أعلن وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، عقب انتهاء الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، بأن "بيان الرياض" حظي باجماع جميع الدول على صيغته واصفاً اياه بالبيان التاريخي، وسيتم الاعلان عنه اليوم في القمة، وأضاف أن أهميته تكمن في أنه يغطي أمورا عديدة وايجابية من ناحية المواقف المشتركة، مؤكدا بأنه لا يوجد تباين في مواقف الدول، لأنها ترفض التدخل في شؤونها. توطيد العلاقات مع أميركا الجنوبية يزيد عزلة إيران وأكد الجبير أن وضع إيران ليس بالشكل المطلوب، حيث انه ضعيف ولا يوجد لديها أصدقاء، ولهذا تسعى لكسب الود من أي دولة كانت، ومن الملاحظ أن أصدقاء إيران غالباً ما يكونون من دول غير مرغوب بها. وقال: "لا أعتقد أن علاقة إيران مع دول أميركا اللاتينية تشكل خطرا على الدول العربية بل بالعكس اعتقد أن تقارب الدول العربية مع الدول اللاتينية سيزيد من عزلة إيران". وزاد وزير الخارجية أن الدول العربية تربطها علاقات عميقة مع دول أميركا الجنوبية وهناك فرص للاسثتمار البناء في مجالات عديدة، حيث ان الدول العربية بدأت ترسل طلابها لأميركا الجنوبية، والمواقف السياسية غالباً ما تؤيد المواقف العربية الجوهرية، وترفض التدخل في شؤون الآخرين. وكان وزير الخارجية قد ألقى كلمة خلال الاجتماع الوزاري التحضيري أكد فيها أهمية بلّورة شراكة قوية وفاعلة بين دول أميركا الجنوبية والعالم العربي، منوهاً الى فوائدها لا تقتصر على الجانبين، بل تمتد لتشمل خدمة خطة التنمية الدولية المستدامة، وفي إطار تعاون متعدد الأطراف تحت مظلة الشرعية الدولية، وذلك عبر ترسيخ مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن الاقتصاد العربي - رغم كونه اقتصاداً نامياً- فقد تمكن من المساهمة في مساعدة الدول الأقل نمواً في العالم. وقال الجبير: "على سبيل المثال فإن اقتصاد المملكة العربية السعودية، الذي يعتبر جزءاً رئيساً من منظومة الاقتصاد العالمي، ضمن قائمة دول العشرين ساهم وبشكل خاص بإجمالي مساعدات وقروض ميسرة للدول النامية والأقل نمواً بما يفوق 120 مليار دولار أميركي خلال الثلاثة عقود الماضية". ونوه إلى التوافق في وجهات النظر بين الجانبين تجاه العديد من القضايا والمسائل، وفي مقدمتها مساندة دول أميركا الجنوبية للقضايا العربية العادلة، مؤكداً في نفس السياق أن الجانب العربي يسعى دائماً إلى مؤازرة دول أميركا الجنوبية في العديد من القضايا العادلة. وأشاد وزير الخارجية بالمواقف الإيجابية لدول أميركا الجنوبية الصديقة من القضية الفلسطينية واعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967م، ونأمل أن يسهم هذا الاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين في الدفع بالعملية السلمية، لتحقيق أهداف السلام العادل والدائم والشامل. وأضاف "لقد شكل البعد الجغرافي في الماضي عائقاً أمام تطوير العلاقات بين المجموعتين، إلا أن ثورة المعلومات مكنت شعوبنا من فهم ومعرفة ثقافة بعضنا البعض، كما أن طفرة المواصلات قربت المسافات وسهلت التنقل فيما بيننا، يُضاف إلى ذلك القواسم المشتركة، وفي مقدمتها القيم والمفاهيم الإنسانية والأخلاقية التي تمثل الأساس الصلب لأي علاقة، علاوةً على القيم الدينية والحضارية المشتركة، والروابط الأسرية للعوائل العربية المهاجرة لأميركا اللاتينية". واعتبر الجبير أن هذه الحقائق من شأنها إزالة أي مُعوقات لزيادة الفرص الواعدة بين الجانبين، خصوصاً في ظل ما نتمتع به من إمكانات كبيرة تحثنا على زيادة التجارة والاستثمار فيما بيننا، وفي العديد من مجالات التعاون المشترك. من جهته أبان معالي أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، يهدف إلى إقرار مسودة إعلان الرياض الذي يتضمن الرؤية المشتركة للجانبين حول القضايا السياسية والتعاون في المجالات الاقتصادية تمهيدا لرفعها إلى القمة الرابعة بين الجانبين التي تعقد اليوم بالرياض. وقال العربي: "نأمل أن تكون هذه القمة نقطة تحول في مسيرة التعاون التي بدأت منذ انعقاد القمة الأولى في برازيليا عام 2005 لتوطيد وترسيخ العلاقات بين دول أميركا الجنوبية والدول العربية". ووصف العلاقات بين الجانبين بأنها تاريخية ونابعة من حقيقة راسخة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ الذي رسمت ملامحه حضارة الأندلس من جهة وقواسم مشتركة تتمثل في المفاهيم المشتركة والاحترام المتبادل وميثاق الأممالمتحدة من جهة أخرى، وعد الأمين العام لجامعة الدول العربية المؤتمر الرابع لرجال الأعمال في الجانبين الذي عقد على هامش القمة، احدى ثمار التعاون المهمة، مشيراً إلى أن انعقاد مثل هذه الفعاليات يخلق مجالات لرجال الأعمال من دول الإقليمين للتعرف على أهم الفرص الاستثمارية المتاحة. وعدّ الأجواء الودية التي سادت النقاشات بين كبار المسؤولين ووزراء الخارجية، دليلا على ترسخ روح الصداقة، معرباً عن أمنياته أن يضيف إعلان الرياض للعمل القائم بين الجانبين ويبلور رؤية استراتيجية مشتركة لمسيرة التعاون بين الإقليمين لدعم القضايا المشتركة والسير نحو إقامة شراكة بناءة ذات مردود عملي يحقق مصالح الجانبين وتلبي طموحات شعوبهم. وزيرا خارجية الإمارات ومصر خلال الاجتماع الجبير متحدثاً للصحفيين في ختام أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري وزير خارجية الأرجنتين وزير خارجية البرازيل (عدسة/ حسن المباركي)