أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعضاء البرلمان يوم أمس الخميس إن الوقت حان للانضمام للضربات الجوية ضد متشددي تنظيم داعش في سورية مضيفا أن بريطانيا لا يمكن أن "تترك مهمة أمنها لدول أخرى". وانتقدت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان توسيع نطاق الضربات الجوية لسورية في وقت سابق هذا الشهر قائلة إنه من دون إستراتيجية واضحة لهزيمة المتشددين وإنهاء الحرب الأهلية فإن هذا التحرك سيكون "مفككا". لكن منذ أعلن التنظيم مسؤوليته عن قتل 130 شخصا في باريس شعر بعض المشرعين الذين كانوا مترددين بشأن شن ضربات جديدة في سورية بأن التحرك ضروري لحماية بريطانيا من مثل هذه الهجمات. وكتب كاميرون في رد على اعتراضات اللجنة "لا نملك ترف انتظار حل الصراع السوري قبل أن نتصدى لداعش". وقال في رده المؤلف من 24 صفحة إن الحملة ضد التنظيم تدخل مرحلة جديدة تركز على القيادة والسيطرة وخطوط الإمداد والدعم المالي وهي عوامل يمكن أن تساهم فيها بريطانيا بشكل جيد، وقال "من الخطأ أن تترك بريطانيا أمنها لدول أخرى وأن تتوقع أن تتحمل طواقم جوية لدول أخرى أعباء ومخاطر ضرب داعش في سورية لمنع الإرهاب هنا في بريطانيا". وقال زعيم حزب العمال جيريمي كوربين وهو معارض مخضرم للحرب إنه يعارض دعم الضربات دون خطة سياسية لسورية خوفا من أن يؤدي المزيد من القصف إلى تعقيد مسار الحرب الأهلية في عامها الخامس. لكن في خروج عن التقليد باختيار نائب للإشراف على تصويت الأعضاء ضمن سياسة الحزب قال المتحدث باسم الشؤون المالية لحزب العمال إن الحزب يدرس السماح لنوابه بالتصويت كما يريدون الأمر الذي قد يزيد الدعم لكاميرون، وقال جون مكدونيل "في هذا النوع من قضايا الضمير من الأفضل السماح للنواب أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم" مضيفا أنه يتعين على بريطانيا أن تتعلم من دروس غزو العراق عام 2003. وذكر وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن المرشح الأوفر حظا لخلافة كاميرون أنه يتفهم بواعث قلق الناس بأن زيادة نطاق المشاركة في الشرق الأوسط قد يجعل بريطانيا هدفا لهجمات، وأضاف أنه "غريب بعض الشيء" أن بإمكان القوات الجوية البريطانية ضرب أهداف في العراق ولكن ليس في سورية، وتابع قوله "لا أعتقد أن هذا بلد يسمح لآخرين مثل الفرنسيين والأمريكيين بالدفاع عن مصالحنا وحمايتنا من المنظمات الإرهابية.. ينبغي أن نساهم في هذه الجهود".