من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. ومن هذا المرتكز لابد أن نتقدم بتحية شكر وتقدير إلى وزارة الزراعة وعلى جهود فريقها التفاوضي للانضمام لمنظمة التجارة العالمية (wto) بقيادة الرجل المميز بخلقه وعلمه قبل أن تتميز بمهارته وحنكته التفاوضية العالية وكيل الوزارة د. عبدالله العبيد ومساعديه التي كان لها أكبر الأثر فيما تم التوصل إليه من نتائج كبيرة انتهت بصورة سوف تحفظ لهذا البلد ولقطاعه الزراعي القدرة على البقاء والتنافس بل والتوسع الإيجابي بما يتناسب مع مواردنا وامكانياتنا والتي يأتي على رأسها المعرفة والخبرة والكفاءة (Nowhow) التي تطورت خلال السنوات الماضية حيث لاحظ الجميع كيف انخفضت أسعار شراء القمح من 3,5 ريالات/ كجم إلى ريال واحد فقط أي بنسبة خفض وصلت الى 70٪ من السعر الأول والمزارع صامد مع ما رافق ذلك من ارتفاع في كثير من مدخلات الإنتاج مثل الوقود (الديزل) والأسمدة ومع ذلك لازال هذا المزارع البطل المثابر يتحدى الظروف ويزرع أرضه بقوة وإخلاص. من ذلك أعتقد أن نجاح أي قطاع إنتاجي (الزراعي هو موضوع الحديث) يقوم على التكامل بين القطاع العام وما يقوم به من جهد واجتهاد كما حصل في مفاوضات الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وبين قطاع خاص يملك الديناميكية والقدرة على التكيف مع مختلف الظروف ويستفيد من كل وسائل المساعدة من البحث العلمي ووسائل التكنولوجيا الحديثة ذات الأثر الكبير في خفض الكلفة ورفع الكفاءة. ولكن يجب أن نتذكر أمراً مهماً هو أن نهاية أي أمر سواء كان كبيرا أو صغيرا هو دائما بداية لأمر آخر ربما يكون أكثر تحديا وهنا أقصد تكييف قطاعنا الزراعي مع ما بعد مرحلة الانضمام وأعتقد أن أول مطلب في هذه الحالة هو نشر الوعي والمعرفة عن الفوائد والالتزامات التي سوف تقع على قطاعنا الزراعي وأهم المبادئ والأسس التي سوف تعمل عليها، داخل كيان وزارة الزراعة أولا وأجهزتها وإدارتها في المناطق وفي نفس الوقت نشره على مستوى المنتجين والمزارعين. ويتبع ذلك تعديل الاستراتيجيات وخطط العمل وآليات التنفيذ بما يتناسب مع المرحلة القادمة. وهنا لن يخوننا الظن إن شاء الله بمعالي وزير الزراعة د. فهد بالغنيم كما عودنا دائما على المبادرة وكسر الروتين والبيروقراطية بما يبقي على المكاسب ويرفع الأداء والله المستعان. ٭ رئيس اللجنة الوطنية الزراعية