المصمم يحيى البشري يعيد صياغة التاريخ في «بردة عكاظ»

يعود سوق عكاظ في دورته التاسعة هذا العام ليعيد إلينا الإشراقة الثقافية والتاريخية من جديد من خلال الزخم الكبير لكرنفال الشعر الأكثر شهرة في الجزيرة العربية، وسط منافسة كبيرة يتوج فيها الشعراء الفائزون بأكثر الألقاب أهمية في الحدث، وهي لقب شاعر سوق عكاظ، ولقب شاعر شباب سوق عكاظ حيث تتم مراسم تتويجهم بارتداء اللباس التقليدي "البُردة"، والتي نفذها هذا العام مصمم الأزياء السعودي يحيى البشري.
وعبر البشري عن سعادته بالثقة الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين بتكليفه بتصميم "بُردة عكاظ" للدورة التاسعة للمهرجان، وهو الزي الذي يعبّر عن قيمة أدبية وتاريخية عظيمة جسدها الإنسان العربي منذ سنوات طويلة من خلال إبداعاته اللغوية والفكرية.
بردة عكاظ التي صممها يحيى البشري
وذكر البشري بأن بُردة الشاعر العراقي الفائز باللقب هذا العام "هزبر محمد" كانت من نسيج الذاكرة لقصيدته حيث حاول توظيف هذه الخيوط على شكل تشابك عنكبوتي بالقصب الذهبي والفضي لتتماشى مع إبداع الشاعر، حيث إن كل هذه الخطوط مرتبطة برؤوس مستلهمة من وحي القصيدة وعلى خلفية من الصوف الأسود، أما بُردة شاعر الشباب السعودي حسن طوشي فحيث إن الغيم والطبيعة هي محور إلهامه فقد تم تشكيل الغيوم في وقت الغسق وتكوينها بالذهب لتخرج منها أشعة على شكل ضوء يملأ المكان في تعبير يحاكي القصيدة على قاعدة قماشية من الصوف الأسود.
يذكر أن يحيى البشري صمم جميع بُردات سوق عكاظ في دوراته الماضية بحيث يكون استلهام الفكرة دائما من دراسة عميقة للقصائد الفائزة وبيئة أصحابها وكان قد قدم فكرة عمل نسخة مماثلة للبُردة لوضعها في متحف سوق عكاظ لكي توثق تفاصيل البُردة سنوياً، وقد وجه البشري الدعوة للجمهور لاستثمار هذا الحدث بالحضور والتعرف على جوانب ثقافية وتاريخية عظيمة في سوق عكاظ، مقدماً شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على دعمه المستمر للجانب الثقافي والبعد التاريخي في منطقة مكة المكرمة.