تواصلت امس الاثنين في مديتة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء عمليات البحث عن جثث في مقبرة جماعية تم اكتشافها في منطقة العريش في الضاحية الشمالية الشرقية لمدينة عدن وسط انباء عن ارتفاع عدد الجثث التي عثر عليها حتى الآن الى 24 جثة بعد ان تم العثور مساء الاحد على 8 جثث جديدة. وتوقعت مصادر امنية في عدن ارتفاع عدد الجثث الى نحو 40 - 50 جثة بعد اكتشاف المقبرة الجماعية أثناء حفر قطعة أرض مسورة مملوكة لأحد المواطنين بهدف تجهيزها للبناء. واوضحت المصادر ان الجثث التي تم العثور عليها كانت ملفوفة ببطانيات عسكرية وبينت الفحوصات الطبية الأولية التي أجريت عليها أنها تعود لعسكريين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و35 سنة. واضافت المصادر ان هناك جماجم وعظاما متناثرة يصعب معها تحديد العدد الحقيقي للجثث. وأوضحت «أن الجثث التي تم العثور عليها في منطقة الصولبان عبارة عن هياكل عظمية ملفوفة في بطانيات عسكرية وتكسوها بزات عسكرية، وفي البدء تم استخراج ست جثث بحضور الطبيب الشرعي وتم تحريزها وحفظها في ثلاجة مستشفى الجمهورية التعليمي وحتى الآن تم استخراج اكثر من 30 جثة ولازالت عمليات البحث جارية». وأكدت المصادر الأمنية أن التقرير الأولي لمعاينة الطبيب الشرعي للجثث المستخرجة بيّن «أن نتيجة الوفاة كانت بسبب طلق ناري على الرأس والصدر مما يدل أنهم أعدموا». وأضاف «أن عملية الدفن الجماعية للجثث تمت بطريقة عشوائية مما حال دون التعرف على هوياتها من خلال المعاينة الأولية، إلا أن العمر التقريبي للضحايا يترواح ما بين 25 إلى 35 عاماً». وفيما لا تزال عملية المسح مستمرة بحثا عن جثث أخرى في نفس المكان , رجح سياسيون في عدن أن تكون الجثث المكتشفة لضحايا عسكريين ممن قتلوا في أحداث 13 يناير عام 1986 خلال الصراع الدموي بين الأجنحة القيادية للحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم جنوب اليمن حينذاك وهو الصراع المسلح الذي ذهب ضحيته آلاف القتلى والجرحي, حيث تبين أن الجثث التي تم العثور عليها كان أصحابها قد أعدموا بالرصاص في رؤوسهم وفي منطقة الصدر وان البدلات العسكرية كانت تلبس فقط قبل احداث يناير 1986 ولم يتم لبسها بعد ذلك.