سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«معاريف» تكشف النقاب عن خطة مفصلة لاتفاق سلام تنوب فيه واشنطن عن الفلسطينيين اطلع الأمريكان عليها وأيدها كيسنجر وتقضي برسم حدود (اسرائيل) الشرقية ومستقبل القدس
كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن خطة سياسية تفصيلية استعدادا للولاية المقبلة لحكومة شارون وتتضمن سيناريوهات محتملة لواقع التصعيد المرتقب على الارض والتسوية السياسية الممكنة في ظل هذه الظروف، مع استغلال فرصة العامين الاخيرين من ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش المتعاطف مع (اسرائيل). وتتضمن الخطة التي نشرت بشكل مفصل في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي في صحيفة «كومنتري» الأمريكية، التي تعتبر المرشد النظري للمحافظين الجدد، ولادارة بوش وللحزب الجمهوري التوصل لاتفاق موقع مع واشنطن- بدلا من الفلسطينيين الغارقين في عجزهم- يحدد حدود (اسرائيل) الشرقية، وتكون له اهمية دولية كبيرة. وحسب «معاريف» فان الخطة لم تحصل على موافقة أمريكية بعد. فقد سمعها المسؤولون الكبار في الادارة باهتمام، وعرضوا ملاحظات، لكنهم لم يعلنوا عن أنهم يقبلونها أو يميلون اليها.. لكنها اثارت اهتماما كبيرا في الولاياتالمتحدة. ووفقا للسيناريوهات التي تطرحها الخطة فان فلسطين ستشهد موجة «ارهاب» لم يسبق لها مثيل، بعد ان يزول غبار الانتخابات الفلسطينية -ان اجريت في موعدها. فالتقديرات الاستخبارية الاسرائيلية تشير الى ان حماس تحشد السلاح، والمواد... مع افتراض أن خريطة الطريق، التي اعلن شارون مرارا وتكرارا أنه يتمسك بها لانها التي تفرض على السلطة الفلسطينية أن تحل البنى التحتية للارهاب، يصبح الحديث عنها مهزلة كبرى. وتضيف «معاريف» نقلا عما جاء في هذه السيناريوهات: «موجة (حماس) الارهابية ستحبط جميع الآمال وحتى لو افترضنا أن التقديرات الاستخبارية خاطئة فان التقديرات في واشنطن تقول أن ابو مازن لن يستطيع اقامة سلطة تهيئ ادنى شروط خريطة الطريق». وتضيف الخطة: «بعدما يتضح ان خريطة الطريق لا تشكل بداية حقيقية، فانه سيحدث بمثابة انفجار كبير في السياسة الاسرائيلية، حيث ستجتمع (اسرائيل) والولاياتالمتحدة في مباحثات سرية محمومة تتفق فيها الدولتان على الحدود الشرقية لاسرائيل بمعزل عن الفلسطينيين». وهنا لا توجد مشكلة جوهرية فحدود الاختلاف في الرأي بين القدسوواشنطن في هذا السؤال ليست كبيرة جدا: فالحديث عن فرق يتراوح بين 8 الى 12 في المائة من مساحة الضفة الغربية والتي ستضمها اسرائيل اليها. وتقضي الخطة التي عرضت على مسؤولين كبار في ادارة بوش، فانه لا يوجد اي احتمال عملي لاي انجاز في التفاوض بين (اسرائيل) والفلسطينيين، ولهذا فان واشنطن، بدورها كقوة عظمى تقرر في الشرق الاوسط، هي الشريك الطبيعي في القضية وستعمل مثل وكيل عن الفلسطينيين، الذين لا يستطيعون للاسف الشديد ادارة أمورهم بأنفسهم. وقالت «معاريف» ان مثل هذا الاتفاق ستكون له اهمية كبرى حسب ما ابلغ به مساعدو شارون للأمريكيين. فهو يمكن التلويح به كانجاز تاريخي لادارة بوش التي نجحت في التوصل الى اعلان موقع ورسمي لاسرائيل عن انسحابها الكبير من أكثر مناطق الضفة، وعن اخلاء كبير لعشرات المستعمرات ولعشرات الاف المستوطنين والتمكين لدولة فلسطينية ذات امتداد جغرافي في الضفة الغربية. وبالمقابل فان اسرائيل ستحصل على توقيع أمريكي على رفض تام لحق العودة (وهو انجاز لم نحصل عليه بعد من ادارة بوش، وعلى سيادة في القدس القديمة كلها بالرغم من ان جميع الاحياء العربية في القدس ستنقل الى سيادة السلطة الفلسطينية. ومع ذلك فان اصحاب هذه الفكرة لا يرون ان الاتفاق الأمريكي - الاسرائيلي هذا سيكون الاتفاق النهائي التام لان مثل هذا الأمر يتم بين الطرفين انفسهما، ولكن ذلك فقط في حالة ستكون هنالك سلطة فلسطينية ذات سلطان راسخ وقدرة تنفيذ ووفاء بالاتفاقات ، وهو شيء غير معقول توقعه في المدى القريب أو المتوسط. ويفترض أن يشتمل الاتفاق الاسرائيلي - الأمريكي المقترح ايضا على استكمال سريع للجدار، وعلى اخلاء تدريجي للمستعمرات وعلى مساعدة مالية سخية من واشنطن في النفقات الكبيرة على اقتلاع المستوطنين وتوطينهم من جديد داخل حدود الجدار، الذي سيصبح جدارا حدوديا حقيقيا. واوضح ان مثل هذا الاتفاق سيمكن شارون من الوفاء بما وعد به في برنامج كديما الحزبي وفي تصريحات معلنة كثيرة، اي أنه سيضع البنية التحتية للحدود الدائمة لاسرائيل - وترسيخ اسس دولة ذات كثيرة يهودية راسخة، وانهاء الاحتلال الذي هو شيء سيئ للجميع خاصة أن الجمهور الاسرائيلي، الذي تعلم دروس اوسلو يميل الى النظر بشك كبير الى كل اتفاق مع الفلسطينيين. ومرة اخرى يعود هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الاسبق الى الواجهة، حيث نقل انه علم بالخطة وايدها، ويمكن ان يكون من مقترحيها الاوائل. ويقترح كيسنجرسرية الاتصالات الاسرائيلية - الأمريكية، حتى يعرض الأمر كله على دول الاتحاد الأوروبي كنوع ما من الفرض الأمريكي على اسرائيل. من أجل الحصول على تأييدها رسم الحدود، فتصور يقتضي بان توضع على المائدة هذه الطبخة وهي متبلة يشتم فيها معاداة ما لاسرائيل لضمان انجاحها.