سيطر المناخ الإيجابي في لبنان على اجواء المحادثات المستمرة بين فريق الأكثرية النيابية وبين تحالف «أمل» و«حزب الله» رغم انعقاد مجلس الوزراء أمس الأول للمرة الثالثة من دون مشاركة الوزراء الشيعة الخمسة، وكان البارز في مقررات الجلسة إعادة فتح مكتب تمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت. وذكر مقربون من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري أن المناخ الإيجابي الذي ساد لقاء السنيورة مع الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله مستمر بعد اجتماع الحريري مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في جدة قبل يومين، وان هناك بحثاً متقدماً في شأن الصيغة التي تخص تثبيت التفاهم بين أركان التحالف الرباعي من جهة ربما خص مستقبل سلاح المقاومة. وفي جلسة الحكومة أمس الأول أكد السنيورة أن هناك تقدماً في الحوار الذي أكد الاصرار على متابعته، مضيفاً أن الحكومة مستمرة في عملها، لأن مصلحة الادارة اللبنانية واللبنانيين هي الأساس وفي رد غير مباشر على اعتراض المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على انعقاد جلسات الحكومة في غياب الوزراء الشيعة، كما أن وزير الإعلام غازي العريضي نقل عن مجلس الوزراء تأكيده أن جميع قراراته في غياب هؤلاء الوزراء شرعية. وكان الوزير العريضي قد أبدى «عبثاً» عن بيان المجلس الشيعي لتشكيكه في شرعية قرارات مجلس الوزراء في غياب الوزراء الشيعة، في حين تمنى وزراء لو أنه لم يصدر تشكيك كهذا وسط تقدم الجهود لمعالجة المأزق الحكومي، خصوصاً وأن كلاماً لوزير الخارجية السورية فاروق الشرع صدر قبل مدة مشككاً بشرعية الحكومة مما قد يولد انطباعات عن وجود ربط بين التشكيكين. من جهة ثانية، عكس النائب علي حسن خليل، الذي ظل على تواصل مع الرئيس بري ارتياح الجانبين للقاء بين الرئيس بري والنائب الحريري. وابلغ صحيفة «السفير» اللبنانية أن الأجواء «ايجابية جداً»، وأشار إلى أن المحادثات عكست إصرار الجانبين على الدخول إلى نتائج ايجابية تؤدي إلى معالجة الأزمة الحكومية التي بدأ يتبلور اتجاه لحلها بما يفضي في النهاية إلى عودة وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» إلى الصف الحكومي. ومن المتوقع اكتمال الصورة بشكل نهائي ودقيق للخروج من الأزمة خلال الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى السعودية اليوم لتأدية فريضة الحج. كما عبر زوار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن تفاؤلهم بقرب التوصل إلى اتفاق إذا ما استمرت المناخات الإيجابية قائمة كما كانت قبل أيام. في هذه الأثناء كانت الحكومة تدرس جدول أعمال عادي، ولكن مع بند جديد أضيف قبل يوم واحد ويخص مستقبل الحوار اللبناني - الفلسطيني لناحية إعادة فتح مكتب تمثيلي للسلطة الفلسطينية في بيروت. وقال السفير خليل مكاوي المكلف من قبل الرئيس السنيورة إدارة الحوار مع الجانب الفلسطيني، ان المكتب لتمثيل منظمة التحرير، وهو ما يفتح الباب أمام مناقشات إضافية بعدما حاولت جهات في السلطة الفلسطينية جعله يقع بين منزلين، أي ما هو أكثر من المكتب الذي كان يخص منظمة التحرير وأقفل في العام ,1982. وأدنى من سفارة، كما هو طموح الجانب الفلسطيني، وهي خطوة يفترض أن تترافق مع اجراءات تخص انهاء الملاحقات القانونية لعدد من القياديين الفلسطينين ولاسيما لأمين سر حركة «فتح» في لبنان سلطان أبوالعينين الذي يرشح نفسه لتولي منصب مدير الممثلية الفلسطينية التي كان يشغلها شفيق الحوت، وهو أمر لا يزال محل اعتراض جهات لبنانية، وفلسطينية أيضاً لأسباب كثيرة، علماً أن هناك نقاشات وخلافات قائمة بين الفصائل الفلسطينية حول طريقة تشكيل المكتب ونوعية التمثيل السياسي فيه.