اتفقت الهند وباكستان على تسيير خط سكة حديد ثان بينهما وسط تبادل الاتهامات حول تشجيع الإرهاب في البلد الآخر. والخط الجديد الذي وافق عليه البلدان بعد سنتين من المفاوضات -حول التفاصيل الفنية وقضايا الجمرك والتأشيرات والأمن وقيمة التذاكر - هو خط (موناباو خوخرا) الذي سيربط ولاية راجَستهان الهندية بإقليم السند الباكستاني. وقد تم الاتفاق على أن يبدأ تشغيل الخط الجديد يوم أول فبراير القادم. وسيتم تشغيل هذا الخط لأول مرة بعد 40 عاماً إذ كان قائما بين البلدين قبل عام 1965 حين وقعت الحرب الثانية بينهما فأدت إلى قطيعة شبه كاملة استمرت إلى أواخر التسعينيات حين شهدت علاقات البلدين بدايات جديدة بزيارة رئيس الوزراء واجباي للاهور سنة 1999.وخط السكة الحديدية الآخر بين البلدين هو الذي يربط ولايتي البنجاب الهندية والباكستانية انطلاقا من دهلي إلى لاهور عبر محطة (اتاري) ويتم استخدامه لنقل البضائع والركاب ويطلق عليه اسم «إكسبريس التفاهم». وقد أعيد خط (أتاري) في يناير 2004 بعد أن توقف لبعض الوقت عندما تأزمت العلاقات بين البلدين عقب الهجوم على البرلمان الهندي في ديسمبر 2001.وسيطلق على الخط الجديد اسم «إكسبريس ثار» نسبة إلى صحراء ثار التي سيمر عبرها هذا الخط الجديد انطلاقا من مدينة جودهبور في غرب الهند إلى بلدة (مير بور خاص) في إقليم السند الباكستاني.. والخط الجديد سيكون أسبوعيا بينما خط دهلي لاهور يسير مرتين في الأسبوع.وقد قام البلدان بترميم السكة الحديدية على جانبي الحدود إذ كانت قد تعرضت للتلف والإهمال بسبب عدم استخدامها لأربعة عقود كما قامت باكستان بتغيير سكتها الحديدية إلى نظام الخط العريض الذي تستخدمه الهند الآن بدلا من نظام الخط الضيق الذي كان سائدا في الماضي. وقد قامت باكستان بتغيير 145 كلم من السكة الحديدية على جانبها عبر 8 أشهر من العمل المتواصل. وتم الاتفاق على أن يسير القطار الباكستاني على طول هذا الخط لمدة ستة أشهر من السنة ثم يليه القطار الهندي على طول المسافة البالغة 325 كلم. وسيتكرر هذا تباعا.ويأتي هذا التطور بينما كل من الهند وباكستان يتهم الآخر بتشجيع الإرهاب في بلده إذ تقول الهند ان عمليات العنف التي شهدتها الهند خلال الشهور الأخيرة وخصوصا الهجوم على كلية التكنولوجيا في بانغلور يوم 28 ديسمبر الماضي هي من تشجيع جهات باكستانية بينما تقول باكستان ان الهند تقف وراء العنف الذي يشهده إقليم بلوشيستان الباكستاني حاليا. ومن جهة أخرى وافقت الهند وباكستان على مد كابل اتصالات عبر حدودهما البرية في ولايتي البنجاب الهندية والباكستانية على أن يكون هذا الكابل مربوطا بالأنظمة العالمية. وقال رئيس وزراء باكستان خورشيد محمود قصوري ان باكستان قد أنجزت كل الأعمال اللازمة على جانبها من الحدود. ومع هذا الخط سيصبح لباكستان خمسة روابط بالعالم الخارجي ، اثنان منها كابلات بحرية وواحد منها يعمل بالألياف البصرية المربوطة بالأقمار الصناعية إلى جانب خطين في نظام (سي. وي. مي.) الذي تشارك فيه 16 شركة اتصالات عالمية. وقد استثمرت باكستان في الخط الجديد 30,41 مليون دولار.