عندما تمرون بذلك المكان العتيق الذي يلملمني ويحتويني تذكروا ان تنثروا بعض الزهرات البرية على ضريحي وان تتذكروا بأنني كنت يوماً بينكم اشعر بالدفئ معكم ، بينكم اشعر بأنني احتضن الوجود كله بداخلي ، ترى هل ستتذكرونني وانا اخطف الزهرات منكم واجرى بها لامازحكم فهل تعلمون لماذا كنت افعل ذلك؟ كنت اخطفها لانني كنت اشعر بشعور هذه الزهرات وهي تقطف كنت اشعر بها وهي تختنق وتموت لمجرد ان نمسكها لحظات ثم نلقي بها وقد ندهسها بالاحذية دون اي شعور بها وقد لا نتذكر اننا قد قطفناها فأنا مثلها خرجت للحياة بحب للعالم كله مثلها اعشق الفضاء الرحب مثلها اعشق الطيور وهي ترفرف بأجنحتها لتشق عنان السماء مثلها اعشق نسمات الهواء وهي تمد وتداعبني مثلها ابث عبيري لكل من يقترب مني مثلها اعشق الصباح والتحف ظلام الليل في المساء مثل كل الزهرات احلم بالروض ولا افقد الامل في الغد. كنت احلم بالامان بعيداً عن السجن والسجناء وكنت احلم ان اعيش دون الخوف من يد الجاني وهي تقتلع احلامي من الجذور لكن عزائي الوحيد ان ضريحي سوف يردد للجميع لاتقطفوا الزهور ولا تئدوا العواطف في الصدور ولا تقتلعوا الاحلام من الجذور.