كثيراً مايذكر الكبار في السن بتحسر بالغ أن طعم الأطعمة لم يكن كالسابق، فطعم أطعمة يحبونها قد تغير فلم يعد لها نفس الطعم. وتغير طعم الأطعمة وتغير رائحتها ليست أمور تدل فقط على التقدم بالسن والحنين إلى الماضي ولكنها عوامل تدل على نقص معدن الزنك الذي كثيراً ما يرتبط بالتقدم بالسن! والمعادن عناصر كيميائية ضرورية لسير الجسم الحي بانتظام. وتوجد المعادن في الجسم بكميات قليلة ولكن تأثيرها على الجسم عظيم حيث يؤدي نقصها إلى أعراض تؤثر على صحة الجسدية والنفسية للإنسان. ويهتم الناس عادة بتعويض نقص الفيتامينات ونقص بعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم ولكن هناك معادن أخرى مهمة تلعب دوراً كبيراً في استفادة الجسم من الفيتامينات والمغذيات التي تصل إليه، وبدونها لا يستطيع الجسم الاستفادة من الفيتامينات وتمثيلها فمعدن الكروم يساعد على كفاءة عمل هرمون الإنسولين ولذلك فهو مهم لمن يعانون من مرض السكر2. كما أن نقصه في الجسم قد يكون أحد عوامل زيادة الدهون وفقدان كتلة العضلات مؤدياً إلى السمنة وضعف الجسم. أما الزنك أو الخارصين فيعتبر عاملاً مساعداً لأكثر من مائة إنزيم (إنظيم) والإنزيمات، كما هو معروف، تنظم التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم. ونقص الزنك يسبب بطء التئام الجروح وتغير مذاق الأطعمة وضعف حاسة الشم وتأخر النمو وتساقط الشعر ومشاكل البشرة والعشي الليلي وتأخر البلوغ. كما أن للزنك دوراً كبيراً في تقوية جهاز المناعة حيث يتأثر جهاز المناعة حتى بالنقص القليل في الزنك لأنه ضروري لنمو وتفعيل خلايا الدم البيضاء التي تمنع الإصابة بالعدوى ولذلك فوجوده عامل وقاية يعين على عدم الإصابة بعدد من الأمراض على رأسها الزكام. والكلوريد مهم كذلك لأنه يساعد على ثبات كميات السوائل في الخلايا وفي الدم. أما النحاس فيدخل في تشكل خلايا الدم الحمراء ونقصه يؤثر على امتصاص وتمثيل الحديد والاستفادة من البروتينات وانتظام عمل الإنزيمات. ونقص عنصر اليود يؤدي إلى جملة من المشاكل الصحية مثل الشعور بالإرهاق والخمول وزيادة الوزن وانتفاخ الوجه والإمساك ونقص النشاط الجسماني والعقلي. والمغنيزيوم حيوي للمحافظة على صحة الجهاز العصبي والعضلي ولذلك فتوفره في الجسم قد يقلل من احتمالات اعتلال القلب ويحد من شدة نوبات ضيق الشعب الهوائية. أما الفسفور فيعمل على رفع كفاءة امتصاص الكالسيوم فأخذ مكمل من الكالسيوم بدون أن يحتوي على فسفور يعتبر دون فائدة. والبوتاسيوم يعمل على خفض ضغط الدم ويحافظ على صحة القلب. أما السيلينيوم فقد اكتشف مؤخراً ارتباط نقصه بتدهور الخلايا وتأثر كفاءة الأنظمة الإنزيمية المضادة للأكسدة والإصابة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والأمراض العصبية. فإذا كان الفرد يعاني من علل ترفض الاستجابة للعلاج أو يشكو من أمراض تعاود الظهور فور توقفه عن علاجها يجب عليه التأكد من توفر مختلف المعادن المهمة في جسمه والتركيز على توفير ما ينقصه منها عن طريق تناول أطعمة غنية بها ليضمن حصوله عليها من مصادرها الطبيعية. [email protected]