يخطئ من يعتقد بأن أهمية الدول تقاس بمساحاتها الجغرافية، أو حتى بعدد سكانها، أو ثرواتها، إذ ان التاريخ يحفل بالكثير من التجارب، والشواهد التي استطاعت فيها دول صغيرة الحجم قليلة الإمكانات، أن تسطر اسمها لامعا في مفكرة التاريخ، من خلال ما قدمته من إضافات للفكر الانساني، معتمدة في بنائها على العقل، من خلال بناء الانسان الذي يعد دائما المصدر الأهم للعطاء، باعتباره الصانع الحقيقي للحضارات. كما أن الانسان عمليا هو الضامن الحقيقي لاستمرار العطاء وتطويره، ومواكبة مسيرة العلوم في كل اتجاه، لخلق جيل متعلم وواع، يستطيع تحديد أولوياته ورسم الخطط الذكية والفعالة للوصول إليها. مقدمة كان لابد منها ونحن نتحدث عن دولة فتية في عمرها صغيرة في مساحتها الجغرافية، ألا وهي الإمارات العربية المتحدة، تلك الدولة الحضارية التي لا يزيد عمرها عن 44 عاماً، استطاعت خلالها أن تبرهن للعالم أن الانسان قادر على صنع المعجزات، إذا ما وفرت له الامكانات وآليات التشجيع والثناء، وأن القيادة الحكيمة والمتبصرة في الأمور في أي بلد من العالم تستطيع أن تستنهض قوى شعب كامل، وتوجيهها نحو الأمام لبناء المستقبل، وتجاوز كل العقبات التي تعترض طريق هذا الشعب أو ذاك، وهنا يكمن الدور الفعال للقيادة والطليعة في أي بلد من العالم، فدولة الإمارات كدولة شابة استطاعت أن تخترق جدران الجهل، وتمسح غبار السنين الغابرة، من التخلف والفقر، تمكنت في هذا الحيز الزمني القصير، أن تضع لنفسها مكانة ومكاناً في عالم العلم والمعرفة، دولة لابد من التوقف عند تجربتها التي تعد مثالاً يحتذى به، عندما يكون الحديث عن الإرادة والوعي وحب العطاء والاخلاص، واستطاعت بفضل وعي قيادتها وتفاني شعبها في العطاء ووقوفه خلف هذه القيادة أن تخط اسمها بين الدول الرائدة عالمياً، على كل الصعد وفي مختلف المجالات. فكيف لدولة فتية حديثة أن تغزو الفضاء الخارجي، وأن تنشئ جيلاً من المتعلمين، وتبني وطناً حقيقياً، ما لم تكن متربعة على عرش الحكمة وممسكة بكل قواها بناصية العلم والمعرفة، وكيف لدولة فتية تعبر كل هذه الحدود ما لم يكن لديها قيادة مخلصة مؤمنة وواعية، لا تهاب التحديات والصعاب مهما كبرت. قيادة تؤمن أن لا مستحيل يستطيع أن يقف في طريق الشعوب المؤمنة بكرامتها والمكافحة من أجل الحضارة والرقي، وصون كرامة الانسان أيضاً، فها هو مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور ناصر الأحبابي، يخبرنا بفرحة المنتصر: "إن هذه الدولة الفتية ستمتلك في غضون الفترة المقبلة عشرة أقمار صناعية، في حين بلغت الاستثمارات الإماراتية نحو عشرين مليار درهم". وهو رقم كبير جداً إذا ما قيس بحجم دولة الإمارات، وحداثتها، إذ أنها بذلك تقف منافساً حقيقيا في هذا المجال الرائد، ويستعرض الأحبابي مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخي في مجال الفضاء، والمتمثل في إنشاء وكالة الإمارات للفضاء وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي بقيادة فريق عمل إماراتي إلى كوكب المريخ بحلول العام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. إنها اخبار ليست عادية أبداً بالنسبة لدولة صغيرة كالإمارات، لكنها ليست مستهجنة على تلك الدولة التي قام على بنائها رجال آمنوا بأهمية العلم وقداسة الفرد، ونهلوا من مدرسة القائد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي ما انفك خلال كل سني عمره يبشر بالعلم ويدعو له، ويؤكد على أهمية وبناء الانسان قبل المصنع، رجل امتلك من رجاحة العقل الكثير، وبلغ من الذكاء والاخلاص مبلغاً، فكان على الدوام قدوة لمن خلفوه في قيادة الإمارات، والامساك بدفة السفينة التي تبحر نحو المستقبل باسم دولة الإمارات العربية المتحدة. في الحديث عن الإمارات وانجازاتها، ترى الكلمات نفسها ضعيفة عاجزة عن التعبير، رغم غنى اللغة وجزالتها، فأي قول يقال في دولة حديثة العهد وضعت أقدامها الصلبة في مضمار العلم وميادين التفوق، والسباقات الحضارية نحو المستقبل. فقيادة متماسكة متآلفة، تتقدم شعباً واعياً، مخلصا لوطنه، كفيلة بأن تتبوأ مركز الصدارة في عالم الأمم الناحجة، والتي تركت أثراً كبيراً في حياة الانسانية جمعاء. وهاهي الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء، تشارك في اجتماعات لجنة الأممالمتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية "كوبوس"، التابعة لمكتب الأممالمتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، بهدف لعب دور عالمي ومؤثر في مسيرة الفضاء الدولية، والاستفادة من مبدأ التعاون الدولي وتبادل الخبرات، مجسدة بذلك سياستها الواعية التي تؤمن بتعاون الناس فيما بينهم في اطار السلم العالمي، واستخدام العلوم من أجل سلام ورخاء البشرية. ومن الجدير ذكره هنا أن الإمارات تدخل بذلك نادياً دوليا مهماً، إذ يبلغ عدد الدول الأعضاء الحاليين في لجنة الأممالمتحدة لاستخدام الفضاء في الأغراض السلمية كوبوس ولجنتيها الفرعيتين سبعة وسبعين عضوا بينهم عشر دول عربية وفق البيانات الرسمية الصادرة عن اللجنة المذكورة في عام ألفين وأربعة عشر، وتجدر الاشارة إلى أن هذه اللجنة تأسست في عام 1957 ونهدف الى تبادل المعلومات وأنشطة الفضاء الخارجي بين الدول. وهنا لابد من الإشارة أيضا إلى أنه فى 8 يوليو الماضي، أعلن كل من "مركز محمد بن راشد للفضاء" و"ديموس سبيس" البريطانية عن عزمهما المضي قدماً في مشروع مشترك ممول من "مركز محمد بن راشد للفضاء" و"برنامج الشراكة الدولية الفضائية" التابع ل "وكالة الفضاء البريطانية" و"ديموس سبيس". واستناداً إلى هذا الإعلان، وقعت "وكالة الفضاء البريطانية" اتفاقية مع "ديموس سبيس" البريطانية كما أن "مركز محمد بن راشد للفضاء" شريك "برنامج الشراكة الدولي"، وفي هذا المجال يكشف مدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور ناصر الأحبابي أيضاً: "إن لدى الوكالة حالياً خمسين موظفاً، ونسعى خلال السنوات القليلة المقبلة، إلى أن تصل نسبة التوطين لتفوق 30%، موضحاً أن العالم يشهد سباقاً وتنافساً دولياً محموماً لغزو الفضاء يعتمد على الشراكات بين المؤسسات والشركات العالمية الرائدة في هذا المجال الذي يتسم بالفرص والتحديات والمخاطر والتكاليف الباهظة، مشيراً إلى أن حجم الاستثمار العالمي في قطاع الفضاء تجاوز حاجز ال 310 مليارات دولار، بمعدل نمو سنوي بلغ قرابة 7%. مستعرضاً مشروع دولة الإمارات التاريخي في مجال الفضاء، والمتمثل في إنشاء وكالة الإمارات للفضاء وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي بقيادة فريق عمل إماراتي إلى كوكب المريخ بحلول العام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، مؤكداً أن المشروع هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويجسد توجهات وتطلعات القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تنشد المراكز الأولى والريادة العالمية في شتى المجالات والميادين". وسلط الأحبابي في عرضه، الضوء على أبرز المؤسسات الإماراتية العاملة في مجال الفضاء مثل: شركة الثريا للاتصالات، وشركة الياه سات للاتصالات، وإياست، وشركة آبار للاستثمار. وتضع وكالة الإمارات للفضاء عدة أهداف على رأس أولوياتها منها: (تنظيم وتطوير قطاع فضائي وطني بمعايير عالمية يخدم مصالح دولة الإمارات العليا ويسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ويدعم التنمية المستدامة، بالإضافة الى دعم جهود البحث العلمي والابتكارات والاستكشافات الفضائية بما يدعم التقدم العلمي للإمارات ويضعها بجدارة على الخريطة الفضائية العالمية، بالإضافة إلى تنمية واستقطاب وتأهيل كوادر وطنية ليصبحوا رواداً في مجال علوم وتقنيات الفضاء المختلفة. ولو حاولنا التطرق إلى أبرز مبادرات ومشروعات وكالة الإمارات للفضاء لعامي 2015 و2016 لوجدنا وكما ذكرنا سابقا أنها تتمثل في (دعم ورعاية مشروع مسبار المريخ، وإعداد دراسة تقييمية للقطاع الفضائي الوطني، وإعداد الخطة الاستراتيجية للنهوض بالقطاع الفضائي في دولة الإمارات، وعقد مجموعة من الشراكات المحلية والدولية، ورفع الوعي بأهمية قطاع الفضاء) و"مسبار الأمل" كما هو معروف مختبر فضاء تنوي الإمارات إطلاقه لاستكشاف كوكب المريخ، على أن يحط على الكوكب الأحمر قبل نهاية عام 2021، وستتركز أبحاث المسبار على فهم التغيرات المناخية على سطح الكوكب وتفاعل طبقاته الجوية. فطوبى لهذه الدولة الفتية بعمرها الكبيرة بفعلها فيما تسعى إليه من خلال مشاركتها هذه إلى تنمية قدراتها في مجال الفضاء ورفد القطاع الفضائي العالمي بالمعرفة والخبرات التي تمتلكها، فضلًا عن حرصها على توثيق أواصر التعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي نحو تعزيز استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وطوبى لشعب الإمارات هذه النجاحات الكبيرة التي تضاف إلى رصيده الحضاري، ووقوفه باخلاص خلف قيادة رشيدة مخلصة للوطن وأبنائه على الدوام، وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات قد أعلن في يوليو 2014، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل الكوكب الأحمر بحلول عام 2021. ويرى الكثير من المراقبين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بمقومات واقعية لتحقيق أهدافها الفضائية مثل الرؤية الواضحة للمستقبل. ودعم القيادة الرشيدة للمبادرات الإستراتيجية الطموحة، وثقافة التميز والسعي لبلوغ المراكز الأولى، كما أضاف مدير وكالة الإمارات للفضاء بأن الوكالة ستعمل على إيجاد منصة علمية وتدريبية لتأهيل وتطوير الشباب المواطن عن طريق تبني مراكز البحث والتطوير والمناهج التي تعنى بعلوم الفضاء، كما ستعمل على تدريب الكوادر الفنية والإدارية التي ستدير الوكالة بإدخالهم في الدورات التخصصية المتقدمة داخل الإمارات أو خارجها. ويشير هؤلاء الخبراء والمهتمون إلى أن دولة الإمارات تمتلك صلات قوية مع المؤسسات صاحبة الريادة والخبرة في مجال الفضاء، ولديها برامج مستمرة للابتعاث والتدريب مع ضمان المراقبة والمتابعة القادرة على ضمان أفضل المخرجات التعليمية، وهو ما يشكل خبرة مهمة في مجال الفضاء واستخدام الأبحاث المعدة من أجل راحة الانسان وإقامة المشروعات العلمية والاستثمارية الهامة، ومن المهم ذكره أيضا أن وكالة الإمارات للفضاء هي هيئة مستقلة تتمتع بالاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة، وتتبع مجلس الوزراء، وقد أُنشئت بقرار من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، لتنظيم ورعاية ودعم القطاع الفضائي، ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة في الإمارات بما يخدم مصالحها ويعزز مكانتها في هذا المجال، ومن بعض أهدافها واختصاصاتها تشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية في الإمارات وتقديم المشورة في هذا المجال، وإقامة الشراكات الدولية في مجال القطاع الفضائي بما يعزز دور الإمارات ومكانتها في القطاع الفضائي، والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال قطاع فضائي وطني متطور، ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء، والمساهمة في نقل المعرفة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتمثيل الإمارات في الاتفاقيات والبرامج والمحافل الدولية في مجال الفضاء واستخداماته السلمية. لا شك في أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية الحكومة في تحقيق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2021، من حيث النقلة النوعية في الاقتصاد وتحويله إلى اقتصاد معرفي، وهو اقتصاد يقوم على النقل والإنتاج والاستخدام الفعال للمعرفة من قبل المؤسسات والأفراد والمجتمع. حيث إنه من المعروف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً مهماً في المبادرات الإنسانية مثل مبادرة (مصدر) للطاقة المتجددة كذلك الحال في مجال الفضاء حيث ستعمل برامج الفضاء على التغلب على الكثير من التحديات المعقدة من خلال البحث والتطوير ومعرفة تقنيات جديدة من الممكن أن تسخر في خدمة البشرية كعلم المواد وأنظمة المصانع وتقنيات الطاقة المتجددة والروبوتات والأنظمة الذاتية، وهي كلها علوم تصب في خدمة البشرية والعالم. وإصرار الإمارات على إنشاء وتبني مراكز بحث وتطوير واستخدام مناهج علمية تعنى بتكنولوجيا وعلوم الفضاء، تهدف إلى زرع الشغف بعلوم الفضاء وتقنياته في عقول طلبة المدارس والكليات والجامعات وتشجيعهم للانخراط في هذا المجال. وفي هذا المجال أيضا ستعمل وكالة الإمارات للفضاء على إيجاد منصة علمية وتدريبية لتأهيل وتطوير الشباب المواطن عن طريق تبني مراكز البحث والتطوير والمناهج التي تعنى بعلوم الفضاء، كما ستعمل على تدريب الكوادر الفنية والإدارية التي ستدير الوكالة بإدخالهم في الدورات التخصصية المتقدمة داخل الإمارات أو خارجها عن طريق الشراكات الاستراتيجية واتفاقيات التعاون المحلية وكذلك مع الدول الشقيقة والصديقة. ولعله ما يثلج الصدور أنه، في الذكرى الخمسين لقيام دولة الامارات سوف يحط على ظهر الكوكب الأحمر انجاز علمي كبير سيضع اسم هذه الدولة عالياً لا سيما وأن فكرة مسبار الأمل الذي أشرنا إليه إماراتية بامتياز فالفكرة إماراتية، والتصميم والإدارة وبناء الأجزاء الرئيسية في المشروع أيضاً بأيدٍ إماراتية والهدف أن يكون المشروع إماراتيا بجدارة. ولا شك أن بناء الكوادر المواطنة وتأهيلها لريادة الفضاء تتطلب تعزيز الشراكة والتعاون مع الهيئات والمؤسسات العالمية والوكالات الخبيرة بهذا الشأن، ما هي خطط وبرامج الوكالة لإعداد طواقم العمل والتشغيل للوكالة على العموم ولمسبار المريخ على وجه الخصوص؟ كما أنه من الأهداف الأساسية لدولة الامارات تحفيز وتشجيع الطلبة على الانخراط في دراسة المواد العلمية منذ المراحل المبكرة وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية تكنولوجيا الفضاء. بما يتيح تطوير المناهج بشكل مستمر لمواكبة التطورات العلمية والتربوية واحتياجات الإمارات لدخول هذا المجال الحيوي والإبداع فيه. تعتمد الوكالة بشكل أساسي على التمويل من الميزانية الاتحادية، ودولة الإمارات العربية المتحدة لا تدخر جهداً في الاستثمار في المجالات التي تدعم تنمية الجانب المعرفي في الاقتصاد، وتوفر كل المتطلبات اللازمة لبناء مجتمع يعتمد على العلم والتقنيات الرفيعة، ويرى فيها الاستثمار الأمثل والأكثر مردودية، وفقاً لما هو منصوص عليه في رؤية 2021. الاستثمارات الإماراتية الحالية في برامج الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية وغيرها تتجاوز 20 مليار درهم، هل تتوقعون نموا كبيرا في حجم الإقبال على هذا القطاع الاستراتيجي؟ لا سيما وأن المنطقة عموماً تشهد توجهاً نحو دخول مجال الأقمار الصناعية عامة والاتصالات الفضائية خاصة، وكذلك زيادة الاستثمارات فيه. بناء على هذا المشروع الفضائي ستكون الإمارات ضمن 9 دول بالعالم تمتلك برامج لاستكشاف المريخ، ما هي آفاق ونتائج هذا الاتجاه وانعكاسه على مكانة الإمارات عالميا وعلميا. كما سيضع مشروع المسبار دولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة الفضائية العالمية، وهذا مؤشر واضح بأن دولة الإمارات ماضية في التطور وخدمة الإنسانية على كل الأصعدة بالرغم من الظروف القاسية والإحباط الذي نشهده في المنطقة. ومن دون شك فإنها رسالة إلى العالم تخفف من الأثر السلبي لما يشهده العالم العربي من اضطرابات، فالإمارات ستكون رائدة العالمين العربي والإسلامي من خلال مشروع استكشاف المريخ بكوادر إماراتية وطاقم عمل وطني، إلى أي مدى يساهم هذا التوجه في دعم خطط التنمية البشرية والاقتصادية والعلمية الوطنية؟ زد على ذلك أن بناء أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف المريخ يعد برنامجاً طموحا بامتياز، فطوبى لهذه الدولة الفتية بعمرها الكبيرة بفعلها فيما تسعى إليه من خلال مشاركتها هذه إلى تنمية قدراتها في مجال الفضاء ورفد القطاع الفضائي العالمي بالمعرفة والخبرات التي تمتلكها، فضلًا عن حرصها على توثيق أواصر التعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي نحو تعزيز استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمي". ومؤخرًا كشفت وكالة الإمارات للفضاء، عن إنشاء الإمارات أول مركز لبحوث الفضاء في الشرق الأوسط، بكلفة تبلغ 100 مليون درهم، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية وجامعة الإمارات. والمشروع سيكون بمثابة منصة لدعم مجال الفضاء في المنطقة ككل، وليس الإمارات فقط، خصوصاً بعدما أصبحت الإمارات مركزاً لأبحاث الفضاء في المنطقة، كما سيكون مركزاً وطنياً يرحب بالتعاون مع كل القطاعات في دولة الإمارات الأكاديمية والحكومية والخاصة. كما أن لدى وكالة الإمارات للفضاء مبادرات عدة تضع بناء الإنسان في مقدمة اهتماماتها، من أبرزها مبادرة «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، وهي مبادرة لها أهميتها في مجال تعليم وتدريب واستقطاب الطواقم الشابة، ومنصة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي. فطوبى لشعب الامارات هذه النجاحات الكبيرة التي تضاف إلى رصيده الحضاري، ووقوفه باخلاص خلف قيادة رشيدة مخلصة للوطن وأبنائه على الدوام. الشيخ محمد بن راشد داعم كبير للمشروع الشيخ محمد بن راشد متفقدا مشروع مسبار الامل صورة جماعية في المشروع الامارات تقتحم الفضاء بمشروع رائد