ان عدم قدرة الطفل على المضغ والتعب مرض يسمى الوهن العضلي الوخيم.. وهو ناجم عن حصار عضلي عصبي متوسط بالمناعة.. ووجود أضداد جوالة تعوق استجابة الغشاء العضلي لبعض المواد المسؤولة عن حركة ونشاط العضلة.. هذا المرض ليس وراثياً ويعتبر مرضا مناعيا ذاتيا.. وهناك أنواع نادرة وراثية ولكنها ليست بسبب وجود الأضداد ومن مظاهره السريرية الأولية وجود ضعف في عضلات العين الخارجية، كما يؤدي إلى عدم قدرة الطفل على فتح عينيه وتسمى هذه الحالة «الأطراق» ويلاحظ ان بعض الأطفال يعمد إلى إبقاء عيونهم مفتوحة بواسطة الأصابع أو الابهام إذا كان «الاطراق» شديداً بحيث يمنع رؤيتهم.. ومن الأعراض الأخرى عسر البلع، وتكون صعوبات التغذية في سن الرضاعة أحد العلامات الرئيسية للوهن العضلي الوخيم غالباً.. وأحد مميزاته أيضا سرعة تعب العضلات فمثلاً لا يستطيع المحافظة على الحملقة للأعلى لمدة 30 - 90 ثانية. وعندما يستلقي على السرير يصعب عليه رفع رأسه، كذلك حدوث التعب السريع في عضلات اليد عندما يفتحها ويغلقها عدة مرات.. كما انه لا يستطيع رفع ذراعه لمدة أكثر من 1- 2 دقيقة بسبب تعب العضلتين الدالتين.. أيضا يعاني من ارهاق شديد في أواخر اليوم، وكما ذكرنا في المقدمة تعب عضلات الفك عندما يمضغ الطفل الطعام مع عسر في البلع. وان هذا المرض يزداد شدة إن لم يعالج وقد يصبح مشكلة ومهدد لحياة الطفل بسبب اصابة عضلات التنفس وخطر الاستنشاق خاصة حينما يصاب الطفل بالتهابات في المجاري التنفسية العلوية. ويمكن تشخيصه باجراء عدة فحوصات ومنها تخطيط العضل الكهربي (ENG) الذي يساعد كثيراً في التشخيص، بل انه أفضل من الخزعة العضلية «أخذ جزء من العضلة وفحصها تحت المجهر».. أما قياس سرعة العصب فيكون طبيعياً بعكس بعض الأمراض الأخرى.. كذلك يمكن قياس أضداد «الاسيتايل كولين»، ولكنها لا تظهر دائماً إلا عند البلوغ، ويمكن أيضا قياس بعض المواد في الدم التي تدل أو تساعد على استبعاد الأمراض الأخرى.. تخطيط القلب طبيعياً في بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى إجراء فحص للعضلة، وذلك بعمل خزعة عضلية ولكنه ليس ضرورياً مع وجود الفحوصات الأخرى.. كما أن هناك اختبارات لاكتشافه باعطاء الطفل وليس الرضع أدوية تكتشف هذا المرض. أما العلاج فبالنسبة للمصابين بالوهن العضلي الوخيم الخفيف فلا يحتاجون إلى علاج.. أما الآخرون فهناك نظام علاجي خاص قد يستغرق وقتاً ويحاول الطبيب استخدام عدة أنواع من الأدوية والرسالة هنا هو الانتباه إلى مثل تلك الأعراض وعدم التهاون بعرض الطفل على الطبيب والبدء في العلاج. وللمعلومية قد يصاب الطفل المصاب بالوهن العضلي الوخيم بالشلل لعدة أسابيع من جراء اعطاء بعض الأدوية لجرعة واحدة، كما ان طبيب التخدير يجب عليه معرفة حالة الطفل قبل اجراء التخدير الجراحي.. كذلك يجب الاحتياط من اعطاء بعض المضادات الحيوية والتي قد تزيد من شدة هذا المرض. أما ماذا سيحدث للأطفال فيما بعد فمن الصعب التنبؤ بما يحدث، حيث يحدث عند بعض المرضى تحسن عفوي بعد فترة أشهر أو سنوات والبعض الآخر يكون لديه مرض دائم يستمر حتى الكهولة.. وقد يحدث الشفاء بعد استخدام أدوية التثبيط المناعي واستئصال غدة التوتة وعلاج قصور الغدة الدرقية إن وجد.