سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنبلاط: سوريا ماتزال باقية بأدواتها وعملائها في لبنان وإذا لم تثبت سوريا لبنانية (شبعا) سيبقى الشعار فارغاً العلاقة بين «التقدمي الاشتراكي» و «حزب الله» تبلغ مرحلة حساسة
أظهرت المواقف التي أطلقها كل من الزعيم الدرزي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن العلاقات بين الطرفين، بلغت نقطة حساسة يخشى منه أن تصل إلى مرحلة اللاعودة، خصوصاً وأن هذه العلاقة باتت مقطوعة منذ الافتراق الذي حصل عند انسحاب وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» الشيعيتين من الجلسة قبل الأخيرة للحكومة اللبنانية، وإعلانهم مقاطعة الجلسات احتجاجاً على تفرد الأكثرية بإقرار الطلب من مجلس الأمن تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري وطلب توسيع لجنة التحقيق الدولية لتشمل الجرائم الأخرى التي حصلت منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة إلى اغتيال النائب جبران تويني. وإذا كانت الاتصالات والمشاورات التي جرت منذ ذلك الحين، بغية اقناع الوزراء الشيعة بالعودة إلى الحكومة، قد قطعت شوطاً إيجابياً، وهي لا تزال إلى بعض «الرتوش» على حد تعبير النائب علي حسن خليل، بحيث باتت تلك العودة أمراً واقعاً في الجلسة التي ستعقد بعد رأس السنة الميلادية الجديدة، فإنه في الوقت بات يخشى أن تنعكس العلاقات المتأزمة بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«حزب الله» على هذه الاتصالات، وإن كان الطرفان يحرصان على أن لا تبلغ العلاقة بينهما إلى نقطة اللاعودة. وكان جنبلاط قد وسع ليلة الميلاد من نطاق رده على مواقف نصرالله التي أطلقها مساء الجمعة، وفصّل نقاط التباين بينها، والتي تتمحور أساساً حول مسألة العلاقة مع سوريا التي قال نصرالله إنها لن تعود إلى لبنان. لكن جنبلاط أكد أن سوريا، بالرغم من أنها خرجت رسمياً من لبنان، ما تزال باقية من خلال أدواتها وعملائها. وقال إن المطلوب من الذين حرروا الجنوب (والمقصود هنا حزب الله) من إسرائيل، الولاء للوطن للبنان، مذكراً بأن التضحيات في الجنوب بدأت منذ عشرات السنين، ومنذ ما قبل الحركة الوطنية اللبنانية، ثم أتى الغير وتسلم المشعل لتحرير الجنوب. أضاف: يقولون إن مزارع شبعا يلزمها قرار من مجلس الوزراء، هذا صحيح، ولكن حتى هذه اللحظة إذا لم تثبت الحكومة السورية لبنانية مزاع شبعا فعلياً وقانونياً، فستبقى غير لبنانية، ولذا فعلى مجلس الوزراء أن يطلب من الحكومة السورية تثبت مزارع شبعا، وبغير ذلك فإن شعار لبنانية المزارع يبقى فارغاً. وفي موضع المراكز الأمنية، قال جنبلاط: «نريد أن تكون هذه المراكز ذات ولاء للوطن وأن تحمي المقاومة طبعاً، لكن الولاء الأساسي يكون للوطن، لا أن يكون الولاء مزدوجاً للوطن من جهة والنظام السوري من جهة ثانية. فبعد 30 سنة من التغلل والاستباحة للأمن يحق لنا بأمن لبناني. أمن لوطننا ولأنفسنا، وأن يكون كما ورد في الطائف أمن لبنان من أمن سوريا أو أمن سوريا من أمن لبنان، من جهتنا نحن جاهزون لأن نحمي سوريا من خلال أمننا، لكن السوري لا يحمينا، الأمن السوري يغتالنا الواحد تلو الاخر. وتابع: ليس عيباً أن يكون الإنسان لبنانياً فلماذا يمنعوننا من أن يكون لدينا استقلال وحرية؟ وأضاف: مهما حاول البعض أن يقول إن إسرائيل وراء مسلسل الإجرام فليسمحوا لنا بهذا الأمر، وليس هذا القول من باب تبرئة إسرائيل، لكن سجل هذا النظام السوري حافل، فلا رفيق الحريري كان عدواً لسوريا ولا جبران تويني ولا مروان حمادة، ولكن عندما قلنا لا للتمديد بدأ المسلسل بمحاولة اغتيال مروان حمادة الذي حماه الله. وأكملوا على الحريري وأطلقوا التهديدات يميناً وشمالاً، حتى سمير قصير الذي كان وطنياً كبيراً وكان مع الحرية قتلوه لأنهم يكرهون «النهار». ولهذا أكملوا على جبران، وهل كان جورج حاوي عدواً لسوريا، لا كان من المقاومين الكبار ففجروه، والوزير الياس المر لأنه اختلف مع رستم غزالي ورفض أوامره، ومي شدياق لأنهم يكرهون الإعلام الحر. وتساءل: لماذا لا يفتح السوريون جبهة الجولان ومن يمنعهم من ذلك؟ ولفت إلى أن لبنان يعيش هذه الأجواء منذ العام 1968م عندما أتى الفلسطينيون إلى منطقة العرقوب، ألا نستحق كشعب لبناني أن نرتاح؟ إنهم بهذه الطريقة يمنعون بناء الاقتصاد ويهربون الاستثمارات ويخيفون الناس. وتابع: يقولون لنا لنتوحد ونحارب سوريا، من قال إننا نريد أن نحارب سوريا؟ ونقول لمن رفع هذا الشعار بالأمس (نصرالله) فليتفضل بعلاقته المميزة مع سوريا ويوقفها عن محاربة الأحرار في لبنان ويقولون إن التحقيق (في اغتيال الرئيس الحريري) قد يستغرق سنوات اذا لم تتصالحوا مع سوريا، فإن مسلسل الإجرام سيستمر ونجيبهم .. لا، صحيح أن الخسائر كبيرة، لكن النظام السوري وأدواته لن يستطيعوا قتل جميع الأحرار.. والذين اجتمعوا في 14 آذار (مارس) سيصمدون، على كل حال الرسالة وصلتنا».