يحتفل العالم بأسره في الرابع عشر من شهر نوفمبر في هذا العام وفي كل عام باليوم العالمي لمرض السكري وهو يوم توعوي تثقيفي إرشادي ترفيهي يهدف إلى توعية المرضى وغير المرضى بمرض السكري وأسبابه وأعراضه ومضاعفاته، وقد بدأ أول احتفال به في عام 1991 ميلادية حيث ضم أكثر من 350 مليون مشارك في أكثر من 150 دولة في شتى أنحاء العالم. وقد كان شعار هذا اليوم خلال السنوات القليلة الماضية هو مضاعفات السكري كتأثيره على العين والكلى والقلب والأوعية الدموية، بينما شعار هذا العام هو مضاعفات مرض السكري وتأثيره على قدم المريض المصاب بالسكري. يعتبر مرض السكري السبب الرئيس لبتر القدمين والساقين حيث إن احتمالية بتر القدمين تزداد أربعين مرة في الشخص المصاب بالسكري ويكون ذلك نتيجة لإضطراب الدورة الدموية وضعف الجهاز العصبي والحسي في مريض السكري ويعاني حوالي ربع مرضى السكري من النوع الثاني من اضطرابات في القدم نتيجة فقدان الإحساس بالأ لم أو الحرارة أو البرودة مما قد يتسبب في إحداث الجروح والتقرحات مما يؤدي بالتالي إلى التهابات متكررة وبالتالي البتر. كما أن ضعف الدورة الدموية نتيجة زيادة الكولسترول وتصلب الشرايين يؤدي إلى تأخر إلتئام الجروح. إن الهدف الأساسي من هذا اليوم التوعوي هو إرشاد مريض السكري إلى الطرق المثلى للوقاية من تأثير السكري على الأقدام، حيث تكون الخطوة الأولى بمحاولة ضبط السكر في مستوى مقبول لتجنب المضاعفات المتعددة وتكون الخطوة التالية بفحص القدم بصورة دورية ويومية للبحث عن أي تقرحات أو جروح ومحاولة علاجها. إن ورش العمل المقامة في ذلك اليوم سترشد مرضى السكري إلى مايلزمه تجاه قدميه من غسل للقدمين بماء دافئ وتجفيفهما بصورة جيدة ومحاولة المحافظة عليها رطبتين وتجنيبهما مواضع الحرارة والبرودة الشديدة وقص الأظافر ومراعاة لبس الأحذية المناسبة غير الضيقة أو الواسعة كالإضافة إلى لبس الجوارب بصفة رافعة. لقد دلت بعض الدراسات الطبية أن معظم مرضى السكري يجهلون تأثير مرضهم على أقدامهم مقارنة بإدراكهم بمضاعفات السكري الأخرى وعزت هذه الدراسة هذا القصور في المعرفة إلى دور التثقيف الصحي الذي يهتم بالمضاعفات الأكثر خطورة كالجلطات الدماغية أو القلبية ويتناسى هذه المضاعفة الهامة. لقد كان لهذه الدراسة كما يقول المؤلف دور هام في لفت نظر المختصين إلى بذل المزيد من الجهد التوعوي لقدم السكري فقد الحق بمعظم مراكز علاج السكري مراكز للاهتمام بالقدمين وإنتاج أحذية خاصة لهذا الغرض. إن علاج مرض السكري ومضاعفاته خاصة المضاعفات المقترنة بالقدم السكري تحتاج إلى فريق عمل متكامل مكون من طبيب السكري وطبيب مختص بالأعصاب وآخر مختص بالأوعية الدموية والجلدية وجراحة التجميل وجراحة العظام بالإضافة إلى المختصين في العلاج التأهيلي. إن شعار يومنا التوعوي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث( وازن سكرك.. تحفظ خطوتك) يجدد التأكيد على أهمية المحافظة على القدمين لمرضى السكري ويجدد الدعوة إلى بذل المزيد من أجل الوقاية من جميع المضاعفات. ٭ استشاري الغدد الصماء والسكر للأطفال