العالم، والدعم المادي والمعنوي للعلماء والدعاة، والانفاق على الفقراء واليتامى، واغاثة المنكوبين والمتضررين، بالإضافة إلى الخدمات العملاقة التي قامت بها للحرمين الشريفين، والأماكن المقدسة.
وشدد فضيلته على ان كل هذه الأعمال دليل على أن المملكة العربية السعودية وقادتها وشعبها من الأمة التي قال الله تعالى فيها: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}، ومن الطائفة التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي وعد الله»، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
أما رئيس جمعية احياء التراث الإسلامي بالكويت الشيخ طارق العيسى فقال: لاشك أن للمملكة العربية السعودية دوراً رائداً في مجال نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، وقيامها بإعمار بيوت الله تعالى، ووقوفها مع الهيئات والجمعيات والمؤسسات الإسلامية خدمة للإسلام والمسلمين في كل مكان.
وأبرز أن المملكة العربية السعودية أصبحت أنموذجاً يحتذى به بإنجازاتها الضخمة التي حققها لخدمة الإسلام والمسلمين، سواء في داخل المملكة، التي يأتي على رأسها مشروع (توسعة الحرمين الشريفين) التاريخية، بالإضافة إلى العديد من المشروعات مثل: شق الطرق والأنفاق، وتوفير الخدمات لحجاج بيت الله، التي على رأسها مشروع (مبرة خادم الحرمين الشريفين لسقاية الحجاج)، التي توفر أكثر من (10) ملايين لتر من الماء العذب يومياً.
شرف كبير
وقال الشيخ العيسى: إن هذه كرامة عظمى وشرف كبير، وذكر حسن في الدنيا والآخرة، وهي منة منّ الله سبحانه وتعالى بها على المملكة العربية السعودية برعاية الحرمين الشريفين، وولاية الشعيرة العظمى للمسلمين جميعاً، وهي شعيرة الحج، التي يأتيها كل مسلم قادر من كل مكان في العالم مرة واحدة في عمره على الأقل.
وزاد قائلاً: إن أعظم أعمال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومن قبله سلفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عنايتهم الفائقة بالحرمين الشريفين، وأن يكون لهم شرف العمارة العظمى للحرمين، التي لم يحدث مثلها في كل تاريخهما، وأن يلقبوا أنفسهم بأشرف أسماء الملوك وهي (خادم الحرمين الشريفين)، ولقد قاموا - وفقهم الله - فعلاً بخدمة الحرمين عمارة، وطهارة، وحفظاً، فاستحقوا أن يخلد التاريخ أعمالهم، وتذكرهم الأمة بمزيد من الفخر.
وأشار رئيس جمعية احياء التراث الإسلامي بالكويت - في هذا الشأن - إلى أن تبنّي المملكة للإسلام الصحيح ديناً، ولمنهج أهل السنة والجماعة مسلكاً وطريقاً وتعليماً ودعوة، كان له أكبر الأثر في العالم، حيث بقيت راية الإسلام خفاقة، وظلت شريعته قائمة، ونظامه سائداً في الأرض، وقد كان ومازال هذا الأنموذج هو القدوة لنا وبه نتأسى، بل ويتطلع اليه كل مسلم باعتباره الصورة الصحيحة المعاصرة للإسلام، وقد تجلى هذا المنهج في هذه الفترة من تاريخ المملكة العربية السعودية، وهو المنهج الذي قامت المملكة على أساسه، وأسست على قواعده بجهاد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله-
وقال: ولقد كان للجامعات الإسلامية التي أسستها المملكة، التي تجاوزت (7) جامعات، ولاقت رعاية عظيمة، فكان لها الأثر الهائل في الدعوة إلى الإسلام، ونشره في أرجاء الأرض كلها، فالجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى، وجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، هذه الصروح الشامخة للعلم والدين والنور والدعوة، وتخريج العلماء العاملين، والدعاة المصلحين، الذين انتشروا في العالم وكانوا منارات للهدى والدعوة الى الله.
أما جهود المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في خارج المملكة - أضاف الشيخ العيسى قائلاً - فهي أكثر من أن تحصى، وقد بدت واضحة من خلال تبني قضايا الأقليات الإسلامية في العالم، وطباعة المصحف الشريف ونشره، وترجمة معانيه إلى لغات متعددة، مما كان له أكبر الأثر في نشر الدين الإسلامي وتثبيته، وليس هذا بغريب على المملكة العربية السعودية، التي كانت مهد الرسالة، ومنبع التوحيد الذي تدعو إليه، وترفع رايته، وتدافع عنه، وهي بلاشك قلب العالم الإسلامي، وقدوته في نشر العقيدة السلفية المباركة.
واسترسل قائلاً: كما قامت المملكة بإنشاء أكثر من (1470) مسجداً ومركزاً إسلامياً في مختلف أنحاء العالم، والانجازات كثيرة تتعب من يريد احصاءها، وهي مثال لما تحقق من انجازات في مختلف الميادين التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، التي يستفيد منها الكثير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ولاشك أن ذلك جهد عظيم تشكر عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وعلى رأسها معالي الوزير العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، حيث سخر امكانات الوزارة وبتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - لخدمة الإسلام والمسلمين، الأمر الذي أدى بعد توفيق الله - عز وجل - إلى ثبات الكثير من المسلمين على دينهم.
شاهد عيان
وفي ذات السياق، يقول رئيس وقف مسجد ومدرسة التوحيد في لندن، وسكرتير مجلس الشريعة الإسلامية ببريطانيا الدكتور صهيب حسن عبدالغفار: لقد شاهدت بنفسي على مدى أربعين سنة الماضية هذا التطور الهائل الذي حصل بخصوص توسعة الحرمين، وايجاد ساحات واسعة شاسعة حولهما، وبناء مهاجع ونزل للحجاج الوافدين على أحدث طراز وايصال جميع التسهيلات الحديثة إليها، بحيث يندهش المرء ويحار عقله عندما يقارن بين ما كان من عمارة الحرمين قبل أربعة عقود من الزمن، وبين ما صار إليه الآن.
وأكد ان الأمر ليس متوقفاً على الحرمين، بل شملت هذه الاصلاحات جميع الأمكنة التي تؤدي فيها مناسك الحج من منى وما فيها من توسعة مباني الجمرات وتنصيب خيام مضادة للحريق، وعرفة ومسجدها الفخم الجميل، ومزدلفة وما فيها من تسهيلات، وكذلك المواقيت التي يمر بها الحجاج والأمكنة التي يزورونها مثل مسجد أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالتنعيم، ومسجد قباء خارج المدينة المنورة.
وأعرب عن ثقته ان الحاج يعود بعد أداء مناسك الحج إلى بلاده بذكريات عطرة عن رحلة الحج، وهوم يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يرى هذا الازدهار والتطور في بلاد الحرمين مهبط الوحي، وموطن أحب الأشخاص إلى الله وهو الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيرفع يديه ويلهج بالدعاء لكل من سعى وجاهد في بناء الأراضي المقدسة وتعميرها وتطويرها، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
واجب الحجيج
أما مدير معهد الإمام البخاري رئيس مركز البحث العلمي بلبنان الدكتور سعد الدين بن محمد الكبي فيقول: لقد بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً جبارة في تطوير خدمات الحج وتنظيم الحجيج، وبذلت كل ما يمكن من أجل راحة الحجاج وأمنهم وسلامتهم، ولم تأل جهداً في تسخير امكاناتها، وما أنعم الله به عليها لخدمة ضيوف الرحمن، ولو أدى ذلك إلى انفاق الكثير، ففي الحرمين الشريفين، أقامت حكومة خادم الحرمين الشريفين أكبر توسعة شهدها العالم، مستخدمة في سبيل تأمين راحة الحجاج أحدث الوسائل التقنية، مع كامل الخدمات التي يحتاجها الحاج والمعتمر، سواء في عبادته من توافر المصاحف داخل الحرم وبجميع اللغات، أو على مستوى الحاجات الإنسانية، كتأمين مياه زمزم للشرب في كافة أنحاء الحرم، وتوفير أدراج للأحذية، فضلاً عن بناء وتجهيز المواضئ والمغتسلات ومواقف السيارات تحت ساحات الحرم.
وواصل قائلاً: وفي المشاعر المقدسة، توصلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى تجهيز عرفة ومنى ومزدلفة بكافة الخدمات التي يحتاجها الحاج في نسكه، وإقامته على تلك المشاعر، من خيام مكيفة ضد الحريق، وصولاً إلى الخدمات الصحية والغذائية، وتوفير اللوحات الإرشادية، ومراكز توعية الحجاج، والسؤال عن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحج وغيره.
أما على المستوى البشري - فيرى الشيخ الكبي - ان المملكة تستنفر كافة الطاقات البشرية في سبيل خدمة الحجاج والسهر على راحتهم وأمنهم، من إعلاميين، وأطباء، وسيارات للاسعاف، والاطفاء، وشرطة لتأمين الطريق وتسهيل المرور، حتى الكشافة الشباب، فإنهم ينشطون في ارشاد التائهين، وحفظ الكبار في السن التائهين، فضلاً عن العلماء والدعاة الذين ينشطون لتوعية الحجاج وإرشادهم في سبيل حج صحيح.
وقال: وعلى المستوى الغذائي، فتقدم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجبات غذائية بلا مقابل، مما يعين الحاج على التفرغ لعبادته في المشاعر، لاسيما في يوم عرفة، كما يتم توزيع مياه الشرب المعبأة، وأنواع من العصائر المبردة، وخاصة في الطريق إلى رمي الجمار، وأما على مستوى رفع العقبات وتذليل الصعوبات وإقالة العثرات، فإننا لم نر في العصر الحديث دولة أسرع من حكومة خادم الحرمين الشريفين في ذلك، فما تكاد تظهر مشكلة إلا وتسارع المملكة في إزالتها وتذليلها ولو كلف ذلك الكثير، وقد كان من آخر ذلك، توسعة مرمى الجمرات في منى، الأمر الذي يجعل الحجاج يرمون جمارهم بلا مزاحمة أو مدافعة.
واستمر مدير معهد الإمام البخاري بلبنان قائلاً: اننا إذ نذكر أو نتذكر ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات جبارة لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد، لنسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزي المملكة العربية السعودية خيراً جراء ما تقوم به من خدمات تعجز عنها كثير من الدول، بل قد رأينا اهمال بعض الدول للمساجد التي يعود تاريخها إلى عصور إسلامية قديمة مما يجعلنا نزداد ثقة بالمملكة العربية السعودية، وأن الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة تحت العين الساهرة، والأيادي الأمينة، بل لا نبالغ إذا قلنا ان العالم لم يشهد تجمعاً ضخماً يصل إلى مليوني نسمة على صعيد واحد، وينتقلون في أماكن ومشاعر مختلفة، مع تأمين كافة مستلزماتهم وبشكل حضاري، مثل ما شهده الحج في سنواته الأخيرة في عهد المملكة العربية السعودية في عصرها الحديث.
وطالب كل حاج يقدم إلى المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج، ان يشكر الله أولاً على ما من به على أمة الإسلام من تسهيل الحج بهذا الشكل الميسر، ثم يشكر المملكة العربية السعودية قيادة وعلماء ودعاة وأمنيين وفنيين وشعباً على الجهود الجبارة التي تبذل في سبيل حج حضاري يحقق المقصود من التشريع، ويضرب أروع الأمثلة على قدرة الدولة الإسلامية المعاصرة ممثلة بالمملكة العربية السعودية على تسخير كل التقنيات الحديثة في عبادة الله، وخدمة ضيوف الرحمن، وانني بالمناسبة أذكر جميع المسلمين لاسيما الحجاج منهم بقوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}، وانه يجب عليهم مراعاة حرمة البيت الحرام، والأراضي المقدسة وان يحرصوا على أمن وسلامة أنفسهم أولاً، والحجاج ثانياً، بالتزام النظام، والحرص على الهدوء والانضباط، وأن يكونوا عوناً للمملكة العربية السعودية، وأنصاراً لها في وجه كل من تسول له نفسه ان ينال من أمنها، ورقيها، وتقدمها، أو يحط من دينها وحضارتها.
تحت راية التوحيد
ومن جهته يقول رئيس جمعية أنصار السنّة المحمدية السيرلانكية الشيخ محمد أبوبكر صديق: ينتابني الفرح والسعادة لكتابة هذه السطور، ونحن نتذكر مؤسس هذا الكيان الشامخ «المملكة العربية السعودية» على يد الراحل الذي نرجو من العلي القدير أن يغفر له زلاته وخطاياه، وأن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بعد مشوار طويل دام مع الجهاد، وتجاوز العديد من العقبات والشدائد والمحن، وعلى اعقابه تم جني ثمار يانعة، ومن اهمها توحيد ارجاء المملكة، ولم شمل ابنائها تحت مظلة راية التوحيد.
وأضاف قائلاً: كان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - مؤمناً قوياً صادقاً، فقد حفظ القرآن الكريم، وكثيرا من الأحاديث النبوية الشريفة، بجانب إلمامه الكبير بالأحكام الشرعية، وكان حريصا على تطبيق الأحكام الشرعية التي اولاه الله اياها بالآية الكريمة:{ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون}، اضافة الى شجاعته النادرة، وقيادته الفريدة، ومهارته الفائقة في رسم الخطط الحربية، وتنفيذها في صورة مذهلة، فتحقق له الانتصار في ميادين متعددة، اما الوضع السياسي كان يرتكز في امرين اساسيين، الأول منهما هو بناء دولته كي تصبح كيان المملكة مملكة واحدة، وثانيهما حفظ دولته من القوى التي كانت قائمة وقت تأسيسه هذا الكيان العظيم وكانت لها مطامع في شبه الجزيرة العربية.
جهود مباركة
ويرى مدير عام مؤسسة منار الهدى الإسلامية، امام وخطيب المسجد الجامع بمدينة لوغا في السنغال الشيخ احمد مبارك لو أن للمملكة العربية السعودية جهوداً مباركة ميمونة ملموسة في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، ومن الصعب جدا تقييم هذا النهج الملكي الذي بات عينا تسهر على تقديم الخدمات، وتسهيل العقبات منذ امد بعيد يعرفه القاصي والداني، ويتلخص في النقاط التالية: بذل المجهود في غرس العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين، ونشر الكتب والمجلات العلمية التي تسهم في تسهيل عملية الدعوة، وتكرمها بإقامة معاهد ومراكز اسلامية في بقاع المعمورة، مع تمويل عدد كبير من الهيئات الإسلامية، وتثقيف الناس في امور دينهم، وبناء المساجد، وحفر الآبار، وتثبيت دعائم الدين مع محاربة البطالة، حيث درب فرقاً في الدعوة الى الله وأجزل لهم العطايا، فعكفوا في الدعوة الى الله، واتخذوها حرفة، ورعاية الأيتام والأرامل مع القيام بتعليمهم وتربيتهم، وبعث قوافل الخير وإرسال البعثات الإغاثية الى الذين يشكون العوز والفقر.
وقال: اما خدمة الأراضي المقدسة، والسهر على راحة قاصدي بيت الله الحرام، فيعجز القلم عن وصفه، واللسان عن ذكره، حيث انهم لم يتركوا بابا في تحقيق مناهم تجاه هذا الأمر الا سلكوه، فالرعاية الصحية يضرب بها المثل على الوفرة والتنوع، والتعمير والتطوير لا يعرفان الى التوقف سبيلا، فقد وسعوا الحرمين حتى رحبا بالحجاج، ووفروا لهم الجو المناسب والأمن المرجو فيهما، وغير ذلك من الخدمات الإنسانية، وشيدوا الصروح الشامخة التي تؤوي اليها الحجاج من كل صوب وحدب، وخص لكل دولة منهم مكانة، حتى يقل التيه عن المأوى، وجعل مع كل فرقة قادة يقومون بأمرهم، وعبدوا الطرق وذللوها حتى صارت فرص التنقل سانحة لكل من اقام صدر مطيه، مع تجنيد رجال عملهم الوحيد ارشاد الغريب وإيصاله الى مقصده بكل ادب جم، يتوجه التفاني والإخلاص.
وفي ذات السياق استطرد احمد مبارك لو قائلا: اما عن وسائل الاتصالات فقد جعلوها قريبة المأخذ سهلة المنال، وزد على هذا حرصهم على ان يكون الحج مبروراً، والسعي مشكوراً، فوظفوا اناساً يفقهونهم في مسائل الحج والدين، ويحذرونهم من البدع والشوائب، ويحرصون على مراقبة صحتهم الإيمانية والجسمانية، حتى يعودوا الى بلادهم سالمين غانمين مأجورين غير مأزورين.
وأضاف اما عن الدفاع عن الإسلام والمسلمين فحدث ولا حرج، وتجدر الإشارة هنا الى ان الإسلام يطير بجناحين في عالم الدنيا هما القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وفي هذه الآونة تمر الأمة الإسلامية في ظروف عصيبة جدا، حيث تكالبت الأمم في نبذ ملامح الدين الإسلامية بالطعن زوراً وبهتانا في السنة المطهرة، مع وصف الدين واتهاماته بالتطرف والإرهاب:{كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا}، ولهذا كان موقف السعودية في الدفاع عن الإسلام قويا متعددة الجوانب.
محاربة الإرهاب والتطرف
وأشاد في ذات الصدد بما تقوم به المملكة العربية السعودية من الذب عن سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بحسبانها مصدر التشريع الثاني الذي بنفيه يهدم الدين، وطباعة المصاحف وترجمة معاني القرآن الكريم الى اللغات الأجنبية حتى يأمن من التحريف والتصحيف، وكل هذا مصداقا لقول الله تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وتصنيف المكتبات في الرد على شانئي السنة وناقيمها، ومحاربة الإرهاب والتطرف صونا لدماء المسلمين وتنزيها للشريعة الإسلامية عن هذه الظاهرة الممقوتة، ونشر الكتب العلمية وبعثها في ارجاء العالم، وإبراز محاسن الدين الإسلامي في شتى المعاملات الدنيوية، وموقف الإسلام منها، وهذا امر مشاهد معلوم لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
وأبدى تقديره الكبير للجهود المتضافرة التي تقوم بها المملكة في تحقيق تضامن المسلمين حتى يكونوا كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا، لا ترى فيه عوجا ولا أمتا، ولعل اكبر دليل يذكر - على سبيل المثال لا التخصيص - ما تقوم به حكومة المملكة الرشيدة، ممثلة في وزاراتها التعليمية والتربوية من استقدام البعثات التعليمية من كل صوب الى جامعاتها، ومعاهدها الموقرة، يجلسون في قاعة واحدة يغمرهم روح التآخي والتآلف، وفي الحج رغم ايامه المعدودة يظهر هذا الأمر جليا في توحيد الحجاج والتسوية بينهم في كل شيء، فلا تمييز ولا انتقاء، ولما سلف ذكره في خدمة الحكومة السعودية الممتازة للإسلام والمسلمين مثل خالد له دوره البارز في تحقيق التضامن الإسلامي، ولو قلبنا الصفحات قليلا لوجدنا في العام المنصرم تجمعا للشباب المسلمين في مدن المملكة العربية السعودية على حسابها باسم التضامن الإسلامي، ولاشك على ان هذا التجمع له من اسمه نصيب.
المساعي الجليلة
ويقول رئيس المركز الإسلامي في ولاية موستار بالبوسنة والهرسك الشيخ صالح احمد صالح جولاكوفتش: قد يغيب عن ادراك وأذهان الكثيرين، وحتى عن الحجاج انفسهم ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وكذلك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، من اموال وخدمات ومشروعات، وكل ذلك ليتمكن حجاج بيت الله العتيق من اداء هذه الفريضة على الوجه الذي شرعها الله - عز وجل -، وبينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى الأمة الإسلامية عموماً، وعلى حجاج بيت الله الحرام خصوصاً، ابداء الاعتراف والشكر على الجهات المشار اليها على هذه المساعي الجليلة والله عنده حسن الثواب.
خدمة الإسلام
اما رئيس مجلس القضاء الإسلامي في جنوب افريقيا الشيخ ابراهيم جبريل فيقول: ان جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وسهرها الدائم على راحة ضيوف الرحمن، وزوار بيت الله الحرام، ووقوفها حائطا منيعاً في وجه اعداء الأمة الإسلامية، لا ينكره الا جاحد او منافق فكيف ينكر ضوء الشمس في رابعة النهار الا الأعمى او المتعامي، فقد بذلتم وما زلتم تبذلون الكثير في خدمة الإسلام والمسلمين وخصوصا جهودكم المباركة مع مسلمي جنوب افريقيا ولكن نسألكم المزيد، اقامكم الله على هذا النهج نبراساً للأمة وعلما من اعلام الخير، وأنتهز هذه المناسبة المباركة موصياً وراجياً ضيوف الرحمن ان يحافظوا على انجازات المملكة التي بذلت الكثير والكثير حتى تتفرغوا لأداء المناسك في امن وأمان، والله نسأل ان يديم حكومة المملكة العربية السعودية سنداً وعزا للإسلام والمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.