في استفتاء نسائي خاص أجرته «الرياض» محوره (هل توافقين على الزواج من رجل أقل منك بالمستوى الوظيفي؟) أعربت 65٪ من نساء العينة عن موافقتهن على هذا الأمر، بينما لم توافق 19٪ منهن، واكتفت 16٪ منهن بالإجابة «بلا أعلم». العينة عشوائية ضمت 100 امرأة منهن 81٪ موظفة، 12٪ طالبة 7٪ ربة منزل.. وأعمارهن تراوحت ما بين أقل من 20 عاماً إلى أكثر من خمسين عاماً والنسبة العظمى منهن كانت أعمارهن ما بين 20 - 40 عاماً. كيف نقرأ هذه النتيجة؟ تقول الدكتورة أسماء الحسين الأستاذ المساعد بكلية التربية للبنات بالرياض قسم التربية وعلم النفس فتقول: «ان ارتفاع نسبة اللاتي يوافقن على الزواج من رجل أقل منهن بالمستوى الوظيفي يدل على أمرين برأيي: أولهما أن المرأة التي توافق على هذا غالباً تكون ليست بحاجة ماسة إلى المال، أو أن لديها دخلاً مادياً إضافياً أو خاصاً، وهو ما تبينه ضوابط أو خصائص العينة في هذا البحث الاستطلاعي، ولو رجعنا هنا إلى نسبة الموظفات لوجدناها نسبة مرتفعة 81٪ وهو أمر متوقع. فهنا يمكن تفسير هذه النتيجة أن المرأة تبحث في الزواج عن أمور أخرى أكثر أهمية لأنها مطمئنة على الجانب المادي أو المستوى المعيشي المعقول مقارنة بغيرها. أما الأمر الثاني فهو نظرة العينة للزواج، فالزواج ولاسيما في ظروف العاملات يترتب عليه فوائد أكثر أهمية واحتياجات أخرى إنسانية أي أن هذا يدل على أن المرأة التي لديها وظيفة حاجاتها ليست مادية بقدر ما هي إنسانية. فكون الرجل أقل منها بالمستوى الوظيفي أمر عادي ومقبول بالنسبة لكثير من النساء أو وفقا لهذه العينة على الأقل. والمرأة التي يكون مستواها الوظيفي أعلى من الرجل تقيس الأمر بمكانتها الاجتماعية من خلال الخروج إلى العمل، والمستوى الوظيفي العالي أو الجيد، أو من خلال إنجاب الأطفال، وهنا لن تنظر للمستوى الوظيفي للرجل بالأهمية. وفرص الاختيار بالتالي تكون كبيرة لهن ولهذا فأغلب أفراد العينة متزوجات بالفعل. ولو رجعنا إلى اعمار العينة لوجدناها أن هناك سببا إضافياً آخر وهو سن العينة فالنسب المرتفعة أو الاعمار الغالبة في هذه العينة أو المتوسطة للعينة يقع ما بين 20 - 35 سنة وهو السن الذي تحرص فيه المرأة على الاستقلال والإنجاب وتشعر بمرغوبيتها الاجتماعية. كما أنه السن الذي تنضج فيه المرأة وتشعر فيه بأهمية الزواج وتحصل على التوافق فيه، والزواج بهذه السن يمثل أهمية من ناحية الإشباع العاطفي والمشاعر الحميمة.