تثير نسخة جديدة من فيلم (كينغ كونغ) اعظم ما انتج من افلام عن قصة «الجميلة والوحش» الرعب في نفوس المشاهدين وتلهمهم من خلال المؤثرات الخاصة الحديثة وغوريلا تبدو اقرب الى الواقع والمزيد من نظرات العشق بين الغوريلا والفتاة اكثر من ذي قبل. ويعيد بيتر جاكسون مخرج فيلم (ملك الخواتم) اخراج الفيلم الكلاسيكي الذي انتج في عام 1933 ويحكي قصة الغوريلا العملاقة وحبه لشقراء يحملها في كفه. ويبدأ عرض الفيلم اليوم الأربعاء وبدأ بالفعل يثير تكهنات عن جوائز اوسكار في هوليوود ويتوقع بعض الخبراء ان يحاكي فيلم (تيتانيك) الذي حصل على اكبر عدد من الجوائز في تاريخ جوائز اوسكار. ولم يغير جاكسون حبكة فيلم عام 1933م ولكن طورها مستخدما تكنولوجيا الكمبيوتر للقرن الحادي والعشرين التي استعرضها في ثلاثيته (ملك الخواتم). ويقول جاكسون ان كينغ كونغ يبدو ويتصرف مثل غوريلا حقيقية باستثناء الحجم وعزا انجذاب كينغ كونغ لبطلة الفيلم آن دارو (وتقوم بدورها الممثلة نعومي واتس) لحاجة الغوريلا الحقيقية لرفقة وليس الملاطفة والغرام الذي اعتمد عليه الفيلم الاصلي والنسخة المكررة في عام 1967م وقالت واتس مشيرة إلى احاسيس كينغ كونغ وقوته «انه رجل بكل المعاني». وكانت النتيجة فيلما مدته ثلاث ساعات تامل يونيفرسال بيكتشرز التابعة لجنرال اليكتريك ان يلقي إقبالا ضخما ليجعل جاكسون المخرج الذي تحقق أفلامه أكبر الارباح بعد ستيفن سبيلبرج. وأراد جاكسون (44 عاما) اخراج نسخة جديدة من كينغ كونغ منذ كان في التاسعة من عمره حين شاهد الفيلم الاصلي على شاشة التلفزيون في بلده الاصلي نيوزيلندا. وقال «كان له تأثير بالغ علي وأنا طفل في التاسعة من عمري وجعلني ارغب في العمل في المجال السينمائي». وقال جاكسون للصحفيين في مؤتمر صحفي للترويج للفيلم «بوصفي محبا للسينما ولكينغ كونغ اردت حقا ان أراه ينفذ بالتكنولوجيا التي لدينا الآن». واذهل فيلم كينغ كونغ الاصلي من اخراج ميريان كوبر وارنست شويدساك المشاهدين بالمؤثرات الخاصة التي ربما تبدو بدائية اليوم ولكنه احدث ثورة حينئذ. كما يستبعد فيلم جاكسون انجذاب الغوريلا الجنسي الواضح لآن كما ظهر في فيلمي عامي 1933- 1967م مما يجعل العلاقة أكثر قوة وقابلية للتصديق. ويقول «انه يتفق مع الذوق الشخصي» مضيفا انه يهتم اكثر بالغوريلا الضخمة وجزيرة سكل (وهي ترجع لفترة ما قبل التاريخ، حيث عاش كينغ كونغ مع الديناصورات) والرباط العاطفي بين كونغ وآن. وتقول واتس انها تدرك انها تعيد تمثيل «دور لا ينسى» أدته فاي راي قبل أكثر من سبعين عاما. والتقت واتس مع راي قبل اشهر قليلة من وفاتها في عام 2004م عن عمر يناهز 96 عاما. وتنسب واتس للممثل اندي سركيس الذي يلعب شخصية كونغ الفضل في اضفاء الواقعية على العلاقة بين الغوريلا الوحيدة والفتاة التي انقذها من الموت اكثر من مرة. ويلتقي الاثنان في جزيرة سكل التي لا تظهر على الخريطة وتنقل الغوريلا وهى الأخيرة من نوعها إلى نيويورك ويصور المشهد الأخير في الفيلم على قمة مبنى امباير ستيت حيث اعيد بناء أجواء نيويورك في الثلاثينات. وكان المشهد الأخير لفيلم عام 1967م عند برجي مركز التجارة العالمي. وشاهد سركيس الغوريلا في الحياة البرية في رواندا وفي حديقة الحيوان في لندن للتحضير للفيلم وقام سركيس بدور كونغ داخل بزة «ترصد الحركة» وتترجمها إلى حركات تتناسب مع جسم الغوريلا. كما يرصد مجس خاص 132 نقطة على وجهه وتحول تعبيراته إلى احاسيس الغوريلا. ويقول «كونغ غير معقد عاطفي وقلبه صاف.آن دارو شخصية معقدة بشكل غير عادي».وفي بعض الاحيان كان سركيس يمثل من فوق رافعة قبالة واتس حتى يبدو انها تنظر الى أعلى كما لو كان طوله كغوريلا يبلغ سبعة امتار ونصف المتر. وفي القصة تقع آن في حب الكاتب جاك دريسكول ويقوم بدوره الممثل ادريان برودي الحاصل على جائزة اوسكار. وتقول واتس «إذا اندمج الاثنان (كونغ ودريسكول) في شخص واحد سيصبح رجلا مثاليا. يلعب ادريان برودي دور الكاتب ويعرف جميع التعبيرات ولدى كونغ كل المشاعر والقوة ايضاً».