يجتمع المسلمون على بقاع هذه الارض الطاهرة لقضاء ركن من اركان الاسلام وجهود حثيثة تبذلها مختلف القطاعات لخدمة ضيوف الرحمن. من بينها القطاع الصحي الذي يعمل طوال العام على متابعة وتجهيز كافة ما يحتاجه الحجاج للحفاظ على صحتهم وسلامتهم حتى يغادروا الى بلادهم عائدين بصحة وعافية. الامراض الجلدية من بين بعض المشكلات الصحية التي قد تصيب الحجاج وتختلف في قوة اصابتها وتتنوع من مرض الى آخر ولعل برودة الطقس التي نعيشها هذه الايام قد تساهم في تخفيف بعض الاصابات التي تصيبهم. وترتبط ارتباطاً قوياً بارتفاع درجة الحرارة ولكن اختلاف معدلات الجو والازدحام الشديد حيث يقف اكثر من مليوني حاج في مكان واحد ويتنقلون من مكان الى مكان آخر في اوقات متقاربة الامر الذي ينتج عنه ارهاق جسدي وبدني مما يتسبب في اصابتهم ببعض الامراض ولعل اخذ الاحتياطات اللازمة خاصة لمن هم يشتكون من امراض معينة تحتم عليهم مراعاة ظروفهم الصحية واخذ الحيطة والحذر اثناء تأدية هذه الفريضة. وارى انه من الضروري والواجب على كل حاج ان يكون بينه وبين طبيبه تواصل وزيارة اطمئنان خاصة من هم مصابون بامراض مزمنة كأمراض القلب والسكري وغيرها. كذلك من الضروري اخذ تقرير طبي مبسط يضعه الحاج معه بشكل دائم حتى يساعد الاطباء في حالة اصابته بأزمة مفاجئة لا قدر الله قد يتعذر عليه الحديث مع الطبيب لشرحها او يمكن ان يصاب بحالة اغماء مثلاً ونحو ذلك مما يساعد الغير على اعطاء العلاج المناسب واسعافه بالصورة السليمة فقد يتم في حالة عدم وجود تقرير طبي او معرفة التقرير المرضي اعطاء المريض او المصاب علاجاً قد يعرضه للخطر لنقص المعلومة. وهناك العديد من الامراض الجلدية التي يعاني منها بعض الحجاج وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتعرض لفترات طويلة لاشعة الشمس وبالاضافة الى زيادة افراز العرق والزحام الشديد. وسوف أتطرق الى بعض الامراض الجلدية التي تنتشر في موسم الحج بين الحجاج وطرق الوقاية منها ومعالجتها: 1- حروق الشمس: وتحدث نتيجة للتعرض لاشعة الشمس لفترة طويلة فيؤدي ذلك الى احمرار في لون الجلد مصحوب بحكة وربما تظهر فقاقيع مائية مع الشعور وبألم شديد. ولعلاج الحروق: بعد التعرض لاشعة الشمس والاصابة بالحروق ينصح بالبقاء في مكان ظل ومكيف بالهواء اذا أمكن. وكذلك استخدام الكمادات الباردة الموضعية على مناطق الحرق حتى تخف الحرارة ويزال احمرار الجلد والحكة. ووضع كريمات خاصة بالحروق والمضادات الحيوية الموضعية واستخدام كريمات الكرتزون وتغطية الحروق بشاش طبي معقم جاف. واستخدام عقار الاسبرين اذا لم يكن هناك أي مانع من استخدامه. لانه يساعد على تخفيف الاحساس بالآلام المصاحبة للحروق. وكذلك ينصح بمراجعة الطبيب لمعالجة الفقاعات المائية. أما الوقاية من حروق الشمس فينصح باستعمال المظلة الشمسية عند الخروج. وكذلك ينصح بتجنب الخروج في الفترات التي تكون اشعة الشمس شديدة اذا امكن. وكذلك ينصح باستعمال الكريمات الواقية ضد الشمس. واستعمال قوة حماية للواقي الشمسي فوق درجة 20 لاعطاء حماية كافية واستخدامه عدة مرات في اليوم. 2- التسلخات الجلدية: ويحدث ذلك بسبب السير لمسافات طويلة وما يصاحب ذلك من تصبب للعرق والحر الشديد فيلتهب الجلد ويحمر وخاصة في منطقة ما بين الفخذين وتحت الثدين وتحت الابط. ولعلاج هذه التسلخات الجلدية ينصح بالتهوية الجيدة والنظافة الشخصية وتبديل الملابس باستمرار كذلك ينصح بارتداء الملابس القطنية. 3- الامراض الفطرية: هذه الامراض تنشر عن طريق استعمال المناشف والملابس وكذلك مفارش السرير لشخص مصاب وتظهر اعراض هذه الامراض على شكل احمرار وقشور تصب عادة ما بين الاصابع والاعضاء التناسلية. وتعالج هذه الامراض عادة باعطاء المريض كريمات موضعية مضادة للفطريات وقد يلجأ في بعض الاحياء الى استخدام حبوب مضادة للفطريات تؤخذ عن طريق الفم لمدة تتراوح ما بين اسبوعين الى 6 اسابيع. وللوقاية من هذه الامراض ينصح بالاستحمام بشكل دوري وكذلك الحرص على نظافة الملابس الداخلية وتبديلها باستمرار وعدم استخدام مناشف وملابس الغير.