يعقد غداً (الأحد) مؤتمر القمة السادس والعشرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة الامارات العربية المتحدة حيث يصادف انعقاده مرور ربع قرن على تأسيس المجلس الذى انطلقت مسيرته المباركة من أبوظبي في شهر مايو من عام 1981م. وعقد اصحاب قادة دول مجلس التعاون منذ تاسيس المجلس وعلى مدى ربع قرن خمسا وعشرين دورة منتظمة تناولت تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين الدول الاعضاء في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والبيئية والعسكرية والأمنية وغيرها إضافة إلى المتابعة المستمرة لمستجدات وتطورات الاحداث على كافة الصعد الخليجية والعربية والاسلامية والدولية. واصدر المجلس الأعلى خلال اجتماعاته على مدى الخمسة والعشرين عاما قرارات بالموافقة على عدد من القرارات المهمة التي تستهدف تحقيق المواطنة في الانشطة التجارية والاقتصادية ومساواتهم بالمستثمر الوطني من حيث الاهلية وفقا للضوابط التي أقرت.. كما أكد المجلس على عزم دول المجلس على الاسراع في استكمال الاجراءات اللازمة لانجاز إقامة السوق الخليجية المشتركة وذلك باستكمال توحيد فئات ومستويات التعرفة الجمركية تجاه العالم الخارجي. وعلى صعيد التعاون العسكري أقر المجلس الأعلى التوصيات الخاصة بمسيرة التعاون العسكري وتم انشاء قوة (درع الجزيرة) كرمز للتصميم المشترك في الدفاع الجماعي.. كما اقر توصيات للتعاون والتنسيق في المجال الأمني من أجل تعزيز وضمان الأمن والاستقرار في دول المجلس. كما وافق قادة دول مجلس التعاون على تشكيل مجلس الدفاع المشترك واعتمدوا قرارات الاجتماع العشرين لوزراء الداخلية خاصة ما يتعلق منها بتسهيل إجراءات تنقل المواطنين وانسياب حركة التجارة وتعزيز التعاون في مكافحة المخدرات ووافقوا على الاستراتيجية الأمنية لمكافحة ظاهرة التطرف المصحوب بالارهاب وقانون غسل الاموال ووافق المجلس الأعلى على ميثاق الشرف الاعلامي لدول المجلس وعلى ضوابط الاعلام الخارجي كأساس موحد للسياسة الاعلامية للدول الاعضاء.. كما وافق على توصيات وزراء الاعلام حول تنشيط العمل الاعلامي المشترك بين الاجهزة الاعلامية في دول المجلس. واكد المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون خلال اجتماعاته المختلفة تضامن دول المجلس التام وتأييدها المطلق لموقف دولة الامارات العربية المتحدة ودعم كافة الاجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبوموسى وذلك استنادا إلى الشرعية الدولية وانطلاقا من مبدأ الأمن الجماعي. وأكد المجلس أن تطوير العلاقات بين إيران ودول المجلس مرتبط بتعزيز الثقة وبما تتخذه ايران من إجراءات تنسجم مع التزامها بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة ووحدة أراضي دول المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها. وعلى الصعيد العربي ناقش المجلس تطورات القضية الفلسطينية وأدان الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي العربية والفلسطينية واكد دعمه للقضية الفلسطينية ودعا إلى ضرورة انسحاب اسرائيل من كافة الاراضي العربية المحتلة وتاييد السلام في منطقة الشرق الاوسط وفقا لقرارات الاممالمتحدة الصادرة في هذا الشان والارض مقابل السلام.. كما أكد المجلس على الصعيد العربي ضرورة إزالة الخلافات بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الخلافات. وفي إطار العلاقات مع العالم الخارجي أكد المجلس الأعلى على أهمية التحرك الجماعي كتوجه أساسي تمليه روح التعاون التي يرتكز عليها كيان المجلس. وأكد المجلس على مبدأ حسن الجوار كقاعدة أساسية وشرعية تلتزم بها دول المجلس في تعاملها الدولي والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية باحترام سيادة الدول وعدم جواز اكتساب الاراضي بالقوة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والالتزم بتسوية المنازعات بالطرق السلمية.. ودعم العمل العربي المشترك في إطار الجامعة العربية واعتبار مبدأ التعايش السلمي بين الدول حجر زاوية في تحقيق السلام والأمن العالميين. واكد مجلس التعاون خلال اجتماعاته رفضه التام لظاهرة الارهاب والتطرف والعنف.. وأكد رفضه التام لهذه الممارسات بكل أشكالها ودوافعها ومنطلقاتها.. ودعا إلى مواجهة هذه الظاهرة الهدامة باعتبارها بعيدة عن روح الدين الاسلامي الحنيف وتتنافى مع شريعته السمحة. وأكد دعمه للتحالف الدولي للقضاء على الارهاب.. ودعا قادة الرأي المفكرين والعلماء في العالم الاسلامي إلى العمل على تبيان قيم ومبادئ الاسلام الحنيف القائمة على إظهار روح التسامح ونبذ العنف وتحريم قتل النفس.. منوها بموقف الدوله الثابت والواضح حيال التمييز بين الارهاب وبين حق الشعوب في النضال والكفاح المشروع لمقاومة الاحتلال. إن ما حققته مسيرة مجلس التعاون على مدى ربع قرن يؤكد المكانة الراسخة التي حظي بها المجلس على الصعيدين الاقليمي والدولي وعلى سلامة النهج الذي اتبعته المسيرة المباركة نحو بلوغ أهدافها في تحقيق طموحات وتطلعات شعوب دول المجلس. كما أن استمرار انعقاد دورات القمم الخليجية بذات الزخم والفاعلية في تاريخ محدد كل عام يعكس إدراك دول المجلس لاهمية العمل الخليجي المشترك في مختلف مجالاته وأطره بما يعزز روح العمل الجماعي والتكاتف الاخوي بين الدول الاعضاء سعيا نحو مزيد من الانجازات. أبوظبي تستعد لاستقبال القادة ٭ إلى ذلك، أكملت امارة أبو ظبي استعداداتها لاحتضان الدورة السادسة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الاحد حيث ارتدت ابوظبي احلى وابهى صورها لاستقبال القادة. فقد قامت دائرة البلديات والزراعة ببلدية امارة ابوظبي بانجاز المشاريع التجميلية والتأهيلية للطرقات والجسور والدوارات و تجميل الشوارع وذلك ضمن خطة متكاملة تطال جميع مرافق امارة ابوظبي بهدف اعطاء ارقى مظهر حضاري لعاصمة دولة الامارات يتماشى مع المعايير والمواصفات العامة التي قامت عليها مشاريع النهضة الحضارية الشاملة في امارة ابوظبي. كما تم تشييد اكثر من 59 مربعا زراعيا يحتوي الواحد منها على مجموعة من تشكيلات الزهور البديعة وقواعد لستة اعلام في كل مربع وضعت فيها اعلام دول مجلس التعاون وصور القادة (العبارات الترحيبية بهم) على طول الطريق من المطار وحتى اشارة مرور شارع الخليج العربي. وتم ايضا زراعة المناطق المجاورة لقصر الامارات وتنظيف الاشجار وغسلها ونشر الرمل الزراعي بالمنطقة المحيطة بقصر الامارات وازالة المخلفات النباتية كما تم زراعة المناطق المحيطة بالمطار باشجار النخيل حيث بلغت اكثر من 699 شجرة بالاضافة إلى ازالة فسائل النخيل العشوائية وتنظيم المظهر العام للاشجار بالاضافة إلى تشكيلات الزهور والورود وملء المناطق الشاغرة بالاشجار والنباتات.كما تم تجميل الدوارات وتقليم الاشجار باشكال هندسية مع التركيز على المسارات والطرق التي سوف تسلكها وفود دول مجلس التعاون اثناء انعقاد القمة مثل شارع (بيتونه) وشارع الخليج العربي وطريق الكورنيش وجسر المصفح بالاضافة إلى توسيع حارات الطرق واعادة رصف الارضية. وقامت دائرة البلديات والزراعة ببلدية امارة ابوظبي ايضا بزراعة اعداد كبيرة من شتلات الزهور والتي بلغت حوالي ثلاثة ملايين شتلة بانواعها والوانها المختلفة وزراعة اكثر من 259 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء على جانبي الطرق المؤدية إلى قصر الامارات الذي ستعقد فيه القمة بالاضافة إلى اعمال تنظيف الطرق وازالة الاشجار العشوائية. كما قام قطاع المباني التابعة للدائرة بنشر 39 ألف علم من اعلام دولة الامارات كما تم نشر اضاءات متحركة و 32 قطعة على شكل عصن شجرة و40 قطعة على شكل زهرة الثلج و 60 قطعة على شكل شجرة الصبار تم استيرادها من ايطاليا و 28 قطعة وردة ضخمة و 69 قطعة لتشكيلات هندسية مختلفة كما تم استخدام 1200 رول للانارة و 1000 قطعة انارة على شكل النخيل.