وأنت تستعد لمشاهدة برنامج «بالعربي» على قناة العربية تتلبد مشاعرك بنوع من الحزن الإنساني العميق ، وتكون جملة واحدة فقط هي بداية علاقتك مع الساعة القادمة للبرنامج والتي كانت يوم الأحد الماضي وتصف لقاء الإعلامية جيزال خوري مع الصحفي المعروف غسان تويني صاحب ورئيس تحرير جريدة النهار، بأنه لقاء «المكلومين»!! بعد أسبوع من توديع غسان تويني لابنه الصحفي والنائب جبران تويني تتيح لنا جيزال خوري من خلال ساعة برنامج «بالعربي» الجانب الآخر لنوعية الوصف التي يمكن ان نشاهد من خلالها الحزن بتعابير متعددة !! قبل تقريبا أكثر من اربع سنوات جمعتني الصدفة بالطائرة ما بين بيروت والقاهرة بالإعلامية جيزال خوري عندما كانت تقدم برامجها على قناة ال LBC ، كانت سيدة جادة ، غير مبتسمة ، غير مهتمة بكونها أنثى ، تذكرت هذا الأمر وأنا أشاهدها (وبألم) وغسان تويني في البرنامج يتحدث عن زوجها الراحل الصحفي سمير قصير والذي تم تفجيره أيضا كما تم تفجير جبران تويني ، كانت جيزال وهي (المكلومة) أيضا تبتسم «بحزن» وأحيانا «بشموخ »وأحيانا «بأنوثة» ، عندما كان يسهب غسان تويني في الربط - كونه رئيس تحرير - في العلاقة فيما بينه وبين الراحلين والمغدورين (جبران وسمير قصير) داخل جريدة النهار وخصوصا في تعامله مع سمير، ويزداد الموقف درامية اكثر في تعميق المأساة عندما تستعرض الشاشات داخل استديو البرنامج صور وابتسامات ابن غسان تويني الراحل «جبران» وزوج جيزيل الرحل« سمير». لم يكن اللقاء مع الصحفي غسان تويني مجرد لقاء عادي من وجهة نظري ، فهذا اللقاء أعطانا الجانب الآخر وبصورة اكثر قربا لشخصية الصحفي الكبير غسان تويني والذي كان اكثر تواضعا عندما يقول : من أنا لكي يتحدث معي على الهاتف الرئيس السوري بشار الأسد بعد اغتيال ابني ، وعندما يتحدث عن مكالمة الشيخ حسن نصرالله ، ولكن يكون الكلام اشد قسوة عندما يردد مقولة الدبلوماسي السوري المقداد بعد رحيل ابنه بترديده مقولة المقداد :«اذا كل ما مات كلب في بيروت ، ستجري تحقيقات دولية» وكذلك تزداد القسوة عندما يتحدث عن تصريح وزير الإعلام السوري عن علاقة الاغتيال بموضوع مديونية جبران لأحد الأشخاص بمبلغ مليوني دولار!! في البرنامج كانت علاقة علبة الشكولاته مابين الراحل جبران ووالده غسان حاضرة في باريس قبل اغتيال جبران بيوم واحد ، عندما احضر جبران الشكولاته التي يحبها والده لترضية والده الذي عارض سفره لبيروت خلال هذه الفترة وكأن الأب (المكلوم) يعرف مصير الابن !! في برنامج «بالعربي» كانت هناك دموع و(والد) محزون يتزين بصورة ابنه الراحل على صدره ، وفنجان قهوة ترتشفه (شفاه) غلبها أحيانا الكلام بالحزن والألم وأحيانا ترديد وتأكيد كلام النائب وليد جنبلاط «لن ننسى، لن نسامح ». هذه النوعية من البرامج تعطي الفضاء العربي كثيرا من الاحترام وتعطينا جوانب أخرى تستطيع من خلالها أن تشاهد الواقع السياسي والإنساني في الوقت نفسه الذي تعيشه المدينة الحزينة منذ شباط الماضي (بيروت) ، فالتواضع المتخم بالمعرفة والحكمة كانت حاضرة بالرجل الثمانيني غسان تويني المتجدد بالحيوية ، والخبرة الإعلامية في إدارة الحوار التلفزيوني الممزوجة بالألم الإنساني كانت مرتسمة وبشكل كبير على ملامح وجه جيزال خوري وهي تحاور (الأستاذ) رئيس التحرير ورئيس زوجها الراحل في الوقت نفسه !! [email protected]