المتحف المصري في القاهرة اسم يذكر فيتبادر الى الذهن صورة رائعة لحقبة زمنية قديمة جمعت في مكان واحد لتكون ملتقى السياح من شتى بقاع العالم ليشاهدوا روعة الفراعنة وحضارتهم التي مازال يكتشف منها الكثير في الوقت الحاضر. وتضم مصر بين جنباتها ثلث آثار العالم مما يجعلها بمثابة اكبر متحف مفتوح في العالم فتاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث ابدع الإنسان المصري القديم وقدم حضارة عريقة رائدة سبقت حضارات شعوب العالم في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها. وتتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهداً للحضارة الفرعونية وحاضنة للحضارة الاغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية وحامية للحضارة الإسلامية لذلك يهتم جميع السياح من شتى بقاع العالم على زيارة مصر والاستمتاع والتأمل بالحضارات المتعاقبة عليها. وتزخر المحافظات المصرية بالعديد من المتاحف المنتشرة التي تضم الكثير من المقتنيات الاثرية وتمثل كافة انواع النشاط البشري والاجتماعي والسياسي والعسكري والثقافي التي تلقي الضوء على مراحل هامة في التاريخ للحضارة المصرية والحضارة الإنسانية بوجه عام. ويتميز المتحف المصري الذي انشئ قبل مائة عام (1902م) بأنه اكبر متحف في العالم يضم حضارة شعب واحد فمتحف (اللوفر) بباريس او المتحف (البريطاني) بلندن اكبر منه بثلاثة اضعاف تقريبا لكن لا يضم اي منهما حضارة شعب واحد. كما يتميز المتحف بانه اول متحف في العالم صمم ونفذ منذ البداية ليؤدي وظيفة المتحف عكس ما كان شائعاً في اوروبا من تحويل قصور وبيوت الامراء والنبلاء الى متاحف. يذكر ان الحكومة المصرية اسست المتحف المصري عام 1835 بهدف تجميع الآثار الفرعونية التي تملكها الحكومة ثم شيد المتحف الحالي عام 1900 برسومات من تصميم الفنان الفرنسي مارسيل دورجونون حيث ضم المتحف اكثر من 120000 قطعة اثرية. ومن بين القطع الاثرية يضم المتحف تحفاً اثرية من عهد الاسرة الفرعونية من الحقبة المتوسطة والتي تم العثور عليها في دهشور ومقبرة الملك تحتمس الثالث وآثار من عهد امننحتب وحور محب وقناع توت عنخ آمون. وظلت الاثار المصرية يتولى شؤونها علماء فرنسيون الى ان قامت ثورة 23 يوليو 1952 لتؤول للادارة المصرية المقتنيات التي يضمها المتحف. وتمثل هذه المقتنيات مراحل الحضارة المصرية من اقدم العصور حتى اوائل العصر المسيحي في اقسام عن فجر التاريخ وما قبل الاسرات وبداية الاسرات والدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة والعصر الفرعوني والعصر اليوناني والروماني. كما شملت الآثار في المتحف التاريخ الطبيعي والمومياء والحلي والنقود والبردي والحياة اليومية كما يتوفر للمتحف مكتبة عالمية التخصص في الحضارة المصرية. ويضاف الى خدمات المتحف وتجهيزاته خدمة الدليل الالكتروني الذي يعد اول استخدام لهذا النظام في العالم وهو كمبيوتر يدوي مخزن عليه معلومات تاريخية عن كل القطع الموجودة بالمتحف لتمكين الزائر من معرفة هذه المعلومات مع امكانية التعليق الصوتي المسموع كما يمكن للزائر من خلال الانترنت التجول داخل المتحف عن بعد. وكانت الحكومة المصرية قد وضعت حجر الاساس لاكبر متحف للآثار في العالم في السابع من ديسمبر الماضي في احتفال عالمي اقامته وزارة الثقافة وحضره العديد من الشخصيات الثقافية والسياحية. و خصص لهذا المتحف «117» فداناً بطريق الاسكندرية الصحراوي ووافقت عده جهات لتمويله منها البنك الدولي وصندوق الانماء الدولي بتكلفة 350 مليون دولار وفائدة 0,5 بالمئة مع ففترة سماح تبلغ «20» عاما ويستغرق التنفيذ ثلاث سنوات.