(اللي في القدر يطلعه الملاس) بهذه العبارة ختم عضو الإتحاد السعودي لكرة القدم جاسم الياقوت حديثه للإعلام عقب خروج فريقه من دور الثمانية في كأس ولي العهد، الياقوت لم يوضح من يقصد بالقدر ومن يعني بالملاس، لكنه في نهاية الأمر كان يعني وكما هو حال العديد من رؤساء أنديتنا تبرئة إدارة الفريق وجهازه الفني وإسقاط الخسارة على شماعة التحكيم . نقاد البرامج التحكيمية في ثلاث قنوات فضائية أجمعوا على صحة قرارات الحكم بما فيها ضربة الجزاء، ربما كان طرد الحارس قابل للاعتراض بحجة وجود شبهة تسلل ولكن ذلك يتحمله الحكم المساعد وليس حكم الساحة والذي جوبه بانتقاد حاد، ومازالت الإدارة القدساوية تؤكد في تصريحاتها بأنها ظلمت من قبل الحكم مبرأة ساحتها تماماً من الإخفاق والخروج بمثل هذه الطريقة غير الملائمة تماماً لفريق بحجم الفريق القدساوي . الفريق الأصفر يملك فريقاً عناصرياً مقبولاً من الناحية النظرية بدليل وصوله إلى نهائي ثاني أكبر بطولة سعودية الموسم الماضي إلا أنه وكما يظهر من خلال المباريات الكبيرة بأنها لا يعد جيداً من الناحية النفسية ويكفي أن هناك لاعبين خرجوا ببطاقات حمراء بسبب الضرب من غير كرة وليس من أجل لعب كرة مشتركة أو حتى لمسة يد . في الموسم الماضي وفي نهائي كأس ولي العهد التقى القادسية بفريق الهلال وسط تحكيم أجنبي بقيادة الحكم الإيطالي البارز (روبيرتو روزيتي)، رغم أن اللقاء كان ختامياً ويحظى بمتابعة وحضور كبير إلا أن الفريق القدساوي خسر اللقاء وطرد منه لاعبان اثنان بلا مبرر يستحق قيامهما بالمخالفة وخسر القدساويون اللقب، المثير أن الإدارة القدساوية التزمت الصمت في تلك المباراة لأن حكم المباراة كان أجنبياً لذلك لم تظهر الانتقادات كما ظهرت في لقاءات أخرى، الآن ولكون الحكم سعودياً فإن أسهل ما يكون على أعضاء الجهاز الإداري هو توجيه انتقادات حادة تجاه الحكام واستخدام مصطلحات غامضة تحمل في طياتها أبعاداً كبيرة على شاكلة تصريح الرئيس القدساوي . مالذي كان يمنع الرئيس القدساوي بأن يؤجل تصريحاته إلى ما بعد المباراة وبعد مشاهدتها بالفيديو ومعرفة آراء خبراء التحكيم واستيعاب آرائهم بدلاً من إطلاق العبارات العاطفية، لا ننسى هنا الإشارة إلى تصاريح نائب الرئيس الذي اتهم قال بأن الحكم (ظالم) مضيفاً .. حسبي الله ونعم الوكيل، من يسمع تلك التصريحات يعتقد بأن الحكم كان يطرد اللاعبين دون سبب، رغم أن الحكم الدولي السابق (محمد فودة) في قناة (ART) انتقد حكم اللقاء بشدة لأنه لم يعطي بطاقة حمراء رابعة لفريق القادسية بعد ضرب المفرج . الآن لا يوجد هناك من هو أسعد من المدرب (كفاليرو)، مهما أخطأ ومها قدم من سوء تقدير فني فلن يتحمل أعباء الخسارة أبداً، هناك أداريون مجدون جاهزون لتبرئة الفريق إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين ويسقطون الخسائر على شماعة الحكم بما فيها من حكايات القدر والملاس ومسلسلات الظلم الدرامية . على إدارة القادسية الآن استخدام نظرية النفس الطويل، القنوات الفضائية المتخصصة (لم تقصر) في هذا الجانب، عليهم رؤية المباراة مصحوبة بتعليقات الحكام وليتأملوا كيف كان لاعبو فريقهم غير مهيأين نفسياً لخوض مباراة بهذا الحجم والنهاية هو تكرار الخروج بالبطاقات الحمراء . أما رئيس نادي القادسية فكان بإمكانه أن يكون شجاعاً أكثر ويوضح للمتابعين من كان يقصد بالقدر لأن في تلك التشبيهات أبعاداً خطيرة، فأين يكن لن يرضى أي شخص أن يُشبّه ب (الملاس)، في نهاية الأمر هل تليق تلك التصريحات بعضو إتحاد كرة وممثل عن أندية الوطن اجتماعات الاتحاد . في العام الماضي صرح رئيس التعاون السابق (براك الزميع) بعد خسارة فريقه إحدى المباريات بقوله (الساحة الرياضية فقط لرجال المال والأعمال) وقد تم إيقافه بعد تلك التصريحات عن رئاسة الفريق، ترى ماذا سيكون الحال عليه بعد تصريح (القدر والملاس) .