ضبطت الجهات المختصة عمالة آسيوية غير نظامية تروج لكميات من البيض الفاسد على معامل الحلويات والمعجنات بالبيض، وتنتشر هذه العمالة التي يعزز سوقها بعض ضعاف النفوس من العاملين في تلك المعامل. وكانت فرق الرقابة التفتيشية في صحة البيئة والبلديات الفرعية التابعة لأمانات المناطق قد تمكنت من ضبط كميات من البيض الفاسد والمهشم داخل مواقع مشبوهة في عدة أماكن متفرقة في طريقه إلى الأسواق المحلية.. ويدير تلك المواقع المخالفة للاشتراطات الصحية عمالة أجنبية (من جنسيات مختلفة) لا تحمل شهادات صحية تثبت خلوها من الأمراض المعدية، إلا أن ما خفي كان أعظم مما تم ضبطه من قبل فرق الرقابة التفتيشية، ورغم الجهود التي يبذلها المراقبون الصحيون أثناء جولاتهم التفقدية على المعامل والمحلات التي لها علاقة بالصحة العامة إلا أنهم لم يوفقوا في العثور على الممولين لهذا النشاط بالخفية. وتلجأ تلك العصابة الى تجميع البيض غير الصالح للاستهلاك الآدمي بطرقهم الخاصة من المحلات والمزارع في أماكن سرية (بعيدا عن أعين الجهات الرقابية)، وبعد إتمام عمليات الغسيل للبيض السليم (غير المهشم) يتم التسويق له عبر سيارات التوصيل الخاصة بالمسوقين على المعامل والمحلات بعد تنسيق مسبق من قبل العمالة التي تدير تلك المحلات. وحذر الدكتور خالد المدني استشاري التغذية بوزارة الصحة نائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية من تناول الوجبات الغذائية التي قد يدخل في خلطاتها كميات من البيض الفاسد، مؤكداً أن البيض المهشم يعتبر وسطا مناسبا لنمو وتكاثر أنواع ضارة من الكائنات الحية الدقيقة ولاسيما البكتيريا التي تنقل أمراضا معدية عديدة، والتي من أبرزها السامونيلا وتظهر أعراضها خلال 5 - 72 ساعة من تناول الطعام الملوث، وتكون أعراضها عبارة عن غثيان وإسهال وآلام في المعدة وارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويمكن أن يتلوث البيض ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية وفي هذه الحالة تظهر الأعراض من 2 - 8 ساعات من تناول البيض الملوث، وتستمر الحالة من 1 - 3 أيام وتكون أعراض الحالة غثيانا وتقيؤا وإسهالا، وقال المدني: يحتوي البيض على بروتينات ودهون، مشيراً الى ان البروتينات تعتبر وسطاً مناسباً لنمو البكتيريا، التي قد تنقل الأمراض، وطالب استشاري التغذية بتداول وحفظ البيض بطرق مقننة ودرجة حرارة مناسبة، وأن يكون ذا حجم مناسب وقشرته نظيفة وغير مكسورة أو مشروخة. وفي حين طالب مستهلكون برفع سقف الغرامات الجزائية وإنزال أقصى العقوبات بالمسوقين لتلك السموم والمحلات التي تتعامل معهم، وشددوا على ضرورة تكثيف الجولات الرقابية التفتيشية على تلك المحلات والأنشطة التي عادة ما تحتاج خلطاتها الى كميات من البيض، ويخشى المستهلكون انتشار الظاهرة على نطاق أوسع، إن لم تتدارك الجهات الرقابية في البلديات الفرعية التابعة لأمانات المناطق الوضع. وتشير أصابع الاتهام إلى الوسطاء ما بين مزارع البيض ومحلات توزيعه، والذين معظمهم من العمالة الوافدة، والتي تسعى إلى الثراء السريع عن طريق الكسب المادي بطرق ملتوية ومخالفة للأنظمة والتعليمات الصادرة من الجهات ذات الاختصاص، غير مبالية بما يترتب على صحة وسلامة المستهلك جراء تناوله لتلك السموم من أضرار قد تودي بحياة المستهلك، وطالب المواطن نايف رشيد العتيبي - مستهلك: بتشديد الرقابة على محلات الحلويات والمعجنات والتي عادة ما تحتاج خلطاتها الى كميات من البيض، وأضاف: أنه نظرا لارتفاع تكاليف البيض تلجأ العمالة الوافدة التي تدير تلك المحلات الى جلب البيض بطرقهم الخاصة وبأسعار زهيدة، وتتعامل تلك العمالة مع أبناء عمومتهم المسوقين الممولين لهذا المشروع بالخفية، وطالب ناصر بن فهد القحطاني أحد المستهلكين برفع سقف الغرامات الجزائية الصادرة من البلديات بقرار من مجلس الوزراء على من يثبت تورطهم في الترويج لتلك السموم، وأكد القحطاني ان العمالة الوافدة التي تدير محلات الحلويات والمعجنات هدفها الثراء السريع، وتلجأ إلى طرق وأساليب ملتوية لشراء المواد الغذائية (المواد الخام) بأقل تكلفة ممكنة، ولذلك تلجأ تلك العمالة الى التنسيق مع المسوقين للبيض المهشم والذي يعتبر غير صالح للاستهلاك الآدمي بأقل الأثمان، غير مبالية بما يترتب على استهلاكه من أضرار قد تودي بحياة من يستهلكه.