أقيم يوم الأثنين الماضي بنادي أبها الأدبي محاضرة للدكتور عبد الرحمن بن حسن المحسني بعنوان (الاستلاب والرؤية في تصور رواد النقد في المملكة وموارد شوقي المزعومة النموذجية) وتحت عنوان هذه المحاضرة طرح الدكتور المحسني في ورقة العمل معنى الاستلاب والرؤية.. وكان ل «الرياض» هذا اللقاء مع الشاعر الدكتور عبدالرحمن المحسني للتعرف عليه وعلى ورقة العمل التي قدمها في المحاضرة. الدكتور عبد الرحمن بن حسن المحسني، يحمل درجة الدكتوراه في الأدب والنقد، له ما يزيد على سبعين مقالة نقدية وأدبية منشورة في مجلات وصحف، إضافة إلى جملة من القصائد الشعرية، له ديوان مطبوع (رموش العاصفة)، ورسالة الماجستير في (أثر جماعة الديوان في شعراء الحجاز)، والدكتوراه عن بنية شعر التفعيلة في المملكة) يعمل المحسني محاضراً في قسم اللغة العربية بكلية المعلمين بأبها. وهو عضو بنادي أبها الأدبي وعضو لجنة الشعر وعضو اللجنة العلمية السعودية للأدب العربي. بداية دكتور هل لك أن تقدم للقارئ مفهوم «الاستلاب»؟ - الاستلاب هو الترديد النقدي لأفكار الآخر دون تقييم، والاستلاب ظاهرة في تاريخنا النقدي، وإذا أردنا أن نناقش التاريخ، فسنجد أننا أمام كثير من الخطأ النقدي الذي شاع بخطئه دون أن يقف له ناقد بالمرصاد ليبين الخطأ. لماذا اخترت إمارة شوقي كنموذج للمحاضرة؟ - أنا لست ضد شوقي كشاعر كبير، له صوته الشعري العربي وله نصوص جيدة وأخرى دون ذلك ولكن عباءة الإمارة الشعرية التي ألقيت عليه تحتاج في زمن الوعي إلى تجريد ونظر.. وهي نموذج على كثير من القرارات النقدية الشائعة التي تحتاج إلى قراءة ذات رؤية تقييميه واعية سواء على المستوى الأدبي أو الشعبي. ذكرت أن نقاد الحجاز دعوا إلى حضور مهرجان تكريم شوقي ولكن كان هناك مقاطعة وعدم حضور للنقاد بالمملكة لمهرجان التكريم مما دفع شوقي للتساؤل عنهم.. هل يعني هذا أن النقد في المملكة في تلك الأيام مزدهر أكثر مما هو عليه اليوم؟ - أولاً أنا أتحفظ على قضية النقد وإطلاقها على الأحكام التي تصدر في هذه الفترة.. والنقد الآن أصبح له آليات وفرائض وأصبح له اتجاهه.. وهو أقرب إلى النقد الإنطباعي. فالحجاز كانت لها مكانتها الأدبية أكثر منها مكانة نقدية.. لذلك كانت الدعوة دعوة أدبية ومهرجان التكريم مهرجان أدبي لم يخضع لسلطة النقد، وأتصور أنه لو خُضع لذلك لما كان هناك مهرجان في الأساس. ذكرت في المحاضرة أسماء العديد من الأدباء والنقاد السعودين فهل نستطيع أن نطلق عليهم رابطة النقد بالمملكة؟ - لا.. لا أتصور أن هناك رابطة نقدية ولكن ربما أنضجهم في مجال النقد محمد حسن عواد، فهو أديب وناقد وإنتاجه سابق لعصره بكثير، وأنا أشرت في نهاية المحاضرة إلى أنه يجب أن يعاد النظر فيما كتبه محمد حسن عواد فهو صاحب عقلية مبشرة بالتجديد. اختتمت المحاضرة بتوصية تتمثل في ضرورة إعادة قراءة المنتج الأدبي والمنتج النقدي؟الا تعتقد أن هذه التوصية للمثقفين الباحثين فقط؟ - ما كنت أريده هو أن يعاد النظر في كثير من القرارات النقدية الموجودة في حياتنا الثقافية ولا نمارس عملية الاستلاب نقدي معين ويصدر القرار ويؤخذ بالقبول دون تمحيص أونظر.. بل يجب علينا أن نستفيد من الاستلاب الموجود.