استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في قصر سموه بالعزيزية أمس دولة رئيس وزراء جمهورية العراق الدكتور ابراهيم الجعفري والوفد المرافق. وقد رحب سمو ولي العهد بدولته والوفد المرافق له في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية متمنيا لهم طيب الإقامة. من جهته عبر دولة الدكتور ابراهيم الجعفري عن بالغ شكره وتقديره لسمو ولي العهد على الحفاوة وحسن الاستقبال الذي قوبلوا به منذ وصولهم متمنيا للمملكة دوام التقدم والازدهار. وجرى خلال الاستقبال بحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية وخاصة الوضع في العراق. واستمع سمو ولي العهد الى آخر التطورات على الساحة العراقية مؤكدا سموه أن العراق الشقيق في قلوبنا داعيا الله أن يلتئم شمل الشعب العراقي لخير وحدته ووطنه وأن يحميه من كل سوء. وجدد دولة رئيس وزراء العراق تقديره لمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في الحفاظ على وحدة العراق شعبا وأرضا. حضر الاستقبال معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى الدكتور سعود المتحمي الوزير المرافق ومعالي نائب رئيس ديوان سمو ولي العهد الأستاذ حمد عبدالعزيز السويلم والسكرتير الخاص لسمو ولي العهد الأستاذ محمد سالم المري. كما حضره من الجانب العراقي المستشار السياسي الخاص لرئيس الوزراء فالح فيصل الفياض ورئيس ديوان الوقف الشيعي صالح محمد الحيدري ورئيس ديوان الوقف السني الدكتور أحمد عبدالغفور السامرائي. وعقب المقابلة قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تصريح للصحافيين ان دولة رئيس الوزراء العراقي ومرافقيه قد شرفوا بلدهم الثاني ونتمنى لهم كل توفيق ونجاح وللشعب العراقي الشقيق كل المحبة والتقدم. وأضاف سموه يقول ان العراقيين أصحاب رأي ولا يأخذون الرأي من الآخرين ونحن ثقتنا كاملة في المسؤولين العراقيين في أن يحكموا العقل بينهم ويعيدوا للعراق أمنه واستقراره. وحول التجربة السياسية الجديدة في العراق قال سموه انها تجربة صعبة، ولكن العقول والرجال في العراق سيذللون كل الصعاب إن شاء الله. من جهته تحدث دولة رئيس الوزراء العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري للصحفيين فقال ان زيارتي للمملكة تأتي لترسيخ العلاقة الحميمة التي تربط المملكة العربية السعودية بالعراق وهي علاقة متجذرة وقديمة تتشابك فيها المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين والأعراف والتقاليد وتراكيبنا القبلية. وأضاف دولته يقول ان المملكة العربية السعودية دولة مجاورة للعراق وهي بلد الحرمين الشريفين ووقفت الى جانب العراق مواقف مشرفة فلقد زرتها عندما كنت معارضا عام 1991م عندما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وليا للعهد وتشرفت بزيارة المملكة العربية السعودية عدة مرات بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق مؤكدا أن المملكة وقفت الى جانب العراق في الظروف الصعبة وفي نفس الوقت تضررت كما تضرر العراق فقد تضررت بسبب دكتاتورية صدام حسين وتضررت بسبب الإرهاب. وقال ان عدونا مشترك أيام كان صدام والدكتاتورية والآن عدونا مشترك وهو الإرهاب. وأضاف أن المملكة العربية السعودية لها ثقلها الإسلامي والدولي وعندما نتحاور مع العقل السعودي السياسي نتعاون مع عقلنا، ولذلك هناك الكثير من الأمور المشتركة بيننا وبين المملكة، وكلما طورنا الخطاب وقاربنا وجهات النظر كلما انعكس ذلك على العالم العربي والعالم الإسلامي وكذلك على العالم أجمع. وأردف الدكتور الجعفري قائلا لقد استمعنا للقيادة في المملكة العربية السعودية وأسمعناهم أيضا صوت العراق وما حصل في العراق سواء في لقائنا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وحول محادثاته مع سمو ولي العهد قال اننا بحثنا الوضع السياسي وتطورات التجربة السياسية في العراق والمراحل القادمة في العراق وتطور الوضع الأمني واستحكام القبضة الأمنية رغم وجود بعض التحديات كما ناقشنا الهموم المشتركة وأهمية التجارة المشتركة بين العراق والمملكة ووقوف المملكة في هذه المرحلة بالذات وأهمية وقوفها سندا قويا للعراق على الصعيد العربي، وكذلك على الصعيد الدولي وقد تلقينا اشارات إيجابية وأبدى المسؤولون في المملكة العربية السعودية تفهما ممتازا وهم يتحدثون عن العراق كما يتحدث أي عراقي ان لم نقل أكثر من بعض الشخصيات العراقية بوعي ومحبة للعراق.