منذ أولى سنين حياته يعبر الطفل عن انزعاجه أو غضبه أمام مختلف أنواع الإحباط أو التعدي على ممتلكاته.من البديهي أن يقوم الطفل ذو السنتين تقريباً بخدش رفاقه، وبشد شعرهم، وبعضهم،، مما يزعج أمهاتهم. فالطفل، في هذه الحال، يرفض أن يتخطى المرحلة الفموية، ويعبر عن عدوانيته بواسطة فمه. الغريب في الأمر أن نوعاً معيناً من الأطفال يعض دوماً، وكأنه لا يعرف أنه يستطيع أن يعبر عن عدوانيته بضربة من قبضة يده أو من رجله. ان الطفل الذي يعض غيور ومتسلط فهو يعرف أن حركته هذه تؤذي الآخرين، ولكنه ينظر بلا مبالاة إلى رفيقه أو أخته وهما يصرخان بقوة وحسرة من الألم! وكأنه لم يفعل شيئاً، ولم يصل به النضج والفهم في الهروب. في مثل هذه الحالات ماذا يجب على الأهل فعله؟ على الأهل ألا يتجاهلوا هذا التعبير عن العنف والعدوانية بل عليهم أن يميزوا جيداً بين الأفعال العنيفة والاحساسات العنيفة. عليهم، كي يتجنبوا استمرار وتأصل هذه الظاهرة، أن يتحدثوا مع الطفل عن سوء تصرفه. بالطبع عليهم أن يعنفوه كي يمنعوه من تكرار ذلك، لكن عليهم أيضاً بشكل خاص أن يجعلوا الطفل يعي ويفهم أن تصرفه هذا غير مقبول من الجميع، وأن يعلموه كيف يعبر عن مشاعره بواسطة الكلام، والأهم من ذلك عليهم أيضاً أن يضاعفوا انتباههم وحنانهم نحوه، حيث إن أحد أسباب اللجوء إلى العض هو شعور الطفل بالحرمان واللامبالاة وخاصة بعد مجيء طفل آخر. وبهذا الالتفاف له وشعوره بالحنان من أهله جميعاً وخاصة أمه، يختفي بسرعة هذا التعبير العدواني المزعج بالنسبة للمجموعة وللعائلة بعد ذلك، وسيعبر الطفل عن لذته أو انزعاجه بواسطة اللغة. ونصيحته أخيرة للأهل وغيرهم بأن لا يعضوا الطفل ولو بشكل خفيف، (لتظهروا له ما يشعر به من يعضه هو)، فقد يجد الطفل في ذلك تبريراً لموقفه العدواني ويستمر على ذلك.