اعتبرت القوى الوطنية والاسلامية في فلسطين امس ان الاتفاق الاخير حول معبر رفح والمعابر الاخرى التي تحيط بقطاع غزة هو اذعان للموقفين الامريكي والاسرائيلي مشيرة الى انه يتناقض كليا مع مبدأ السيادة الفلسطينية. وسيفتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» المعبر العام في احتفال يحضره عشرات الشخصيات. وحملت القوى الوطنية والاسلامية في بيان لها وزع أمس في مدينة غزة حكومة «اسرائيل» المسؤولية الكاملة عن خرق وانتهاك التهدئة باستمرار ممارساتها العدوانية القمعية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل قائلة ان السكوت عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي يعني بكل بساطة اسقاط المشروع الوطني الفلسطيني وسيطرة المشروع الاسرائيلي بدلا منه. وحذرت القوى في البيان من خطورة تداعيات ممارسات الاحتلال من عزل ومحاولة تهويد مدينة القدسالمحتلة وتوسيع الاستعمار فيها مشددة على خطورة التهديدات بالمس بالاماكن المقدسة خصوصا ما تم الاعلان عنه موخرا حول امكانية انهيار اسوار القدس التي تأتي كمقدمة لتغيير معالمها وخلق وقائع جديدة على الارض. وتوصل الجانبان المصري والفلسطيني الى اتفاق لتسهيل مرور المواطنين الفلسطينيين عبر معبر رفح وذلك في ختام الاجتماعات المكثفة التي عقدها وزير الشؤون المدنية محمد دحلان وممثلين عن الوزارات المصرية المختلفة. واستعرض الجانبان الاجراءات التي تم اتخاذها لتجهيز معبر رفح لتسهيل حركة الافراد والبضائع، واكد الجانب المصري على ضرورة توفير حرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين وتنشيط التبادل التجاري فيما يكفل دعم الاقتصاد الفلسطيني. من جانبه عبر الوزير دحلان عن تقديره للجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية في هذا الاطار، مؤكدا ان السلطة ستبذل كافة الجهود المطلوبة من اجل ضمان سير العمل في المعبر الذي سيفتتح رسميا اليوم «الجمعة»، مشيرا الى اهمية المعبر بالنسبة للفلسطينيين باعتباره الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيين ونافذة غزة الى العالم الخارجي. واشار ان الجانبين اتفقا في هذا الاطار على عدد من الاجراءات التنفيذية لضمان سير العمل في المعبر وفقا للمعايير المتفق عليها ومنها: اعفاء المواطنين الفلسطينيين من هم اقل من 18 عاما واكثر من 40 عاما من الحصول على تأشيرة دخول الى مصر بالاضافة الى الاستثناءات التي اقرت في السابق من الجانب المصري وهي (السيدات، القادمين للدراسة في المعاهد والجامعات المصرية بموجب شهادة قيد في احدى الجامعات، حملة الجوازات الدبلوماسية، اعضاء الوفود الرسمية ومرافقيهم، القادمين للعلاج بموجب تحويلات من السلطة،الأبناء القادمين برفقة والديهم ، التجار الفلسطينيين بموجب تنسيق من السلطة وأكدت السلطة الفلسطينية أن العمل في معبر رفح الحدودي سيبدأ ابتداء من صباح يوم غد السبت موضحا ان العمل سيكون لمدة أربع ساعات يوميا إلى أن يصل 24 ساعة خلال أيام. وقال نبيل أبو ردينه المتحدث باسم الرئاسة عقب لقاء جمع المبعوث الأوربي لعملية السلام مارك أوتي والرئيس محمود عباس في غزة ان سبب ذلك هو عدم وجود العدد الكافي من المراقبين والمبعوثين والخبراء الأوربيين على المعبر، موضحا ان حوالي 20 مراقباً أوربياً وصل حتى الآن من أصل 70 مراقباً . من جهته قال المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط مارك اوت أن إعادة تشغيل معبر رفح الذي سيبدأ يوم السبت و يعتبر يوماً تاريخياً للفلسطينيين. وأضاف أن الفلسطينيين سيصبحون لأول مرة مسيطرين على حدودهم مشيراً إلى أن الأوروبيين عملوا على مر السنوات الأخيرة لإقامة دولة فلسطينية على ارض الواقع. وأشار إلى أن معبر رفح هي الخطوة الأولى لإعادة بناء المطار و بناء الميناء و تسهيل حرية التنقل بين غزة و الضفة. وأضاف قائلا أن المراقبين الأوربيين لم يأتوا كي يلعبوا دور الأمن الفلسطيني بالمعبر و لكن لمساعدته على إدارة شؤونه كما أننا لسنا هنا كي نطبق القانون الفلسطيني أو الإسرائيلي.