القيادة تعزّي رئيس نيجيريا في وفاة محمد بخاري    قطاع التعدين السعودي الأسرع نمواً عالمياً    1.83 مليار ريال لبرامج تأهيل السعوديين لسوق العمل    جائزة التميز العقاري ترسيخ للتنافسية    الزهور الموسمية    غزة.. تصعيد عسكري يرفع حصيلة الشهداء إلى 100 وسط تفاقم الأزمة الإنسانية    اليابان وأوروبا تطوران شبكة أقمار صناعية    عرض صخرة مريخية للبيع    الهلال.. ريادة تتجاوز الميدان إلى ضمير الإنسانية    الفيفا يختار بونو وحكيمي ضمن التشكيلة المثالية لمونديال الأندية    في ختام الأسبوع الأول من منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. فريق VK Gaming يتوج بلقب لعبة Apex Legends    موجة حر قاتلة بإسبانيا    ضبط 393.4 كجم من المخدرات بعدة مناطق    مسؤولون وأعيان يواسون أسرة إسلام في فقيدهم" سداد"    الإناث يتفوقن كما ونوعا بمعرض تشكيلي    5 أغسطس.. نخبة سلالات الصقور تحلّق في سماء الرياض    سماعات الرأس تهدد سمع الشباب    نصائح طبية لتقليل التعرق    فوائد الخبز الصحية يوميا    مدير الأمن العام يزور المديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر ويبحث سبل تعزيز التعاون الأمني الثنائي    أخضر أشبال اليد يبدأ معسكره في الشرقية استعداداً للبطولة الآسيوية 2025    تعزيزًا للابتكار في الذكاء الاصطناعي الرياضي| SDSA توقّع مذكرة تفاهم مع معهد البحوث والدراسات بالجامعة السعودية الإلكترونية    محمد بن عبدالرحمن يستقبل نائب أمير جازان وسفير عمان    مطالبات شورية باستقطاب رؤوس الأموال السعودية في الخارج    جمعية تأهيل.. صرحٌ إنساني تتوهج فيه الإرادة ويتجسد التميز    تقرير أعمال الهلال الأحمر على طاولة سعود بن نايف    ثلاثي الهلال ضمن التشكيلة المثالية لمونديال الأندية    السوبر.. هذه النتيجة!    «المتاحف» بالتعاون مع «التراث» تدعو الباحثين للمشاركة في مؤتمر البحر الأحمر    القيادة تهنئ الرئيس الفرنسي بذكرى اليوم الوطني    تشغيل 10 مشاريع طاقة متجددة خلال عام    الأسواق السعودية بين مكاسب النفط وضغوط التضخم    بأمر وزير الدفاع.. إجراء عملية قلب نادرة لطفلة سودانية    187 ألف مستفيد من الخدمات الشاملة بالمسجد النبوي    مذكرة تفاهم للتعاون القضائي بين السعودية والمجر    51 شهيدًا و143 مصابًا في قصف إسرائيلي على غزة    الاتفاق يطير بموهبة إفريقيا    مفردات من قلب الجنوب ٣    رواد التأثير والسيرة الحسنة    تجمع القصيم الصحي يُطلق خدمة النقل الطبي غير الطارئ لمستفيدي الرعاية الصحية المنزلية    تعامد الشمس على الكعبة المشرفة غدا الثلاثاء    اعتدال و تليجرام يكافحان التطرف الرقمي بإزالة 30 مليون مادة متطرفة    لتعريف الزوار ب«الأثرية».. جولات إثرائية لإبراز المواقع التاريخية بمكة    المحتوى الهادم.. يبدأ بحجة حرية التعبير وينتهي بضياع القيم    فريق VK Gaming بطلاً لمنافسات لعبة Apex Legends بكأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025    عرض«روكي الغلابة» 30 يوليو    جدل حول تصريحات المبعوث الأمريكي.. الجيش اللبناني: لا مسلحون في المناطق الحدودية مع سوريا    أكد تعرض أوكرانيا لوابل من الهجمات.. زيلينسكي: تحييد مسيرات "شاهد" مفتاح إنهاء الحرب    تدشين الخطة الإستراتيجية "المطورة" لرابطة العالم الإسلامي    ترجمة مسرحية سعودية للغتين    «جامعة نايف الأمنية» تحصد اعتماداً فرنسياً في عدة برامج    «إثراء» يمتّع الصغار بفعاليات متنوعة.. وحرارة الطقس تزيد الإقبال على «المولات»    أمير الشرقية يستقبل سفير جورجيا    أمير منطقة جازان يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بالمنطقة    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الشثري    نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.. نائب أمير مكة يتشرف بغسل الكعبة المشرفة    هنا السعودية حيث تصاغ الأحلام وتروى الإنجازات    أمر ملكي: تعيين الفياض مستشاراً بالديوان الملكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تتكون حصيات الكلى..؟
نشر في الرياض يوم 04 - 12 - 2005

حصيات الكلى المنتشرة عالمياً وخصوصاً في بعض الدول العربية كالمملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج وفي بعض المناطق المحددة من العالم لم تحظ باهتمام طبي جاد حتى الآن لمعرفة أسبابها الجزيئية التي تتحكم بتكوينها، والمعروف عنها انها تحتوي في معظمها على مادتين الكلسيوم والاوكسالات بسبب فرط افرازها في البول. وحيثما انه لا يمكن وضع حد للإصابة العالية بتلك الحصيات والوقاية من معاودتها بعد المرور التلقائي أو العلاج وذلك بمعدل حوالي 60٪ على مدى 20 سنة، إلا باكتشاف التغييرات الجزيئية التي تسببها كما وصفها الدكتور «كول» من الولايات المتحدة في نشرة حديثة للجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية والتناسلية. ورغم ان المعالجة الحديثة التي تقوم بتفتيت الحصيات بالصدمات الخارجية أو الداخلية أو بالليزر وبالمويجات الفوق الصوتية سهلت معالجة تلك الحالات بدون اللجوء إلى الجراحة المفتوحة كما كان مطبقاً في الماضي، إلا أن تلك المعالجة المبسطة لا تعالج أسباب تلك الحصيات بل إنها تزيلها مؤقتاً لتعود في الكثير من تلك الحالات لتنغص حياة المريض بالآلام المبرحة والأعراض السريرية الأخرى كالغثيان والقياء والبيلة الدموية والالتهابات البولية ونادراً الفشل الكلوي نتيجة انسداد الحالب أو الكلية التام أو الجزئي. فما هي أسباب تكوين تلك الحصيات ولماذا تتعاود بنسبة عالية وما هي التغييرات النسيجية والعوامل الجزئية التي تساهم على تكوينها؟
هنالك عوامل داخلية وخارجية التي تلعب دوراً أساسياً في تكوين تلك الحصيات. من أبرز الأسباب الخارجية التي تؤثر على تركيب البلورات في البول ونزيد تركيزها وتسبب الآفات في لبيبات الكلى التقليل من شرب السوائل والحمية الغنية بالكالسيوم والتشوهات الجينية والعوامل الاستقلابية والعمر والجنس والطفس والمقام الاجتماعي والمهنة التي تساهم في تدني كمية البول المفروزة يومياً وتزيد معدل الكالسيوم والاوكسالات فيه وتبدل حموضته وتنقص نسبة المثبطات لتكوين الحصيات وتزيد المخففات التي تساعد على ذلك الموجودة في البول. فإن الفرط في تناول البروتين الحيواني مثلاً كاللحوم الحمراء والمؤكولات الغنية بمادة الاوكسلات والتقليل من شرب السوائل يعرضون الشخص إلى الإصابة بالحصيات الكلوية. وأما بالنسبة إلى العوامل الداخلية فإنها تشمل التشوهات الجينية وعمر المريض وجنسه، وبعض الحالات الاستقلابية وتناذر سوء الامتصاص الامعائي والحماض الكلوي النبيبي وبعض الآفات الكلوية التي لا تزال مجهولة. وجميع تلك العوامل قد تسبب عطلاً وضرراً وتكاثراً في خلايا النبيبات الكلوية مما قد يؤدي إلى احتباس العديد من البلورات البولية وتراكمها حول بؤرة مرضية في البول مسببة الحصيات الكلوية.
وبعد تلك المقدمة سنحاول الآن مراجعة العنصر الجزيئي الأساسي المسؤول عن تلك الحصيات بالتفصيل. إن الخلفية الجينية قد تلعب دوراً أساسياً إذ إن نسبة الإصابة بالحصيات أقل بكثير عند الأشخاص السود مقارنة بالبيض البشرة فضلاً عن ان عمر المريض وجنسه قد يؤثران أيضاً على تكوينها حيثما ان معدل إصابة الرجال هي 3 اضعاف أكثر من إصابة النساء بهذه الحالة وان قمة حدوثها تقع في العقد الثالث والرابع من العمر. وهنالك أيضاً بعض الأمراض الوراثية النادرة التي تترابط مع فرط إفراز الاوكسالات والسيسيتين والكزاسين في البول وتقترن بنسبة عالية من الحصوات الكلوية بسبب زيادة تركيز تلك المواد الكيماوية البولية مما يغمر قدرة الكليتين على امتصاصها فيزيد افراغها في البول مع احتمال عال في تكوين الحصيات. وقد يحدث ذلك أيضاً في بعض الحالات الاستقلابية حيثما يفرط افراز الاوكسالات والكالسيوم في النبيبات الكلوية وتزيد تركيزها البولي. وأما بالنسبة إلى حالات الحماض الكلوي النبيبي فإن هذه التناذر يتسم بعطل في النبيبات الكلوية يسبب افراز كمية عالية من الهدرجين H+ الذي يؤدي إلى فرط حموضة البول وتدني كمية المثبط للحصيات السيترات مما يزيد نسبة الإصابة بالحصوة الكلوية لا سيما أن حوالي 70٪ من الأشخاص المصابين بهذا التنادر من فئة 1 و3 الذي يصيب النبيبات القاصية في الكلية يصابون بالحصيات.
من المتفق عليه من الناحية الفيزيولوجية الكيماوية أن تكوين الحصيات يتطلب زيادة تركيز بعض البلورات التي تحتوي على الكلسيوم والاوكسالات أو الفوسفات بدرجة يصعب على البول المحافظة عليها في حالة ذوابية خصوصاً في النبيبات مما يتيح لها البدء بالترابط فتنجرف منها إلى الكؤوس حيث تتعلق بالخلايا الظهارية في حليمة الكلوة وتسبب آفات النبيبات حيث تتفاعل البلورات معها ويساعد ذلك على افراز بروتينات مختلفة قد تلعب الدور الأساسي في تلك الآلية المرضية من حيث تسبب بعض التشوهات الجينية وانشاء الحمض النووي أو الدنا المشوه وتساهم في نمو الخلايا وموتها المبرج. وقد أبرزت دراسة قام بها الدكتور «كول» من جامعة كولورادو في مدينة دانفر الأمريكية ان بلورات الكالسيوم والاوكسالات البولية تحث افراز السبيل الإشاري لبروتين MAP-P83 الكينازي الذي يلعب دوراً أساسياً في تعديل الاستجابة البيولوجية للخلايا الكلوية مع بلورات الكالسيوم والاوكسالات مما يسبب تفاعلات عديدة تشمل موت الخلايا وإنتاج الحمض النووي المشوه والتعبير الجيني الخاص التي اظهرت ولأول مرة قدرتها على المساهمة الفعالة لتكوين الحصيات البولية. ورغم ان تلك النظرية الحديثة المبتكرة تشير مبدئياً إلى تفاعل البلورات البولية مع الخلايا الظهارية الكلوية في تسبب الحصيات إلا إن اثباتها يحتاج إلى الأبحاث الاضافية قبل تبنيها ولكنها فتحت أفقاً جديدة في تفهمنا للعملية الاعراضية الأساسية في تكون الحصيات لا سيما إنها اقترحت نظرية افتراضية تقوم على أساس مبسط وجذاب يمكن أن يساعد على تطبيق سبل وقائية ضد حدوث الحصيات البولية إذ إنها تشير على احتمال تكوين البلورات كخط دفاعي للجسم للمحافظة على الماء وتفريغ بعض المواد السامة كمركب الكلسيوم الأساسي في تكوين الحصيات. ففي الحالة الفيزيولوجية الطبيعية تمر البلورات في النبيبات الكلوية فتحث الخلايا الظهارية إلى إفراز بروتينات تغلفها وتمنع تعلقها بتلك الخلايا وتسهل افراغها في البول. وأما في حال حصول فرط لتلك البلورات فقد لا تكفي البروتينات في تغليفها جميعاً فترتبط بعضها بالخلايا النبيبية وتبدأ عملية تكوين الحصوة. وقد يحصل ذلك أيضاً إذا ما حصلت تشوهات في تلك الخلايا تمنعها عن افراز تلك البروتينات الضرورية لتثبيط تلك الآلية الامراضية لا سيما ان ظهارة النبيبات مختصة في التخلص من الفضلات البلورية.
والجدير بالذكر أن تلك النظرية قد تستوعب التشوهات الجينية والاضطرابات الاستقلالبية وتأثير الحمية الغذائية والعوامل الأخرى في تكوين الحصيات إذ إنها قد تنجح في تفسير تأثير بعض الحالات المرضية كفرط افراز الاوكسالات في البول والأذى الذي قد تسببه بعض المواد السامة على الخلايا الكلوية نفسها كما انها تبرز مفعول فرط الكالسيوم في البول على عدم إمكانية خلايا النبيبات في افراز كمية كافية للبروتينات لتغليفها ومنع تقيدها بتلك الخلايا مما يزيد تركيزها البولي وترسبها على حليمات الكلية كعملية أولية لتكوين الحصيات. وذلك يشدد أهمية المثل الشائع «درهم وقاية أفضل من قنطار علاج» الذي يوحي بشدة إلى الافراط في شرب السوائل لوضع حد لفرط افراز البلورات في البول وتخفيف تركيزها واتباع النصائح الوقائية الأخرى التي قد تنجح في الوقاية من الإصابة بالحصيات وتقلل من نكسها إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.