البلوتوث، ومن لا يعرف هذه الخاصية في زماننا هذا، زمن العجائب والغرائب، هو الفتنة الجديدة التي كلما أريد لها أن تهدأ عادت وتحركت وازدادت فتنة وشراً، وإن كان لها أن تكون قمة في الفائدة بحيث سهلت تناقل المعلومات بين الجوال والآخر وبين الجوال وجهاز الحاسب، واليوم في هذا التحقيق نلتقي مع مجموعة ممن حدثت لهم مواقف محرجة أو طريفة أو غريبة بسبب هذه التقنية وكذلك سنعرض نتائج بحث دام شهراً تقريباً في الأسماء التي يتخذها الناس لأنفسهم على خاصية البلوتوث وما يمكن أن يكون هناك من فائدة من هذه الأسماء خاصة مع قلة الاستخدام الملحوظ في التناقل للبيانات عما كانت علية في السابق. حادثة النهضة أول الصيد لا شك أن حادثة النهضة وما قام به مجموعة من المراهقين بتصوير أنفسهم بشكل فاضح وهم يرتكبون عملاً مخلاً في مكان عام كانت آخر وأشهر الصيد بعد حوادث أخرى مشابهة على درجات متفاوتة من الخطورة تبدأ من أن يصور الشخص نفسه مع محارمه في رحلة أو في المنزل وتنتهي الى مشاهد أخلاقية خطيرة لشباب في الخارج، وبهذا تظهر خطورة البلوتوث على صاحبها قبل أن تكون خطراً على الآخرين فاللقطات والأفلام والصور يمكن أن تنتشر بسرعة هائلة بين الناس وتصبح فضيحة ولهذا فإننا في بداية هذا التحقيق ندعو الجميع بلا استثناء إلى ان يخلوا جهازهم تماماً من أي مشاهد مخلة حتى وإن كانت لا تمت لصاحب الجهاز بصلة لأن الجهاز قد يضيع وقد يقع في يد أطفال وقد يتعطل فتضطر إلى إرساله إلى الصيانة وهكذا واليكم مجموعة من القصص الغريبة التي تم تجميعها ممن تحدثنا إليهم ولن نذكر أي اسم بناءً على طلبهم ولن نذكر القصص المخلة أيضاً أو التي تنتهي بتعارف غير شرعي وما شابهه. موقف مزعج يقول أحد المشاركين معنا في هذا التحقيق إن لديه وصلة بلوتوث مرتبطة بجهاز الحاسب يستخدمها ابنه باستمرار لتحميل جواله بالنغمات والثيمات وغيرها والتي يتم تحميلها من الإنترنت وعند الرغبة في تنزيل أحد الملفات من الحاسب إلى الجوال يقوم الحاسب بعملية بحث عن الأجهزة المتوفرة ثم تختار جهازك ثم تبدأ عملية التحميل وهكذا.. ويضيف في وقت متأخر من الليل وجد اسما مستعارا غريبا في قائمة أسماء البلوتوث التي اكتشفها الجهاز فقام بسؤال زوجته وابنه والعائلة عمن لديه جهاز به بلوتوث غير ابنه وهو حيث أن زوجته لديها جوال نسائي صغير الحجم بدون خاصية البلوتوث ولكنه لم يجد أي إجابة مفيدة وكان منزلة محاطا بأرض وفيلا تحت الإنشاء وأخرى مكتملة معروضة للبيع تغلق عند العاشرة مساءً فأخذ ينظر من النوافذ في المناطق المحيطة وكانت الفيلا تحت الإنشاء مظلمة جداً، أما الأخرى التي كانت مغلقة دائماً في هذا الوقت فقد لاحظ وجود ضوء في غرفة واحدة فقط وباقي الفيلا مطفأة تماماً ولأن الاسم المستعار كان (جوري) وهو اسم مستعار محبب لدى الكثير من النساء فقد كان يشعر بأن الموضوع غير مريح فخرج من المنزل وذهب إلى الفيلا المطفأة ووجد سيارة غريبة ليست لصاحب الفيلا الذي يعرفه، فطرق الباب عدة مرات ولم يجب عليه أحد فعاد إلى المنزل وخلال دقائق سمع صوت السيارة تعمل وتنطلق وعندما بحث من جديد في البلوتوث اختفى الاسم المستعار فقام بالاتصال بصاحب الفيلا الذي لم يكن لديه أي فكره عن نوع السيارة أو من يكون قد دخل إليها، فقرر تغيير المفاتيح. موقف محرج جداً يقول أحد الشباب إن عائلته اعتادت على الاجتماع أسبوعياً في منزل الجد، وفي أحد الاجتماعات كان ينوي إرسال أحد الملفات إلى قريبه في المجلس فقام بالبحث عن الأسماء المستعارة للبلوتوث لكي يقوم بعملية الإرسال ويضيف أنه عندما بدأ يقرأ الأسماء المستعارة وجد اسما مستعارا أنثويا غير أخلاقي أبداً وكأن البنت تصف نفسها بصفة غير أخلاقية أبداً والعياذ بالله ويقول لقد أصبت بصدمة عنيفة، فمن تكون هي؟ فجميع من في البيت أخوات وزوجات إخوة ومتزوجات ومتعلمات فكيف يمكن لأي واحده من العائلة ان تصف نفسها بهذا الشكل؟ وكان أن يصاب بدوار ورعشة وثارت دماؤه من الداخل ولا يعلم كيف يتصرف، فهل يدخل ويطالبهن بتسليمه الجوالات ويقوم بنفسه بالبحث فيها مما سيسبب إحراجا كبيرا وتدخلا في الخصوصيات وفجأة وقعت عينية على أخوه الأصغر وهو شاب في العشرين من عمره ومشاغب جداً وصاحب مقالب فالتف إليه وناداه باسمه قائلاً: أقول أنت وش مسمي نفسك في البلوتوث، فتغير وجه أخوه وبدا عليه الإحراج والخجل ورد: وش أسوى ما حد رضى يعطيني وجه في المطعم قمت غيرت اسمي إلى هذا الاسم وانكبت علي الرسائل ونسيت امسح هذا الاسم، فتحول الموقف الرهيب إلى موقف فكاهي وحمدت الله أنه ألهمني الصبر والحل. وفي نفس الإطار يتحدث شباب آخرون انهم بالفعل يلجاؤن إلى تغيير أسمائهم إلى اسم مستعار نسائي جذاب لجذب الشباب لكي يرسلوا لهم بعض الملفات النادرة والجديدة، ويحكي أحدهم قصته مع زميله في أحد المطاعم التي يوجد بها قسم عائلي وبعد ان أكلوا قرروا المراسلة بالبلوتوث للتسلية وكان أحدهم يستقبل ملفات بشكل مستمر بينما عجز الآخر عن استقبال أي ملف وأعرض الجميع عن الرد عليه أو حتى استقبال ملفات منه، ويقول لقد كنت أضحك وابدي سعادتي في كل مرة تأتيني رسالة لكي أشعره بالحسرة وحتى هو أرسل لي دون أن يعلم وتجاهلته لأزيد حسرته وكان السبب الرئيسي هو انني اخترت اسما أنثويا ناعما جداً وأقوم بين الفينة والأخرى بتغييره إلى اسم اكثر جاذبية ولكن فجأة تغيرت الأمور وأصبح هو يستقبل وأنا لا وتوجه الشباب إليه وتركوني فحاولت أن اعرف السبب فرفض إخباري كيف فعلها وفي بحثي وجدت اسما مستعارا (وحيدة وزهقانة) وكنا قد قضينا وقتاً طويلاً وتعبنا من الجلسة فقمنا وافترقنا في تلك الليلة وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى السوق سوياً وقمت بالبحث في البلوتوث وفي العادة لا تتم أي مراسلات في الأسواق لأن الجميع منشغل بالمقاضي ولكنني وجدت الاسم (وحيدة وزهقانة) فاندهشت هل يعقل أن تكون هناك وحدة معنا في المطعم واليوم معنا في السوق فأخبرت صاحبي عن الأمر باندهاش فضحك ضحكه ساخرة وقال: آه لقد نسيت أن أغير اسمي المستعار من ليلة أمس يا الدلوعة. مناحي في باص الجامعة يقول أحد الموظفين إنه كان عائداً من العمل مع زميله الذي يسكن في حي قريب وكان يجلس في الكرسي بجانب السائق، وفي وسط زحام العودة من الدوام في طريق الملك فهد لاحظ وجود باص لبنات الجامعة وهو مظلل تماماً فقام بتشغيل البلوتوث والبحث عن الأسماء المستعارة فوجد اسمين أحدهما اسم (أخت مناحي) وهو اسم مرح يذكرنا بقصة مناحي وإخوانه فأرسل رسالة بالبلوتوث فاستقبلتها فوراً فأرسلت هي رسالة كرتونية كوميدية محترمة فخجلت أن أرسل رسالة غير جيدة فتزعل فكنت أبحث عن المشاهد المؤدبة وأرسلها ويضيف انها المرة الأولى التي لا أشعر فيها بالملل من الزحام بل العكس مرت بسرعة ولا أعلم إن كان ما قمت به محرماً أم لا حيث لم يكن هناك أي اتصال أو محادثة أو شيء مخل أبداً وإنما تبادل ملفات مثل ما يتم في الإنترنت عبر المجموعات وغيرها. أسماء غريبة على البلوتوث أما أسماء البلوتوث المستعارة والتي يسجلها الناس على جوالاتهم لتظهر للآخرين فهي قصة أخرى تحتاج ربما لاخصائيين اجتماعيين ونفسيين لتفسير الأسباب التي تدفع الناس إلى اختيار اسم أو صفة معينة على جوالاتهم تظهر للآخرين عندما يبحثون عن الأجهزة القريبة، وخلال أكثر من شهر من البحث في الأسواق المكتظة وفي المطاعم تم تجميع مئات من الأسماء وكان الكثير منها مكرراً، ويمكن أن يتم تصنيفها إلى عدة أنواع نظراً لكثرتها وتنوع مزاجات أصحابها، وأعمارهم واهتماماتهم، فقد قسمناها إلى أسماء تختص بأسماء أندية مثل «مجنونة الزعيم»، وأخرى فيها شئ من المفاخرة والغرور مثل «شموخ ومهابة» و«أحلاهن وتسواهن» و«الفتى المغوار»، وثالثة تتميز بلمسة عاطفية وألم دفين مثل «مرهفة الإحساس» و«رومانسي» وأيضاً «رومانسي لكن منسي»، ورابعة فيها كوميديا غريبة تتذكر معها ضحكة منسية في مكان ما مثل «عيدة بنت سعيد» و«شندرة بن عداد» و«بردوق صندقان» وليس كلها يسمح المجال لذكرها، وهناك أسماء مأخوذة من مسميات بعض أبطال المسلسلات المحلية مثل «الشيخ فؤاد بن...» و«مرمر زماني» و«تيلي تبيز» و«ون يير تو ييرز نو ووتر»، وأسماء أخرى تبحث في البلوتوث عن غايات معينة فمثلاً قد تجد اسم «قصدي خير» فربما يكون صاحبه يبحث عن زوجة.