التوجه للطاقة البديلة أصبح خياراً عالمياً مهماً وحاسماً، فكل الدول تعمل على خفض الاعتماد على الطاقة النفطية أو غيرها، والبحث عن مصدر للطاقة الأقل كلفة والأفضل للبيئة، من ينظر لدول هي أبعد ما تكون عن الشمس، فدول مثل ألمانيا فرضت على البيوت الجديدة في ألمانيا أن تُزود بنظام توليد للطاقة الشمسية يُدعى "Photovoltaic System"، ويقوم هذا النظام بتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بل يستخدم ما يحتاج منها ويحول الباقي إلا بطاريات، وألمانيا احتفلت بمرور 30 سنة على عدم انقطاع الكهرباء وهي تعتمد بنسبة 50% على الطاقة الشمسية، وهي من الدول التي لا تشرق بها الشمس كبلاد دول الخليج لدينا، الغنية " بشروق " الشمس، فدولة مثل آيسلندا تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، والنرويج بنسبة 97%، السويد بنسبة 50%، البرتغال بنسبة 47%، الدنمرك بنسبة 45%، أسبانيا بنسبة 30%، مصادر هذه الطاقة ليست الشمس فقط، بل الرياح، والكتلة الحيوية، حركة المياة أو الكهرومائية، الطاقة الحرارية الأرضية، وغيرها من الدول التي تعتمد على الطاقة المتجددة التي أصبحت خيارا استراتيجيا مهماً في هذا العالم، فالدول تتحمل تكاليف باهظة من خلال توفير الطاقة الكهربائية، وأيضا التوجية لاستخدام الطاقة الكهربائية أيضا من السيارات والكثير من المواد الكهربائية كتحلية أو تسخين المياه. من هنا أعتقد أن استثمار الطاقة المتجددة بالمملكة ودول الخليج العربي أصبح خيارا استراتيجيا لا نحيد عنه للمستقبل، وهي مصدر غير ناضب، فالطاقة الشمسية هي الأولى كخيار وغيرها من مصادر الطاقة كالرياح أو غيرها، ولكن يجب أن يكون هناك استراتيجية فعاله لكي تبدأ الطاقة المتجددة بالدخول بحايتنا اليومية، وبالتالي العمل على توفرها في المساكن والشوارع والجهات الحكومية والمطارات وكل مبنى خاص أو عام، فاستغلال الطاقة الشمسية مثلا كمصدر طاقة لدينا شيء لا يذكر مقارنة بما ينتج من الطاقة الكهربائية من خلال النفط، والدول التي ذكرنا في أوروبا تعتمد بنسب كبيرة جدا على الطاقة البديلة كمصدر للاستغناء عن النفط وأيضا لبيئة نظيفة وأفضل، وهذا سيكون تحديا كبيرا بجذب استثمارات من هذا النوع، وتوظيف وتأسيس شركات مختصة بذلك، ويشجع القطاع الخاص على توفير الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية وتشتريها الدولة بحيث لا تتكلف بناء وتصنيع مصادر الطاقة وتكاليف وصيانة وغيرها، بل تشتري الطاقة من القطاع الخاص وتعود لبيعها وتوزيعها. نحتاج أن يوجه جزء مهم من الدعم للطاقة إلى الكهرباء، فتصبح المدارس والمنازل والشوارع وغيرها تعتمد على شرائح الطاقة الشمسية، التي هي مصدر مهم لكي نحافظ على توفير النفط لأطول فترة زمنية ممكنة، وأيضا معالجة النمو المتسارع والكبير على الطاقة الكهربائية، فهي عصب الحياة، ونحن نملك أدوات توفرها بوفرة ربانية كبيرة، ولكن نحتاج فتح التوجيه والاستثمار به، حتى وان كان مكلفا في البداية، والخيارات كثيرة والحلول ممكنة لدخول الطاقة الشمسية كمصدر طاقة كهربائية في كل شؤون حياتنا حتى انه من الممكن تشترط على كل منزل يوفر نظاما يدعم الطاقة الشمسية كمصدر موفر للطاقة.