بعد صمت طويل التزمه الرئيس جاك شيراك خلال هذه الأعمال العنيفة التي عاشتها معظم مناطق الجمهورية الفرنسية فيما سمته بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية بالانتفاضة. بعد هذا الصمت، توجّه الرئيس مساء أمس وفي ساعة الذروة مساء إلى الشعب الفرنسي بكلمة أكد فيها على ضرورة استعادة النظام والأمن في البلاد قبل أي شيء، مشيراً إلى أنه تم تمديد العمل بحالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر مؤكداً أنها حالة لن تستمر طويلاً، وأكد أن حكومته ستظل حازمة وعادلة. وقال في خطابه الذي استمر حوالي عشر دقائق: إننا لن نستطيع بناء شيء ثابت ومستمر دون أن نحترم بعضنا ودون أن نواجه بحزم هذا السم الاجتماعي الذي يتمثل في التمييز العنصري. وأضاف: إن فرنسا تواجه أزمة معنى، أزمة هوية، أزمة علامات على طريقها. ودعا في هذا الاتجاه الشركات والمؤسسات إلى توظيف الشباب الفرنسي أياً كان اسمه أو انتماؤه الثقافي. وانتقد أولئك المسؤولين عن التوظيف الذين يرمون في سلة المهملات بأي سيرة باحث عن عمل يحمل اسماً أو هوية توحي بأنه من أصول أجنبية. كما قال إنه سيدعو مسؤولي وسائل الإعلام ورؤساء الأحزاب وأعضاء البرلمان وممثلي المجتمع الفرنسي لاحترام التعددية المتمثلة في فرنسا اليوم وإيضاحها والدفاع عنها ضمن قيم الجمهورية التي جعلت من فرنسا نموذجاً راقياً يجدر بالجميع الحفاظ عليه والدفاع عنه. كما وعد الرئيس جاك شيراك بما أسماه الخدمة المدنية بحيث يتمكن خمسون ألفاً من أبناء المناطق التي تعيش ظروفاً صعبة من الالتحاق بها بدءاً من عام 2007م.