مما لا شك فيه بأن العمل الصيدلي وما ينوء به من غزارة في المعلومات، المرتبطة بالدواء، كرافد رئيس للمنظومة العلاجية، يُعد أحد أهم العناصر المؤثرة من حيث ارتباطه المباشر بالصحة بوجه عام، إذ إن التطور في صناعة الدواء يسهم وبشكل مباشر في التخفيف من معاناة المرضى، فضلاً عن اتكاء الأطباء على هذا الجانب المؤثر، ودرء التدخل الجراحي، كلما كان تأثير الدواء ناجعاً، ومواكباً للتشخيص الدقيق للحالة المرضية، وبالتالي تطابق الوصفة مع التشخيص وما ينجم عنه من ازالة للالم ما يسعد الطبيب المعالج وكذلك الصيدلي بهذا الخصوص، والبعد قدر الامكان من تدخل المبضع، ويشكل التثقيف الصحي للمرضى أحد العوامل الرئيسية في الحد من نشوء المضاعفات، وخصوصاً كيفية استعمال الدواء بشكل سليم، وفق تعليمات الطبيب المعالج بهذا الصدد، وتعتبر هذه المهنة الإنسانية النبيلة ذات تأثير بارز في اطار المنظومة العلاجية، إذ إن عنصر التكامل بين الأطراف الثلاثة الطبيب والمريض والصيدلي من شأنه الاسهام في ايجاد بيئة صحية تستشرف الهدف السامي، وتنحو إلى تفعيل الدور العلاجي بشفافية، حيث الرؤية الواضحة، كمسار سليم يتم من خلاله اعطاء الارشادات بهذا الصدد، بصيغة منطقية جذابة لا سيما وأن الصيادلة حينما طرقوا هذا المضمار، أخذوا بالاعتبار الجانب الإنساني ووضعوه نصب أعينهم، كنمط تفاعلي خلاق يحذوه الرفق واللين، مستشعرين بذلك أوضاع المرضى، وما يكابدونه من مشقة، فاذا كان الألم لا يرحم، فإن في قلوب الصيادلة ما يفيض من الرحمة توجهاً نبيلاً مشرقاً، حينما يواكب الدعاء ابتسامة، تخفق من عناء المرضى، ونيل الأجر والمثوبة جراء هذا العمل المبارك، والصيادلة ولله الحمد على قدر كبير من المسؤولية مجسدين بذلك نهلهم من هذه العلوم، أخلاقاً فاضلة تترجم السلوك واقعاً يبعث الأمل في النفوس، ولتحقيق صيغة التكامل التي أشرت إليها آنفاً فإني أود أن أطرح بعض النقاط التي تصب في هذا الجانب أذكر منها: ٭ تفعيل التواصل بين الأطباء والصيادلة، لرفع الكفاءة الإنتاجية من جهة، وتلاقح الأفكار والمقترحات في كل ما من شأنه بلوغ الهدف النبيل ألا وهو المحافظة على صحة الإنسان ورصد الانطباعات من جهة اخرى. ٭ التنسيق بين المستشفيات، من حيث تأمين الدواء وتغطية النقص الذي يطرأ في بعض الحالات، بمعنى أن يتخذ التعاون في هذا الإطار، طابع المرونة وتسهيل الاجراءات على نحو يحقق السرعة في الانجاز لا سيما وأن عامل الوقت له أثره البالغ، وتأمين الدواء وكذلك تجنيب المريض مشقة شرائه من الخارج. ٭ لا ريب أن مردود انعكاس ثقافة الصيدلاني، هي امتداد للدور البارز المناط به، بمعنى أن سعة الاطلاع، والإثراء المعرفي لا يقتصر فقط في الجانب الدوائي، بقدر ما تشكل الثقافة العامة محوراً رئيساً في اختراق النمطية ولعب دور أكبر في تفعيل التثقيف الصحي، من هنا فإني أود أن أهيب باخواني وأخواتي الصيادلة في اقتناء الكتب وخصوصاً ما يتعلق منها بالجوانب الاجتماعية، والعلاقات العامة، وبما أن أسعار بعض الكتب قد تكون باهظة بعض الشيء فبالامكان استقاء المعلومات عبر الإنترنت أو على سبيل استعارة الكتب من المكتبات الموجودة في المستشفيات، وكذلك المكتبات في الجامعات، وتسهيل هذا الأمر وحبذا لو تم توزيع نشرة توضح المواقع المرتبطة في هذا الجانب والصيدلة تحديداً. ٭ يفرض التطوير وخصوصاً في مجال الصيدلة، حيث التقدم المذهل في صناعة الدواء مواكبة المستجدات من خلال الاحتكاك بالخبرات الأجنبية، ومن ذلك اقامة الندوات والدورات، سواء كان ذلك عبر التواصل مع المستشفيات العريقة والجامعات وكذلك الشركات الصانعة أو من خلال دعم الابتعاث، لا سيما وأن الدولة الكريمة تعتبر ثروة الوطن هم أبناؤه، من خلال دعم المجالات العلمية المتعددة وتكريس الجهد في كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الفرد متسلحاً بالعلم ليسهموا في البناء وخدمة هذا الوطن الغالي حباً واخلاصاً ووفاءً، ورداً للجميل بما هو أجمل نحو تأهيل الأجيال بأساليب علمية متطورة، وانعكاسه الإيجابي في تطوير هذا المهنة الإنسانية النبيلة. * صيدلانية