يُعتبر تعثر المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من أبرز عوامل ركود رؤوس الأموال الصغيرة، والتي ترى أن هذه النوعية من المشاريع بهذا الحجم هو الهدف الذي تستطيع من خلاله الدخول إلى عالم الأعمال والاستثمارات. ومن هنا نبعت فكرة «حاضنات المنشآت الصغيرة» والتي كان للغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية الدور الريادي في تبني هذه الفكرة منذ عام 2003م، لتأتي هذه الريادة كفعل غير مسبوق على مستوى الغرف السعودية. وانطلقت فكرة «حاضنات المنشآت الصغيرة» بتبن من مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة والذي يبذل جهوداً كبيرة لتفعيل رؤوس الأموال المستثمرة في هذه المشاريع، لا سيما وأن المنطقة مقبلة على نمو اقتصادي ملحوظ يتزايد سنة بعد أخرى، في ظل النمو العالمي وخصوصاً أن المملكة بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، أصبحت طموحة أكثر في التواصل الحقيقي مع النُظم الخارجية، وتفعيل رؤوس الأموال الصغيرة للتواصل مع النظراء الخارجيين الدوليين. وتهدف «الحاضنة» إلى تقليص ظاهرة تعثر المنشآت الصغيرة من خلال تخطيطها لبرامج تأهيلية، والعديد من الأفكار والخدمات والدعم، وكذلك جملة من التنسيقات مع الكثير من المراكز المتخصصة في المجال ذاته، وأيضاً المعاهد البحثية والجامعات الحكومية والخاصة، والمراكز الإدارية ذات العلاقة بمجال المال والأعمال والاستثمارات عموماً. وتتطلع «الحاضنة» إلى تبني أفكار الواعدين من الشباب وتطوير هذه الأفكار إلى منشآت استثمارية، تضمن لصاحبها دخلاً مادياً وتطويراً إدارياً يساعده للنمو، وتعزيز مشروعه، ليتفاعل بشكل أكبر مع العملية التجارية أو الصناعية في شكلها الأعم. ويأتي تركيز الحاضنة على المنشآت الصغيرة، باعتبارها من أبرز القطاعات التي تخلق محوراً هاماً ومركزياً لتقاطع العمليات الاستثمارية، كما أنها تشكل النسبة الأكبر من العمليات التجارية، والتي تتعاضد جنباً إلى جنب مع القطاعات الاقتصادية التي تغذيها أو تتغذى عليها. وتعمل «الحاضنة» على تنمية المشاريع الصغيرة في سبيل العمل على تطوير واستحداث منتجات جديدة، وأيضاً خدمات لما فيها من تحقيق لرغبات الشريحة الاستهلاكية، كما تعمل «الحاضنة» على دعم الاقتصاد المحلي بإدخال عناصر استثمارية حتى لو كانت صغيرة، إلا أنها مع الزمن تُسهم في تحريك العملية الاقتصادية وزيادة رؤوس الأموال، مما يعني زيادة الدخل الوطني. إلا أنه من المهم التركيز على أن «الحاضنة» تدعم المشاريع الصغيرة وتساهم في نموها من باب أيضاً تعزيز الشركات العملاقة لتقوم بدورها بشكل أكمل، كما تسعى الحاضنة إلى الاهتمام بتنويع الأنشطة الاقتصادية، وعدم حصر الدخل الوطني في النفط ومشتقاته الأساسية. تتجلى خدمات الحاضنة في العديد من الأمور أبرزها دراسات بحثية وميدانية داعمة للمشاريع، ودراسات جدوى خاصة بالإضافة إلى الدعم المالي والإداري، وتقديم جملة من التسهيلات، وتعزيز إمكانية الدعم الفني المتواصل في مجالات التخطيط والإدارة والتسويق والمجالات القانونية وأيضاً التصميم وعمليات الإنتاج. كما أن ارتباط «الحاضنة» بالعديد من الجهات ذات العلاقة يوفر جهداً كبيراً على أصحاب المشاريع الصغيرة، في الوصول إلى أصحاب القرار في هذه المجالات والاستفادة من دعمهم وتجاربهم. يذكر أن الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية ومن خلال مجموعة متميزة من الاستشاريين والباحثين في جميع المجالات ذات العلاقة بالعملية الاقتصادية والمعلوماتية، تدعم عمل «الحاضنة» ليكون عملها على الوجه الأكمل الذي يحقق الفائدة لجميع رؤوس الأموال الصغيرة، وكذلك جميع فئات الشباب أصحاب الابتكارات والأفكار الإبداعية التي يطلقها الموهوبون في العديد من المجالات، وخصوصاً تلك التي يمكن استثمارها تجارياً أو صناعياً.