بالرغم من اعتقال العراقية ساجدة الريشاوي التي فشلت في تفجير حزامها الناسف في عملية تفجير ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية عمّان وبعض كبار مساعديه في العراق إلا أن «أبو مصعب الزرقاوي» - العقل المدبر للتمرد في العراق - ظل حراً طليقاً بفضل التفوق البارز لشبكة مخابراته على نظيرتها الأمريكية كما تقول السلطات الأمريكية. و تمكن تنظيم الزرقاوي من تحقيق النجاح لأنه استهدف بصورة متكررة المدنيين العراقيين الذين حاولوا مساندة الجهود الأمريكية في القبض عليه مما أرهب المخبرين المحتملين وجعلهم يصرفون النظر عن المشاركة في هذه الجهود. وقال أحد المسؤولين عن مكافحة الإرهاب بوزارة العدل الأمريكية والذي على صلة بجهود القبض على الزرقاوي «هنالك شبكة هائلة من المخبرين السريين يراقبون كل تحرك لنا ولا يتوانون في مراقبة كل عراقي نقوم بتجنيده لتتبع آثار الزرقاوي. وفي كل مرة ننجح في ذلك ينتهي الأمر بالعثور على المخبر مقتولاً». وقال مسؤولون يمثلون عدة وكالات أمريكية بأن واشنطن قد كثفت من جهودها بصورة ملحوظة للقبض على الزرقاوي في العام الماضي وأن تنظيمه نفذ عدة هجمات قاتلة وجريئة ضد أهداف مدنية وعسكرية. وتقول السلطات الأمريكية بأنها ألقت القبض على عدد من كبار مساعدي الزرقاوي وأوشكت على القبض عليه في ثلاث مناسبات على الأقل. وقد اكتسب الزرقاوي شهرة ودعما وتمويلا لحربه ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها وأخذ يضرب أهدافاً خارج العراق مثلما حدث في عمّان الأسبوع الماضي من تفجير لثلاثة فنادق في وسط المدينة راح ضحيتها 58 شخصاً. وقال مسؤولون أمريكيون من أربع وكالات مشاركة في مطاردة الزرقاوي بأن فشلهم في إلقاء القبض على الأخير لا يعود لعدم بذلهم جهوداً مكثفة للوصول إلى الهدف. وإلى جانب ذلك هنالك فرقتا كوماندوز مكلفتان بصفة خاصة بتعقب الزرقاوي وتتحركان في أثره في المناطق غير المستقرة في العراق التي يعتقد بأنه يختبئ فيها. واحدة من هذه الفرق وهي «فرقة العمل 626» قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتشكيلها العام الماضي. ويوجد كذلك العشرات من أفراد القوات الخاصة والمخبرين العسكريين المشاركين في مطاردة الزرقاوي. وبجانب العنصر البشري توجد أقمار اصطناعية للتصنت وطائرات استطلاع بدون طيارين وحتى طائرات التجسس من طراز يو - 2 تعمل في جمع معلومات استخباراتية عن التمرد وبعضها تراقب بصفة خاصة الزرقاوي. وتعتقد السلطات الأمريكية بأن الزرقاوي بات رقماً اكثر أهمية من مؤسس القاعدة أسامة بن لادن. ويأمل المسؤولون الأمريكيون في جمع مزيد من المعلومات عن الزرقاوي وعملياته من ساجدة الريشاوي - 35 عاماً - وهي مواطنة عراقية من مدينة الرمادي وزوجة الانتحاري علي الشمري. وكانت الريشاوي قد اعترفت بتورطها في تفجيرات الفنادق الأردنية في شريط مصور بثه التلفزيون الأردني. وقال المسؤولون الأردنيون بان الريشاوي شقيقة واحد من كبار مساعدي الزرقاوي والذي قتل في الفلوجة غير أنه لا يعرف ما إذا كانت هي على اتصال مباشر بالزرقاوي. وقال عدة مسؤولين أمريكيين إن الريشاوي أبدت تعاوناً خلال التحقيقات معها وقدمت معلومات عن كيفية تسلل المجموعة الانتحارية المكونة منها ومن ثلاثة رجال إلى الأردن. وبالرغم من إلقاء القبض على الريشاوي وعدد من كبار معاوني الزرقاوي إلا ان شبكة مخابراته ما تزال متماسكة ومنظمة وعلى درجة عالية من اليقظة. ٭ (لوس انجلوس تايمز)