الفنانة جوليا بطرس ذات صوت متميز لايشبهه صوت، بعض الفنانين وهم قلة تعبر اصواتهم عن شخصياتهم، وجوليا بطرس من هؤلاء الفنانين اضافة إلى أنها تنجح بامتياز في الشريط الغنائي الذي يكتب اغنياته شخص واحد ويلحنها ملحن واحد، والنقاد يعتبرون امراً من هذا القبيل «خطيراً»، لكن اغنيات جوليا بطرس التي تندرج تحت هذا الاطار تثبت العكس. اضافة إلى انها أي جوليا بطرس - صاحبة صوت يدعو إلى شحذ العقل والتفكير في الاغنية، فمثلا كانت اغنيتها «على شو» اشبه باللغز، وقيل عنها انها سياسية بامتياز فيما تقول هي تركتها مفتوحة على كل الاحتمالات، لم اشأ ان اقيد المستمع في جانب واحد، وكلمات الاغنية تنطبق على اشياء متعددة ولذلك ابقيت المستمع حرا في فهمها واسقاطها على من يشاء». وهذا ما يدفعنا إلى الحديث عن نوعية الاغنية العربية فوسط الزحام الهائل من النتاج الفني، ثمة القليل الذي يتطلب منك ان تكون حاضر «العقل» قبل الأذن. وكم هائل هو الذي يدفع للاهتزاز والرقص والتعبير - قصير الامد - كعمر الاغنيات من هذا النوع. لكن جوليا بطرس تحرص دوما على ان تكون متميزة في اختيار الكلمة واللحن والاداء التعبيري، وحتى الصور الشخصية لها، فهي تتقن البساطة إلى ابعد حد، وقد يسمى فنها من نوع «السهل الممتنع» في هذا الزمن الصاخب. وجوليا بطرس شديدة الاعتناء باختياراتها وهي في الوقت ذاته مقلة في الانتاج وتقول عن اغنياتها «ع قلتهن اشعر انهن يقربنني اكثر من ذاتي وشخصيتي وكيفية تفكيري» وقالت عن البومها الاخير «لا بأحلامك» انه يشبهها جداً واضافت بأنها عملت من أجل اعادة انتشار اغنياتها من بعد غياب عن العمل خاصة وأن البومها السابق لم يروج له اعلامياً كما يجب، إلى جانب انقطاعها عن احياء الحفلات، وهو الامر الذي اعلنت انها ستعود اليه وفق اختيارات معينة. وقالت جوليا بطرس انها شديدة الاهتمام بأن تصل اغنيتها للذين هم ضدها قبل ان تكون للذين معها، يهمها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتوصيل أكبر عدد ممكن من القضايا، دون ان تكون محدودة في اطار معين انها تسعى جاهدة للانتشار الواسع الذي يتجاوز اللغة والجغرافيا وكل ما يحد الفكر.