اجريت دراسة حديثة لمعرفة تأثير علاج سكر الحمل على نتائج الحمل وقد قام بهذه الدراسة (كروثر) (Crowaher) وعدد من الباحثين معه في استراليا وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة نيو انجلند جورنال اوف مديسن (N Engl J Med) في عام 2005. وقام الباحثون بدراسة سريرية عشوائية لمعرفة فيما اذا كان علاج سكر الحمل يحفظ من خطورة مضاعفات الحمل وقد تم اختيار 1000 امرأة حامل بين الاسبوع 24 و34 من الحمل تم تشخيصهم بسكر الحمل وتم تقسيمهم الى مجموعتين المجموعة الأولى وكان عددهن 490 امرأة حاملاً تم علاجهن بالحمية الغذائية ومتابعة تحليل سكر الدم والعلاج بالانسولين اما المجموعة الثانية وكان عدد المريضات 510 وكان علاجهن بالمتابعة الروتينية دون اخذ علاج دوائي وتم دراسة المضاعفات الخطرة وتتضمن وفاة الجنين واحتباس كتف الجنين اثناء الولادة وكسر العظم وشلل عصبي والحاجة لتنويم الجنين للعناية المركزة وكذلك حدوث صفار يستدعي علاجاً ضوئياً وكذلك تحريض الولادة ونسبة العمليات القيصرية وقلق الأم والاحباط وكان معدل الاصابات الخطرة في المجموعة الاولى التي تلقت علاجاً غذائياً ودوائياً حوالي 1٪ بينما المضاعفات في المجموعة الثانية بلغت 4٪ وكان عمر الأم وعدد الولادات متساوياً في المجموعتين، وكانت نسبة اجراء طلق صناعي في المجموعة الأولى اعلى منها في المجموعة الثانية (39٪ مقارنة 29٪ في المجموعة الثانية وكان معدل العمليات القيصرية في المجموعتين متشابهاً. وبعد ثلاثة اشهر من الولادة وجد ان حالات الاحباط قليلة جداً في المجموعة الأولى. اما مستوى المعيشة فكان افضل في المجموعة الاولى ايضاً متوافقاً مع حالة المريضة الصحية. ان نتائج هذه الدراسة ممتازة حيث لم تحدث اي حالة وفاة للاجنة في المجموعة الأولى اما المجموعة الثانية فقد وجد خمس حالات وفاة ثلاث منها قبل الولادة واثنتان بعد الولادة. بينما احتباس الكتف للجنين كان بنسبة 1٪ في المجموعة الأولى و3٪ في المجموعة الثانية ولم يلاحظ وجود كسور للاطفال وشلل عصبي في المجموعتين وتستنتج الدراسة ان العلاج الدوائي المتضمن الحمية الغذائية والانسولين ومراقبة سكر الدم بانتظام يقلل الكثير من المضاعفات على المواليد. ان هذه الدراسة تؤكد على اكتشاف حالات سكر الحمل مبكراً خصوصاً في الحوامل ذوات الخطورة العالية لحدوث هذا المرض وخصوصاً السيدات اللواتي لديهن تاريخ عائلي بمرض السكري وحالات زيادة الوزن والحالات التي يوجد بها حالات وفاة اجنة سابقة او تشوهات خلقية والمريضات اللواتي يستخدمن الكورتيزون والحوامل في سن متقدمة ولكون هذا المرض منتشراً في مجتمعنا وللاسف لانزال نرى العديد من هذه المضاعفات التي تؤثر على الأم والعائلة بأكملها وكذلك التكلفة الاقتصادية التي تتطلب العناية بهذه المضاعفات. فانه لابد من الاهتمام بهذه الحالات والحرص على البدء بالمعالجة مبكراً على الرغم من ان العديد يرفض الكشف عن مرض السكري وكذلك يرفض اخذ العلاج المناسب والاعتماد للاسف على بعض الاعشاب التي لا تفيد في مثل هذه الحالات ولا ننسى دور الطبيب المعالج الذي يجب عليه التحري عن هذه التغيرات والاصرار على العلاج والمتابعة الدقيقة لتطور العلاج وتعديل الجرعات العلاجية المناسبة لتفادي مثل هذه المخاطر. تقدر حالات سكر الحمل التي تراجع المستشفيات الحكومية في بلادنا بنسبة عالية بالمقارنة مع الدول الأخرى المتقدمة حيث قد تصل النسبة الى حوالي 30٪ من مجموع حالات الحوامل اللاتي يراجعن المستشفيات المختصة. ويعود السبب الى ارتفاع هذه النسبة الى النمط المعيشي في مجتمعنا وذلك باهمال وسائل الصحة العامة وذلك بالاهتمام بالغداء المناسب وتنظيم الوقت واخذ الراحة الكافية وممارسة الرياضة البدنية التي تساعد على حرق السكر الزائد والدهون والبعد عن الخمول والكسل وعدم المجاملة في المناسبات العامة والاهمال في اجراء الفحوصات الطبية مبكراً والمواظبة على اخذ العلاج المناسب الذي يصفه الطبيب وعدم اخذ استشارات من اشخاص ليس علهم لاقة بالطب. ان مسؤولية الجنين وما يتعرض له داخل الرحم من تشوهات في القلب ومن العظام وكبر حجم الجنين وتعرضه لمخاطر الاصابات بكسور اثناء الولادة والشلل العصبي والتغيرات الاستقلابية بعد الولادة وهبوط السكر للمولود بعد الولادة تعتبر مسؤولية الأم امام الله اذا اهملت العناية بجنينها بأخذ العلاج المناسب. وكذلك يعتبر الأب مشاركاً في هذا الذنب اذا لم يهتم بعلاج زوجته ولله الحمد ان علاج امراض السكري في الحمل متوفر في جميع مستشفيات المملكة بسهولة ان علاج سكر الحمل يجب البدء به قبل حدوث الحمل وذلك باجراء الفحص على سكر الدم واذا كانت المرأة تستخدم حبوباً لعلاج السكر فيجب تحويلها الى انسولين والكثير من الناس رجالاً ونساء يشعرون بالخوف وكذلك يرفضون استخدام الانسولين ولا ادري ماهو السبب وراء ذلك فالانسولين يخفض السكر الى المستوى الطبيعي اذا اعطيت الجرعات المناسبة وتحت اشراف من اخصائيي امراض الغدد والسكري ويعطى الانسولين على جرعات متفرقة خلال اليوم مع الاصرار على اقتناء جهاز قياس سكر الدم ومراجعة الطبيب عند وجود عدم انتظام في سكر الدم مع المحافظة على الغذاء المتوازن والنشاط البدني لتفادي المخاطر على الأم والجنين.