تعالوا لنتأمل في أساليب تجنيد عناصر داعش وتكوين خلاياها الإرهابية، فالأحداث الإرهابية الأخيرة تستدعي النظر بشكل عميق لتلك الوسائل التي تختلف كلياً عن أساليب تنظيم القاعدة! ولنقر في البدء أن داعش تعد الأخطر مقارنة بالقاعدة كونها تصطاد عناصرها بطريقة مختلفة، فهي تنتقيهم أغرارا صغار سن، ومن ذوي الصحائف الجنائية الخالية من السوابق والملاحظات التكفيرية، بل إن بعضهم لم يسافر إلى خارج الدولة على الإطلاق، لكنهم كأترابهم من الأجيال الجديدة منغمسون في معطيات التقنية الرقمية، والتي أتاحت مصيدة مثالية تجتذبهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي فتستهدف عقولهم لتكون الأداة والهدف بعمليات «غسيل مخ» بالغة التركيز سريعة التأثير باستغلال حداثة السن وسرعة التأثر بالقضايا الإقليمية خصوصا سورية والعراق، ثم يتم غرس القناعات بأن ما يقع من انتهاك لأعراض المسلمات هو بسبب ضعف الحكومات العربية .. لتبدأ مرحلة التدرج بتكفير هذه الحكومات حتى الوصول إلى تكفير ولاة الأمر فيتم الحكم بكفر الدولة ومن يخدمها من العاملين في القطاعات الحكومية وعلى رأسهم العسكر! لا بد أن نعترف وبصوت عال أن فضاء الإنترنت بشكل عام ومنصات التواصل الاجتماعي خاصة اصبحت أكبر حاضن لتفريخ الإرهاب والتطرف، وأكبر جاذب للعمليات الدامية التي تجعل القتل والدمار وسيلة لدخول الفردوس، والتمتع بالحور العين! لقد بات من الضرورات الآن إنشاء مركز إلكتروني حكومي يرصد فوضى التطرف والجريمة، ويعمل جنبا إلى جنب مع كل الوسائل الأخرى لتحجيم الأخطار التي تتهدد عقول شبابنا وتستبدل قناعاتهم ومبادئهم بقناعات ومبادئ تكفيرية إرهابية. إنها حرب جديدة مضطرون لخوضها، ساحتها فضاء واسع سريع الحركة لا يعرف استخدامه إلا من يجيد إدراك دروبه ويعرف تفاصيل شعابه! لمراسلة الكاتب: [email protected]