دعت أبحاث للندوة العالمية الدولية التي تقيمها الجامعة الإسلامية "الفتوى بين التأثر والتأثير بالمتغيرات" المفتين عبر وسائل الإعلام والوسائط الإلكترونية إلى مخاطبة المستفتين بلغة العصر وأساليبه المباحة وبلغة سهلة مفهومة وبذكر الحُكم مقرونًا بحكمته وعلّته، محذرين من اضطراب الفتوى - خاصة في المسائل النازلة - والقضايا المستجدة ما يعد من أخطر مزالق الفتوى، لما يورثه من ضعف الثقة بالمفتين، وفتح باب لأعداء الدين للتشويه بالدين وأهله وإيقاع العامة في الحيرة والتيه. وأكدت الأبحاث أن الفتوى اليوم يتجاذبها تياران الأول: تيار جامد على النصوص لا ينظر إلى المقاصد والمآلات، والثاني: تيار يدعو إلى التجديد حتى نصل لدعوى التجديد بثوابت الإسلام. كما شددت الأبحاث على أهمية مراعاة ظروف المستفتين وأحوالهم قبل أن يُحقّق مناط الحكم في القضية المطروحة؛ ليكون حكمه موافقاً لمقصد الشارع الحكيم؛ بعيداً عن الحرفية، وتنزيل النصوص مجرّدة عن معانيها على الوقائع جملة؛ وذلك لئلا يقع في الخطأ، ويوقع المستفتي في الحيرة. ورأس الجلسة الأولى الشيخ د. عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب الحرم المكي الشريف، وتحدث خلالها الباحث د. أحمد بن باكر صالح الباكريعن في بحث بعنوان: تغير الفتوى بين الإفراط والتفريط في ضوء مقاصد الشريعة، ود. محمد إبراهيم محمد الحفناوي ببحث بعنوان: الشريعة وتغير الفتوى، ود. عبدالرزاق عبدالمجيد ببحث بعنوان: ضوابط الإفتاء في أجهزة الإعلام والوسائط الإلكترونية، ود. عبدالقادر بتبغور ببحث بعنوان: الفروق الجوهرية بين الحكم الشرعي والفتوى وأثر ذلك على الوقائع، ود. محمد البركة ببحث بعنوان : الفتوى بين الضابط الشرعي والمتغير التاريخي دراسة للمركب التفاعلي للفتوى بين التأثير والتأثر، ود. حمد الصاعدي " الفتوى منزلة وأحكام وآثار"، ود. خالد سيف الله الرحماني "تغيّر الفتوى نظائر، ضوابط، وأحكام"، ود. سعود العنزي "ضوابط تغير الفتوى "، ود. بركة الطلحي "تغير الفتوى النسائية بين الإفراط والتفريط " أما في الجلسة الثانية التي رأسها الشيخ الدكتور محمد بن سالم شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقد تحدث الدكتور أحمد بن محمد حمود يماني ببحث بعنوان: ضوابط تغيّر الفتوى، والدكتور عبدالله بافضل " الفتوى حقيقتها وضوابطها"، كما تحدث الدكتور عثمان حسن محمود عن تأثر الفتوى بالمتغيرات، وبعنوان: منهج الإمام ابن قيم الجوزية في بناء علاقة تكاملية بين الحكم الشرعي الثابت والفتوى المتغيرة كما تحدث الدكتور مبارك آخرضيض، وبعنوان: تغير الفتوى "مفهومه _ أسبابه _ ضوابطه" وتحدث د. أحمد بن مشعل الغامدي، وتناول د. أحمد الغامدي الإفراط في تغير الفتوى، أما د. موسى جدة فبحثه عن ضوابط تغير الفتوى، ود. جلال ناجي عن اضطراب الفتوى في القضايا النازلة. وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي تحدث الشيخ د. عبدالرحمن السديس في بحث له بعنوان "أزكى النفحات في الفتوى وتأثرها بالمتغيرات "، أعقبه د. نور الدين بولحية عن المتغيرات في الفتوى ومناهج الفقهاء في التعامل معها، وعن المتغيرات الاقتصادية تحدث د. باسل الحافي، ثم د. خالدة الناطور عن أثر وسائل التكنولوجيا الحديثة على الفتوى، وتقدمت د. حنان يبرودي ببحث بعنوان الفتوى المعاصرة وتأثيرها في المتغيرات الاجتماعية، وتحت عنوان أثر التقنية في تغير الفتوى تحدثت د. أسماء الحطاب، ثم د. صافي حبيب " الفتاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي وآثارها على المجتمع"، ود. عبدالقادر الخطيب "تأثر الفتوى بالمصلحة وأثره في القضايا المعاصرة"، ود. كمال درع " أثر مراعاة المفتي للضوابط الشرعية والمقاصدية في حفظ المجتمع واستقراره"، ود. محمد العقيل "ضوابط الفتوى في بلاد الأقليات المسلمة وآثارها"، ود. إيمان علي "تأثير المتغيرات الصحية على الفتوى". وفي الجلسة الرابعة والتي ترأسها الشيخ د. حسين آل الشيخ تحدث فيها الدكتور عبدالمنعم نعيمي عن بحث بعنوان الفتوى وأثرها في تصحيح المفاهيم كمتغير اجتماعي ، ثم تحدث د. أحمد الصادق البشير الشايب عن موضوع حاجة الدولة، ضوابطها وأثرها في الفتوى، ود. أحمد صديقي " الفتوى والمجتمع بالغرب الإسلامي أثر العرف في تغير الفتوى"، وبعنوان العرف وأثره في الفتوى: دراسة تأصيلية تطبيقية فتاوى دائرة الإفتاء العام أنموذجا تحدث د. احمد ماجد حمد الحراسيس، وجاء د. احمد محمد لطفي ببحث بعنوان: أثر المتغيرات في المجال الطبي على الفتوى في القضايا الطبية، ود. خلوق آغا " دوات الاجتهاد المآلي في الفتوى فيما لا نص فيه من أفعال المكلفين"، وتحت عنوان تأثُّر الفتوى بالواقِع والمُتوقَّع تحدث د. الذوادي بن بخوش، ود. عبدالغني يحياوي "اعتبار المآلات وأثرها في تغير الفتوى في القضايا الطبية". وفي بحث حول مراعاة حال المستفتين وأثرها في الفتوى بين التشدد والتساهل والانضباط والاضطراب اختتم د. ديارا سياك الجلسة.