انسحبت قوات الاحتلال فجر أمس من جنين بعد عملية عسكرية واسعة النطاق انتهت باعتقال قائد (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في جنين، فيما اسفر العدوان عن استشهاد شاب واصابة 13 مواطناً آخرين بجراح والحاق اضرار بالغة بالبنية التحتية.وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت بناية سكنية وتجارية، في حي «البساتين»، يتحصن فيها قائد (سرايا القدس) إياد أبو الرب ونائبه فراس أبو الرب، وتعود للمواطن أبو عدنان أبو غالي، وأجبرت العائلات القاطنة فيها على مغادرتها، واحتجزتها داخل المكاتب التابعة لاتحاد لجان الإغاثة الطبية، وقصفتها بثلاثة صواريخ مضادة للدروع قبل ان تقوم جرافاتها بهدم أجزاء كبيرة منها. وقد سلم الاثنان نفسيهما لقوات الاحتلال التي كانت على وشك هدم الممبنى، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، بتنسيق واشراف الصليب الأحمر الدولي وعضو الكنيست العربي محمد بركة. يشار الى ان إياد أبو الرب، اصبح المطلوب الأول لسلطات الاحتلال بعد استشهاد لؤي السعدي في 24 تشرين الأول الماضي، وتوليه قيادة سرايا القدس التابعة للجهاد خلفا له.وتتهم سلطات الاحتلال أبو الرب بانه «المسؤول عن إعداد المتفجرات التي استخدمت في عمليات استشهادية منذ بداية شهر شباط (فبراير) الماضي. وبعد اغتيال السعدي، بثلاثة ايام أرسل أبو الرب الاستشهادي حسن أبو زيد - حسب مزاعم الاحتلال - يوم 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إلى مدينة الخضيرة، حيث نفذ عملية استشهادية أسفرت عن مقتل 6 اسرائيليين.وقد اسفر العدوان في وقت سابق عن استشهاد الشاب صالح فقها (26عاما) من قرية سيريس، حيث أصيب بعيار ناري في أسفل الظهر، ومنع جنود الاحتلال طاقم الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر من الوصول اليه حتى تمكن مواطنون من اخلائه وقد لفظ أنفاسه الأخيرة عند حاجز «الجلمة» العسكري خلال محاولة نقله إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.وكانت قوات الاحتلال اجتاحت المدينة ومخيمها بعشرات الاليات والمجنزرات، حيث تصدى لها رجال المقاومة في اشتباكات اوقعت ثلاثة جرحى في صفوف جنود الاحتلال، فيما اعلنت كتائب شهداء الاقصى في بيان لها قتل جندي. كما شهدت مواجهات عنيفة مع المواطنين الذين رشقوها بالحجارة والزجاجات، ما ادى الى اصابة 13 مواطنا بينهم جريح في حال الخطر.وفي حادث تكرر للمرة الثالثة خلال اسبوع، اعتقلت قوات الاحتلال على حاجز حوارة جنوب نابلس، ثلاثة فتية تتراوح اعمارهم ما بين 12-15 عاما، بزعم العثور على اسلحة بدائية واجسام مشبوهة بحوزتهم. وقد اغلقت قوات الحاجز في وجه العابرين دون ان تعرف هوية المعتقلين. يشار الى انه جرى اعتقال ستة اخرين من مخيم بلاطة في حادثين منفصلين، على حوارة واخر على حاجز سالم غرب جنين. وفي هذه الأثناء استمرت أمس حملات الدهم والاعتقال في غير مكان بالضفة وطالت سبعة مواطنين في نابلس وبيت لحم.